بغداد اليوم - بغداد
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى مسقط، حيث تُعقد جولة جديدة من المفاوضات بين واشنطن وطهران، تقف شعوب المنطقة على حافة القلق والترقّب بين أمل خافت بالسلام وخوفٍ كبير من تصعيد يفتح أبواب الجحيم، فهذه المفاوضات ليست مجرّد حوار بين دولتين، بل هي مفترق طرق بين حياة مستقرة أو سنوات أخرى من التوتر والحروب بالوكالة، التي دفعت الشعوب ثمنها من أمنها ولقمة عيشها.
وبين هذا وذاك، يبقى العراق في المنتصف، يتنفس بين جمرتين ويُراقب ملامح مستقبله في كل كلمة تُقال على طاولة الحوار.
الدبلوماسي العراقي السابق غازي فيصل كشف ، اليوم السبت (12 نيسان 2025)، عن موقع وموقف العراق من المفاوضات الإيرانية الأمريكية المرتقبة في سلطنة عمان.
وقال فيصل لـ"بغداد اليوم" إن "العراق ليس طرفاً في هذه المفاوضات والصراعات، لكن مجموعة من أحزاب وحركات الإطار التنسيقي والفصائل العراقية المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، هي الطرف في معادلات الحرب بين طهران وواشنطن وتعلن بصراحة عداءها للولايات المتحدة وتهدد بقصف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق".
وأضاف : "على العكس من المواقف الراديكالية المعادية لواشنطن، تلتزم الحكومة العراقية باتفاقية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وتستقبل وفداً أمريكياً تجارياً كبيراً وتعقد اتفاقيات في مجال الطاقة والصناعات المختلفة".
وبيّن أن "المفاوضات اليوم بين طهران وواشنطن هي لجس النبض بين إرادة السلام الأمريكية وإرادة إيران في إجراء تغييرات جوهرية وتفكيك البرنامج النووي ومصانع الصواريخ الاستراتيجية والطائرات المسيّرة وحل الحرس الثوري الإيراني وشبكة التنظيمات المسلحة التي تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والخليج العربي".
وتابع أنه "وفق التصور الأمريكي يرى أن إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، والمطلوب التحول إلى دولة طبيعية تحترم إرادة وحق الشعوب في تقرير المصير واختيار أنظمتها السياسية والاجتماعية والثقافية وعدم التدخل في الشؤون السيادية للدول والتخلي عن استراتيجية الحروب".
وأكد الدبلوماسي العراقي أن "الذهاب للمفاوضات يتطلب من الطرفين تقديم تنازلات وضمانات متقابلة لعودة العلاقات الدبلوماسية ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، على أن تلتزم إيران بعدم الاستمرار في التسلح بما يهدد الأمن والاستقرار".
وتابع: "لا بد من تقديم تنازلات قاسية من أجل الذهاب لبناء السلام والتعايش، وبخلافه ستنتهي المفاوضات إلى إعلان واشنطن الحرب لتدمير القدرات النووية والصاروخية ومختلف أنواع الأسلحة الاستراتيجية".
وفي وقت سابق من ، اليوم السبت (12 نيسان 2025)، وصل عراقجي، رئيس الفريق الإيراني المفاوض إلى مسقط على رأس وفد رسمي حيث التقى فور وصوله بوزير الخارجية العُماني، وبحث الجانبان آخر التطورات الإقليمية والدولية، إلى جانب ترتيبات بدء المحادثات النووية غير المباشرة مع واشنطن.
وخلال اللقاء، أشاد عراقجي بالعلاقات التاريخية التي تربط إيران بعُمان، مثمناً دور السلطنة المتوازن في القضايا الإقليمية، واعتبر استضافتها للحوار الحالي "تأكيداً على نهجها البنّاء والمسؤول".
من جانبه، عبّر الوزير العُماني عن ترحيبه بزيارة نظيره الإيراني، مشيداً بمتانة العلاقات بين البلدين، ومؤكداً أن اختيار مسقط لاستضافة هذه الجولة الحساسة يعكس الثقة التي تحظى بها سلطنة عُمان من جميع الأطراف.
كما أطلع البوسعيدي نظيره الإيراني على التحضيرات الجارية لبدء المحادثات، والتي تُجرى وسط أجواء من الترقب والحذر، في ظل الشكوك حول فرص تحقيق اختراق حقيقي في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين طهران وواشنطن.
بغداد اليوم – بغداد أجرى رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس (17 نيسان 2025)، زيارة سريعة إلى دولة قطر التقى خلالها بأميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع. وقال مصدر حكومي رفيع لـ"بغداد اليوم"، إن