"لم تأتِ لتغادر".. رؤية لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأمريكي ودور إيران والدول السنّية
سياسة | 30-01-2024, 14:38 |
بغداد اليوم - بغداد
قدّم استاذ العلوم السياسية في جامعة تكريت مثنى العبيدي، اليوم الثلاثاء (30 كانون الثاني 2024)، رؤية اكاديمية عن مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق.
وقال العبيدي لـ"بغداد اليوم"، إن" بغداد ترتبط بجملة واسعة من المصالح مع دول الجوار سواء اكانت ايران او غيرها واحداث حزيران 2014 كانت مصيرية لانها كشفت عن خطورة داعش، لافتا الى انه" في البداية كانت طهران اول من بادر الى مساعدة العراق ثم تلتها بقية الدول وفق اليات ومبادى مختلفة لانها ادركت خطورة التنظيم خاصة للدول السنية لانها مؤمنة بأنه مصدر تهديد لها وعودة أي من خلاياه النائمة ستشكل معضلة امنية اخرى لها".
واضاف، ان" انسحاب امريكا من العراق بشكل كلي أمر مستبعد، لانها لم تاتِ الى بغداد في 2003 لكي تغادر، ولاسباب طويلة لكن قد تحصل ترتيبات ضمن افق سياسية واقتصادية وامنية وحتى عسكرية مع واشنطن لكن هذا لايعني انه لايمكن المضي بانسحاب كلي لاننا امام وقائع سياسية ولايمكن استبعاد اي خيارات".
واشار العبيدي الى، ان" ايران المستفيد الاكبر من اي انسحاب امريكي وبقية الدول، وبحكم لغة المصالح تريد ان يكون لها حضور قوي في بغداد لمصالح سياسية او اقتصادية او امنية لكن في المحصلة نرى بأن الصراع الأمريكي - الإيراني يعتمد مبدأ الانضباط في تحديد خطوطه الحمراء والامثلة كثيرة".
وانطلقت يوم السبت الماضي، الجولة الأولى من الحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان إن "السوداني، رعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق".
وأضاف البيان أن "متخصصين عسكریين سيتولون إنھاء المھمة العسكریة للتحالف الدولي ضد داعش، على أن تبدأ بعد ھذا الاجتماع أعمال اللجنة العسكریة العلیا (HMC) على مستوى ثلاث مجامیع عمل هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملیاتیة والظرفیة) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة)".
ولفت البيان إلى أنه "في ضوء ھذه المراجعة، سیُصار إلى صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول، مع الالتزام باتفاقیة الإطار الاستراتیجي الموقعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضا الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید".
وأعرب السوداني خلال الاجتماع عن تثمينه للتحالف الدولي بما قدمه من مساعدة للعراق في حربه ضد داعش، وعن رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات ثنائية مع جميع دول التحالف، مرحبا بھذا الاتفاق، الذي يعد جزءا من وفاء الحكومة بتأدیة برنامجها الحكومي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال بوقت سابق أن مجموعة العمل التابعة للجنة العسكرية الأمريكية ـ العراقية العليا المشكلة بين البلدين، ستبحث مستقبل الوجود العسكري الأمريكي بالعراق.
وذكر أوستن في بيان الخميس الماضي، أن اللجنة العسكرية العليا هي استمرار للمسار الذي التزم به الطرفان خلال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الذي عقد بواشنطن في 7 و8 أغسطس 2023.
وأشار إلى أن اللجنة ستضمن الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة بين البلدين بناء على نجاحات مهمة في هزيمة "داعش" في العراق وسوريا.
وكانت بغداد أعلنت الاتفاق مع واشنطن على صياغة جدول زمني لخفض تدريجي لمستشاري التحالف الدولي في العراق وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد "داعش".
وصرح وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي، بأن القوات المسلحة العراقية على أتم الاستعداد لانسحاب قوات التحالف الدولي وإمساك الملف الأمني في البلاد بالكامل.