تحت رمال الأنبار.. خلايا داعش تتحرك والجيش يستنفر في سباق مع التضاريس

بغداد اليوم - الأنبار 

في عمق الصحراء الغربية، حيث تمتد الأرض بلا نهاية ويختلط الأفق بغبار السنين تنبض الأنبار من جديد على وقع الخطر، المحافظة التي نزفت كثيراً في مواجهة الإرهاب تقف اليوم على حافة قلق قديم يتجدد، بعد أن أطلق القيادي في حشد الأنبار مندول الجغيفي ، اليوم الثلاثاء (15 نيسان 2025)، تحذيراً صريحاً عن تحركات مشبوهة لخلايا تنظيم داعش في إحدى أكثر مناطق المحافظة وعورة وعزلة.

ليست هذه مجرد معلومات أمنية عابرة، بل مؤشرات خطيرة على أن بقايا التنظيم لم تُقتلع بالكامل، وأنها لا تزال تبحث عن مأوى في التضاريس التي تعرفها جيداً، مستفيدة من المساحات المفتوحة وغياب الكثافة السكانية في "سحول"، تلك المنطقة النائية التابعة لقاطع راوة، تتحرك الفلول بصمت، وتختبئ بين الصخور والرمال، وسط تأكيدات على وجود عناصر أجنبية، وتحديداً من الجنسية السورية، ضمن صفوفها.

وقال الجغيفي في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "المؤشرات الأمنية تؤكد وجود نشاط لبعض خلايا عصابات داعش الإرهابية في منطقة سحول، ضمن قاطع راوة غربي الأنبار"، مبيناً أن "قوة خاصة نفذت مؤخراً عملية أمنية لتعقب تلك الفلول بعد رصد تحركاتها".

وأضاف أن "المنطقة تتميز بتضاريس معقدة ووعرة، ما يجعلها بيئة ملائمة لتحركات عناصر داعش، الأمر الذي استدعى تغطية أمنية مشددة من قبل الجيش والتشكيلات الساندة له، بهدف تطويق أي نشاط محتمل للخلايا النائمة".

وتابع، أن "منطقة سحول تشكل اليوم نقطة سوداء على الخارطة الأمنية للأنبار، وهناك معلومات تفيد بوجود عناصر من جنسيات عربية، وتحديداً من الجنسية السورية، بين تلك الخلايا".

وأكد أن "المنطقة تحظى حالياً باهتمام أمني ويقظة استخبارية عالية، وهناك تنسيق مستمر لاستئصال خطر تلك الخلايا التي تتحرك في جغرافيا نائية ومعقدة، إلا أن القضاء عليها ضرورة حتمية".

وختم الجغيفي بالقول، إن "المناطق المفتوحة والنائية تمثل آخر ما تبقى من حواضن الخلايا النائمة المرتبطة بداعش، وإن تطهيرها بشكل كامل سيسهم في إنهاء هذا التنظيم الإرهابي بشكل نهائي في المحافظة".

وشهدت محافظة الأنبار خلال السنوات الماضية عمليات عسكرية واسعة انتهت بتحريرها بالكامل من سيطرة داعش، الذي اتخذ من مدنها ومناطقها الصحراوية قاعدة لانطلاق هجماته بعد سيطرته على مساحات واسعة في العراق عام 2014.

ورغم إعلان النصر العسكري على داعش أواخر عام 2017، إلا أن خلاياه النائمة استمرت في التحرك ضمن مناطق نائية وصحراوية، مستغلة تضاريس صعبة وضعف التواجد السكاني فيها، لا سيما في مناطق غرب الأنبار المحاذية للحدود السورية.