سياسة أمس, 16:21 | --


بين الانسحاب السياسي والزخم الشعبي.. الصدر يعيد التيار إلى الواجهة برسائل مُشفرة

بغداد اليوم - بغداد 

في مشهد سياسي تتقاذفه التناقضات وتثقله أزمات متراكمة، عاد زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر ليشعل الساحة بخطابٍ من قلب الحنانة، حمل في طياته مزيجاً من الرسائل الغامضة والمباشرة، بلغة مشحونة بالعقيدة والهمّ الوطني، ورغم انسحابه المعلن من العمل السياسي، بدا واضحاً أن الصدر لم يغب عن معادلة التأثير، ولا عن قلوب جمهوره الذي ما زال يترقب إشاراته كما لو أنها أوامر تعبئة.

خطابه الأخير لم يكن مجرد تعبير عن موقف، بل خريطة طريق لمرحلة محتملة من إعادة التموضع السياسي، في وقت يقترب فيه العراق من استحقاق انتخابي مفصلي.

 وبين التلويح والتهدئة، وبين النقد اللاذع والرسائل المبطّنة، أعاد الصدر التأكيد على أن التيار الصدري حاضر في المشهد، حتى من خارج قبة البرلمان. وكأنّه يقول: الغياب عن المؤسسة لا يعني الغياب عن القرار.

وفي هذه اللحظة المفصلية، تقرأ القوى السياسية خطاب الصدر بحذر، فيما يقرأه الشارع بنبض أكثر حرارة، فالحديث عن الفساد والتلويح بـ"قلوب الفاسدين في أيدينا" لم يكن بلا معنى، بل رسالة مشفّرة تختزن ما هو أبعد من الكلمات.

الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي مجاشع التميمي علق، اليوم السبت (3 أيار 2025)، من خلال حديثه لوكالة "بغداد اليوم" على الرسائل السياسية التي أطلقها زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر خلال كلمته في الحنانة، قائلاً إن "كلمة الصدر حملت رسائل متعددة، أبرزها تأكيده على استمرار (الإصلاح) كمنهج رغم الانسحاب السياسي، مع تحميل الطبقة السياسية مسؤولية تردي الأوضاع، فالرسائل جاءت بلغة مشحونة دينياً ووطنياً، تستهدف جمهوره التقليدي وتستنهض مشاعر المظلومية الشعبية، ما يشير إلى نية الحفاظ على الزخم الجماهيري ولو من خارج البرلمان".

وأضاف: "سياسياً، تعكس الكلمة محاولة لإعادة تموضع التيار الصدري كقوة رقابية شعبية بديلة عن الدور التشريعي، ما قد يعزز حضوره في الشارع، لكنه يحد من نفوذه المؤسساتي ومع قرب الانتخابات، تفتح هذه الرسائل الباب أمام عودة تدريجية مشروطة أو مفاجئة، حسب التوازنات".

وبيّن: "أما جزئية الصدر حول الفساد، خصوصاً عبارته (قلوب الفاسدين في أيدينا)، يُظهر توجهاً ناعماً بغطاء تهديدي، فهو يُلوّح بقدرة رمزية على التأثير والضغط دون تصعيد مباشر، ما يعكس استراتيجية تحذير مبطن للخصوم، ورسالة لجمهوره بأن التيار لا يزال ممسكاً بمفاتيح التأثير في الدولة".

وكان زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، قد وجّه رسالة إلى المشاركين في إدارة الدولة بمناسبة استشهاد والده المرجع محمد محمد صادق الصدر، أكد فيها أن صمت التيار الصدري تجاه الفاسدين هو بمثابة إعلان للتمسك بنهج الإصلاح، مشدداً على عدم التراجع عن هذا النهج.

وأضاف بنبرة غاضبة: "قلوب الفاسدين في أيدينا"، في تحذير واضح للمتورطين بالفساد، مؤكداً استمرار التيار الصدري في معركته ضد الفساد رغم غيابه عن البرلمان.

أهم الاخبار

حريق ضخم في وحدات نفايات وكرتون بمدينة نظر آباد الإيرانية

بغداد اليوم – متابعة اندلع، مساء اليوم السبت (3 أيار 2025)، حريق واسع في إحدى وحدات كبس الكرتون في منطقة قوجه ‌سار التابعة لمدينة نظر آباد بمحافظة البرز الإيرانية، ما أدى إلى امتداد النيران بسرعة إلى 12 وحدة مجاورة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون. وقال

أمس, 23:59