لاريجاني: تفاوضوا مع الحوثيين.. إيران لا علاقة لها بما يجري في اليمن

بغداد اليوم – متابعة

في موقف لافت يعكس سياسة النأي بالنفس عن الأزمة اليمنية، دعا علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، مساء السبت (3 أيار 2025)، الولايات المتحدة إلى التوجه مباشرة للتفاوض مع جماعة الحوثي، مؤكداً أن طهران لا تتحمل أي مسؤولية عمّا يجري في اليمن.

وقال لاريجاني، وهو عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، خلال مشاركته بندوة في جامعة طهران، تابعتها "بغداد اليوم"، إن "الولايات المتحدة قصفت اليمن 800 مرة ثم تتهم إيران"، مضيفًا: "ما شأننا بذلك؟ اذهبوا وتفاوضوا مع اليمنيين إن كنتم صادقين".

وأشار إلى أن "أصل المشكلة بدأ عندما شنّت السعودية هجومها على اليمن، ومنذ ذلك الحين تحول اليمنيون إلى قوة مقاومة بارزة"، مؤكداً أن "التاريخ يثبت أن كل من دخل اليمن لم يخرج منه سالماً".

واتهم لاريجاني واشنطن بالفشل في فرض السيطرة رغم استخدامها القوة العسكرية، معتبراً أن "الولايات المتحدة عاجزة عن فرض أمر واقع في اليمن، ولا خيار أمامها سوى التفاوض مع القوى الفاعلة هناك".

وختم بالقول: "أنتم تدّعون حب التفاوض، فاذهبوا وتفاوضوا مع اليمنيين، ما علاقتنا نحن؟".

ومنذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 عقب تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، ظلّت إيران تنفي أي دور مباشر في دعم جماعة الحوثي عسكريًا، رغم اتهامات متكررة من دول غربية وعربية تشير إلى تقديم طهران دعمًا لوجستيًا وتسليحيًا للجماعة، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، معتبرة أن القضية يمنية خالصة.

وتسعى طهران، خاصة منذ توقيع اتفاق التطبيع مع السعودية بوساطة صينية عام 2023، إلى إعادة تموضعها الدبلوماسي في ملفات المنطقة، وخصوصًا اليمن، من خلال النأي العلني بالنفس عن أي دور عسكري مباشر، والتركيز على الخطاب الداعي للحوار.

تصريحات لاريجاني تأتي في سياق هذه الاستراتيجية، وتحمل رسائل متعددة إلى واشنطن والرياض مفادها أن الحل في اليمن لا يمر عبر طهران، بل عبر تفاوض مباشر مع الفاعلين اليمنيين، وعلى رأسهم جماعة أنصار الله (الحوثيون).