محليات اليوم, 14:05 | 244


من ميدان معركة إلى وجهة سياحية.. بحيرة حمرين تتحول إلى أيقونة للسلام والاستقرار

بغداد اليوم - ديالى 

في زمنٍ ليس ببعيد، كانت أصوات الرصاص والانفجارات هي العناوين اليومية لمناطق واسعة من محافظة ديالى، وبالأخص عند ضفاف بحيرة حمرين، التي تحولت لسنوات طويلة إلى ما يشبه ساحة حرب مفتوحة، لا تطأها أقدام العابرين إلا في مهمات قتالية محفوفة بالمخاطر، كانت تُعرف بـ"أرض النار"، حيث تختبئ في زواياها التنظيمات المتطرفة، وتنتشر فيها العبوات الناسفة والقناصة والسيارات المفخخة، لتخطف أرواح الأبرياء وتزرع الرعب في نفوس من تبقى.

لكن الزمن كفيل بأن يبدّل المشهد، فها هي بحيرة حمرين، التي كانت بالأمس جرحاً نازفاً في قلب الوطن، تعود اليوم لتفتح ذراعيها من جديد، لا للموت، بل للحياة. من ميدان معركة، تحولت هذه البقعة الساحرة إلى ملاذٍ للعوائل، ومتنفسٍ للعراقيين الذين أنهكتهم سنوات الحرب. لم تعد أصوات السلاح تُسمع هناك، بل ضحكات الأطفال، وأحاديث الأمهات، وزوارق تتهادى على صفحة المياه، تنقل زائريها بين أروقة الجمال والطمأنينة.

وهنا يروي فيصل الزيدي، قصته لـ "بغداد اليوم"، وهو رب أسرة من إحدى المحافظات الجنوبية، إنه "كان في طريقه إلى محافظة السليمانية قبل أن يقرر التوجه مع أسرته إلى بحيرة حمرين، التي اشتاق إليها بعد إصابته هناك في معركة ضد تنظيم القاعدة عام 2008، عندما كان ضمن تشكيل أمني".

وأضاف الزيدي أن "المنطقة كانت آنذاك تُعرف بأرض النار بسبب العبوات الناسفة والقنص والسيارات المفخخة، وكانت من أبرز تمركزات الجماعات المتطرفة"، مشيراً إلى أنه "أُصيب بجروح خطيرة آنذاك، وأمضى خمسة أشهر في الفراش حتى تماثل للشفاء".

وأكد أن زيارته الحالية إلى البحيرة مع عائلته هي "رسالة طمأنة بأن خفافيش الظلام انتهت، وأن الأمن عاد لهذه الأرض التي تضم دماء كل أطياف الشعب العراقي الشيعي والسني والكردي والتركماني"، مضيفاً أن "بحيرة حمرين باتت تمثل أيقونة بين البحيرات العراقية، لما تتمتع به من جمالية فريدة".

من جانبه، قال مدير ناحية السعدية، أحمد الزركوشي، لـ"بغداد اليوم"، إن "بحيرة حمرين التي تقع ضمن جغرافية الناحية تشهد استقراراً أمنياً كاملاً، وارتفع مستوى تدفق العوائل عليها بنسبة 90% خلال الأشهر الأخيرة".

وأضاف أن "عوائل من خارج ديالى بدأت بالتوافد على البحيرة للاستمتاع بأجوائها، خاصة بعد توفر عناصر الطمأنينة والأمان"، مؤكداً "وجود مساعٍ لدى الإدارة المحلية لبلورة مشروع سياحي يضمن الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي تحتاجها مئات العوائل يومياً".

وأشار إلى أن "البحيرة الآن تتمتع بطاقة خزن مائية عالية تسمح بتسيير القوارب وتنظيم جولات سياحية للعوائل، لكن هناك حاجة لمزيد من الخدمات لتعزيز الجذب السياحي".

وأكد أن "العديد من العوائل القادمة كانت تسمع عن قصص دامية شهدتها بحيرة حمرين ومحيطها في سنوات الاضطرابات، لكن المشهد الآن مختلف تماماً، حيث الأمن والاستقرار سيد الموقف".

وتُعدّ بحيرة حمرين واحدة من أهم الموارد المائية في محافظة ديالى، وتقع في أقصى شمال شرق المحافظة، ضمن حدود ناحية السعدية.

وتشكّلت البحيرة نتيجة إنشاء سد حمرين في سبعينيات القرن الماضي، وتحوّلت لاحقاً إلى موقع استراتيجي بسبب موقعها الجغرافي وطبيعتها الوعرة، ما جعلها مسرحاً للكثير من العمليات العسكرية بعد عام 2003، خاصة خلال سنوات الحرب ضد تنظيم داعش.

 

أهم الاخبار

انتخابات العراق تحت تهديد السلاح.. دعوات نيابية لاستبعاد المسلحين لضمان النزاهة - عاجل

بغداد اليوم - بغداد في وقتٍ تتسارع فيه الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة في العراق، تبرز العديد من التحديات التي قد تؤثر بشكل كبير على نزاهة العملية الديمقراطية، من بين هذه التحديات يبرز تهديد السلاح وأجنحته المسلحة التي قد تحاول فرض إرادتها على

اليوم, 15:57