آخر الأخبار
بغداد قبلة المسؤولين الأجانب.. زيارات مكثفة لحل معضلات المنطقة والعالم! العراق ممنوع على رجالات الأسد بأمر من أمريكا.. واشنطن تعلم أماكن 70% منهم! 4 إصابات بينهم ضابط ومنتسب اثر مشاجرة عشائرية في مدينة الصدر الأجندات الحزبية والفساد بوزارة الكهرباء يلاحقان ملف الطاقة في العراق.. أين الموازنات الانفجارية؟ وزارة التربية: لايوجد أي تعطيل للدوام الرسمي غداً

العراق يخسر عنبره.. جودة ومساحة

محليات | 7-06-2023, 16:40 |

+A -A

بغداد اليوم- تقارير

يواجه أرز (العنبر) العراقي تهديد ضياع الصنف الأفضل من بين أنواع الأرز حول العالم بسبب الشح المائي الذي حال دون زراعة مساحات واسعة منه على مدار السنوات الخمس الأخيرة التي عصف الجفاف بها في العراق.


وأسهمت قلة المساحات المزروعة بارتفاع أسعار هذا النوع الفاخر من الأرز الذي يعشقه العراقيون.


وقال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، محمد الخزاعي، في حديث للصحيفة الرسمية، أن "الخطة الزراعية لهذا العام لم تُعد حتى الآن، إلا أن الوزارة ستعمل جاهدة على تخصيص مساحات لا تقل عن المساحات التي زرعت العام الماضي لرز (العنبر) من أجل المحافظة على هذا الصنف (الفريد)".


وبيّن، أن "وزارة الزراعة زرعت العام الماضي نحو 3000 دونم من رز (العنبر)، وهذه المساحة تعتبر قليلة"، مؤكداً أن "الشح المائي أدى إلى تلقيص المساحات بصورة كبيرة"، وأوضح أن "الشلب يحتاج إلى كميات مياه كبيرة جداً، والوضع المائي في العراق يواجه حرجاً كبيراً".


وتُعد زراعة (الشلب) بصورة عامة من الأنواع التي تحتاج إلى كميات مياه كبيرة، إذ إن المحصول يجب أن يغمر بالمياه على مدار موسم الزراعة.


من جانبه، قال عضو الملاك المتقدم لوزارة الموارد المائية، سليم العتابي، في حديث للصحيفة ذاتها إن "الوزارة لم تدرس حتى الآن ملف الخطة الزراعية الصيفية"، مؤكداً أن "الوزارة ستخصص الحصص المائية وتُعلِم وزارة الزراعة بالكميات المسموح بها من المياه."


وبين، أن "العراق يعاني من وضع مائي حرج، إذ إن الخزين المائي لا يكفي لزراعة مساحات كبيرة من (الشلب) لاستهلاكه الكثير من المياه".


بينما انتقد عضو لجنة الزراعة والأهوار النيابية، ثائر مخيف الجبوري، ما وصفه بـ"الإهمال" الذي يعانيه محصول رز (العنبر) من قبل بعض الفلاحين من خلال مخالطة أنواع أخرى من الرز، مما حال دون نقاوة الصنف وأدخل أنواعاً هجينة إلى رز (العنب).


وبيّن الجبوري، أن "زراعة رز (العنبر) تحتاج إلى عناية خاصة، وعلى الفلاحين والمزارعين تحديد أراض لزراعته وعدم مخالطة أنواع أخرى من (الشلب) في الأرض الواحدة لمنع مخالطة الأصناف"، مؤكداً أن "العراق يفتقر الآن إلى النوعية النقية من (العنبر) الأصلي".


ويعتبر محصول الأرز (الشلب) من المحاصيل الصيفية العراقية التي تحتاج في زراعتها إلى أكثر من 12 مليار متر مكعب من المياه في كل موسم، وهذا ما لا تستطيع المحافظات المنتجة توفيره بسبب ما يشهده البلد من شح المياه.


وكانت محافظتا الديوانية والنجف تتصدران إنتاج هذا المحصول بنسبة 70 بالمائة من الإنتاج المحلي، إلا أن تقليص الخطة الزراعية حسب توجيهات وزارة الزراعة حالت دون استمرار إنتاج المحصول.


تبقى المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الزراعة العراقية تتعلق بالمياه، حيث كشف وزير الموارد المائية في العراق، عون ذياب، عن تراجع خزين البلاد الاستراتيجي من المياه بمقدار 7 مليارات متر مكعب مقارنة مع صيف العام الماضي 2022.


كارثة إنتاجية


واعتبر الخبير في الاقتصاد الزراعي، عادل المختار، أن الأرز يعتبر من أهم الزراعات في العراق، ويتميز الأرز العراقي بنوعيته الجيدة والمفضلة لدى غالبية العراقيين، حيث كان الإنتاج الوطني يقدر بأكثر من 300 ألف طن سنوياً.


وأوضح المختار، أن مساحات الأراضي الزراعية المخصصة للأرز انخفضت، وتراجع معها الإنتاج بنسبة 90 بالمائة عما كان عليه في السابق.


وبيّن أن الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض لا تتعلق بالجفاف فقط، إنما هناك عوامل أخرى ترتبط بالتطور والحداثة في استخدام الموارد واستثمارها بالشكل الأمثل، واتباع الوسائل الحديثة في منظومات الري المتطورة، خاصة وأن الخزين المائي قد لا يكفي لنهاية العام، مما ينذر بكارثة زراعية حقيقية.