آخر الأخبار
الداخلية تعلن القبض على قتلة طبيب الأسنان المتقاعد فيصل الحويزي انتشار أمني كبير بمنطقة الفضيلية في بغداد ​انتهاء منخفض "مسك".. العراق يتأثر بحالة جوية جديدة تصاحبها الأمطار مشروع يعيد اشجار العراق "المهاجرة" بـ 100 الف شتلة بعد البتاوين.. الداخلية تنفذ حملة أمنية في 3 مناطق جديدة ببغداد

دستور خروف لا للمقاومة !!

مقالات الكتاب | 8-04-2024, 11:57 |

+A -A

حيدر عبدالجبار البطاط 

 

بعد أن انتهى الجزار من سن سكينه وتجهيز مفاصل الذبح !!

دخل وسط الحظيرة .

أدركت الأغنام من إحساسها الفطري أن الموت سيأتي حتمًا ، وسيتم اختيار أحد الخراف ... وأمسك الجزار بقرني احدهم وأخرجه من الحظيرة .

لكن هذا الكبش كان صغيراً وله هيكل قوي ، لذلك  تجاهل مواد دستور الخراف .!!

 (المادة الأولى   -  3  تقول )

 عندما يختارك الجزار لا تقاوم لأن هذا سيغضب الجزار ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر ؟؟

 قال الكبش في نفسه .. هذه مادة باطلة   ودستور غبي .. إذا لم تنفعني مقاومتي في هذا الموقف .. لا أعتقد أنها تضرني !!

نهض الكبش و فاجأ الجزار و هرب  من يديه ليدخل وسط القطيع .. ونجح في الهروب من الموت الذي كان ينتظره !!

 لم ينتبه الجزار لما حدث ، حيث كانت الحظيرة مكتظة بالأغنام ، فأخذ الجزار خروفًا آخر وسحبه من قرنيه  وأخرجه من الحظيرة و كان الأخير مسالما  ولم يبدي أية مقاومة إلا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع .

وهكذا بقيت الخراف في الحظيرة تنتظر الموت الواحد تلو الآخر !!

فكر الكبش الصغير في طريقة للخروج من حظيرة الموت وإخراج بقية القطيع معه !!

كانت الخراف تنظر إلى الخروف الصغير وهو ينطح سياج الحظيرة الخشبي ، مندهشات   من جرأته وتهوره ، و كان الحاجز الخشبي ليس قوياً   !!

الجزار كان يعرف ان الخراف  جبانه جدًا !!

لدرجة أنهم لم يحاولوا  الهروب ، ونجح الكبش في كسر الجدار  ودعا الرفاق للهروب !!

لكنهم كانوا جميعا يشتمونه و يرجفون  خوفًا من أن يكتشف الجزار ما حدث !!

تجمع أفراد القطيع و تحدثوا مع بعضهم البعض عما اقترحه عليهم ذلك الكبش ليخرجوا من الحظيرة وينقذوا أنفسهم من سكين الجزار !!

 القرار النهائي جاء بالإجماع مخيبا للآمال ولكن غير مفاجئ للكبش الشجاع …؟؟؟

وفي صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الحظيرة ليبدأ عمله .. و كانت المفاجأة !!

 سور الحظيرة مكسور ولكن القطيع داخل الحظيرة ولم يهرب منه أحد .. !!

و المفاجأة الثانية كانت عندما رأى في وسط الحظيرة خروف  ميت .. ؟؟

جسده مغطى بجروح  حيث تم نطحه بقوة !!

 كانت الأغنام تنظر بكل فخر واعتزاز إلى ما فعلته بذلك الخروف ( الإرهابي ) الذي حاول  إفساد علاقة الجزار بالقطيع وتعريض حياتها للخطر   !!!

   كانت سعادة الجزار تفوق الوصف .. حتى أنه بدأ يتحدث إلى القطيع بكلمات الإعجاب والثناء ... يا قطيع ... كم أنا فخور بكم وكم يزداد احترامي لكم في كل مرة أتعامل معكم .. أيها الخراف  الجميله .. عندي بشرى تسعدكم جميعاً .. تقديراً لتعاونكم الذي لا مثيل له !!

   إبتداءً من هذا الصباح لن أسحب أياً منكم إلى المسلخ بالقوة كما فعلت من قبل .

اكتشفت أنني كنت قاسياً عليكم ... وهذا يضر بكرامتكم .. كل ما عليكم  فعله يا  أيها الخرفان أن تنظروا  إلى   سكيني المعلقة على باب المسلخ .. 

إذا لم ترونها معلقة فذلك يعني أني أنتظركم داخل المسلخ ؟؟  

و يجب على كل واحد منكم ان يأتي بعد الآخر .. وتجنبوا الازدحام .. في الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم ... نعم للسلام … لا .. للمقاومة !!

كم جزار  بيننا اليوم …. وما اكثر الخراف …!!!