سياسة اليوم, 17:31 | --


قمة بغداد.. الغائبون الحاضرون وسؤال التمثيل الرمزي

بغداد اليوم - بغداد
في ظل مشهد عربي متقلب، انعقدت قمة جامعة الدول العربية في العاصمة العراقية بغداد، لكن بغياب عدد كبير من القادة والزعماء، مما فتح باب التساؤلات حول مغزى هذا الغياب ودلالاته السياسية، خصوصًا في ظل حساسية المرحلة الإقليمية ودقة الملفات المطروحة.
ورغم ما أثير من جدل، يؤكد أستاذ العلوم السياسية، خالد العرداوي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "نجاح القمم لا يُقاس فقط بمستوى التمثيل، بل بما تخرج به من مخرجات وما يتبعها من التزامات سياسية حقيقية"، مشيرًا إلى أن قمة بغداد يجب أن تُقيّم من حيث المضمون لا البروتوكول.
من التمثيل إلى النتائج... ماذا بقي من القمم؟
ويرى العرداوي أن ضعف التمثيل الرسمي لا يعني بالضرورة أن القمة فاشلة أو عديمة الجدوى، موضحًا أن "القادة الذين لم يحضروا ربما رأوا أن القضايا الكبرى قد استُنفدت خلال القمة الطارئة في القاهرة، التي عُقدت في أعقاب تصعيد غزة، فضلًا عن الاجتماعات المنفصلة التي جمعت دول الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما أدى إلى اكتفاء بعض الدول بتمثيل منخفض في قمة بغداد".
ويضيف: "الحضور الرفيع يُعبّر غالبًا عن الجدية والاهتمام بالقضايا المطروحة، وهذا ما افتقدته القمة بشكل نسبي، لكنه لا يلغي أهمية ما يمكن أن يتحقق من خلال استمرار اللقاءات".
اجتماع بلا زخم رمزي؟
من وجهة نظر العرداوي، فإن غياب القادة عن قمة بغداد لا ينبغي قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي الضاغط، مشيرًا إلى أن التحولات المتسارعة في المشهدين العربي والدولي فرضت نوعًا من "الإرهاق الدبلوماسي"، لاسيما بعد توالي القمم والمؤتمرات، مما انعكس على مستوى التمثيل الرسمي.
لكن رغم هذا الغياب النسبي لـ"الصف الأول"، يُبقي العرداوي على توصيف القمة بأنها "مهمة للغاية"، بالنظر إلى الظرف الإقليمي الحرج، والحاجة إلى استمرار الحوارات العربية، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتشابكة.
قمة التوقيت الصعب
جاءت قمة بغداد وسط تقاطعات حادة بين الملفات العربية: من انهيار الوضع الإنساني في غزة، إلى تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، مرورًا بالأزمة السورية، وتفاقم النفوذ الإيراني والتركي، فضلًا عن عودة التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة.
وفي خضم كل ذلك، يضع العرداوي رهان القمة في قدرتها على إنتاج رؤية عربية مشتركة أو على الأقل منصة تواصل فعالة، حتى وإن غاب بعض القادة، مؤكدًا أن "استدامة الحوار العربي ضرورة، وليست ترفًا سياسيًا".
رسالة بغداد... هل وصلت؟
وبينما يرى البعض أن مستوى الحضور قد أضعف رمزية القمة، يؤكد العرداوي أن العبرة ليست فقط بمن حضر، بل بما خرجت به بغداد من رسائل سياسية، وبما إذا كانت قد نجحت في تأكيد دورها كمنصة جامعة في لحظة عربية مأزومة.
وبهذا المعنى، فإن "قمة بغداد، بصرف النظر عن تمثيلها الرسمي، قد تكون فرصة لإعادة نسج العلاقات العربية عبر قنوات متعددة، بعيدًا عن الأضواء، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بناء موقف عربي عقلاني في ظل تحولات دولية لا ترحم الغياب الجماعي".

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

رفع حالة الانذار "ج" للقوات الأمنية في بغداد يوم غد الأحد

بغداد اليوم – بغداد أفاد مصدر أمني، اليوم السبت (17 أيار 2025)، بأن الجهات المختصة قررت رفع حالة الإنذار القصوى (ج) بعد انتهاء أعمال القمة العربية في بغداد ونجاح جميع الخطط الأمنية المرافقة لها. وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن

اليوم, 23:21