آمرلي يخنقها الظمأ.. بحيرة تحتضر وثلاث نكبات تهز القضاء

بغداد اليوم – صلاح الدين

أكد قائممقام قضاء آمرلي في محافظة صلاح الدين، ميثم نوري، اليوم الأربعاء (22 تشرين الأول 2025)، وصول بحيرة آمرلي إلى مرحلة الجفاف الكامل بنسبة 100%، مشيرا إلى أن هذا الجفاف ترك ثلاثة ارتدادات سلبية واضحة خلال فترة وجيزة.

وقال نوري في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "بحيرة آمرلي وصلت إلى مرحلة الجفاف التام لأول مرة منذ سنوات طويلة، إذ لم يتبق فيها أي قطرة ماء"، مبينا أن "هذا الجفاف انعكس سلبا على ثلاثة جوانب رئيسة".

وأوضح أن "الارتداد الأول تمثل بحرمان العشرات من الصيادين من مصدر رزقهم الوحيد، فيما تمثل الثاني بعدم قدرة الأراضي الزراعية القريبة على السقي نتيجة انقطاع المياه عنها، أما الثالث فكان بانخفاض منسوب مياه الآبار الارتوازية المحيطة بالبحيرة بشكل لافت".

وأضاف نوري أن "إدارة آمرلي تعمل جاهدة على تأمين مياه الشرب ولو بالحد الأدنى وفق الإمكانيات المتاحة، إلا أن الوضع الزراعي ما يزال غامضا بانتظار أمطار الشتاء والسيول التي قد تسهم في إنعاش البحيرة من جديد"، محذرا من أن "استمرار الجفاف سيؤدي إلى وضع صعب جداً في المرحلة المقبلة".

وتعد بحيرة آمرلي الواقعة جنوب شرقي محافظة صلاح الدين من أبرز الخزانات الطبيعية للمياه في المنطقة، وكانت تمثل على مدى سنوات مصدر حياة أساسي للسكان المحليين، إذ يعتمد عليها المزارعون في ريّ أراضيهم، والصيادون في تأمين قوتهم اليومي، فضلاً عن دورها في تغذية المياه الجوفية والآبار المحيطة بها.

غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا حادا في واردات المياه وارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ما أدى إلى تقلص البحيرة تدريجيا حتى وصلت إلى مرحلة الجفاف الكامل هذا العام.
ويربط خبراء البيئة هذه الظاهرة بمجموعة عوامل، أبرزها التغير المناخي، وشح الأمطار، وانخفاض الإطلاقات المائية من السدود، إلى جانب غياب خطط فاعلة لإدارة الموارد المائية.

ويحذر مختصون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة بيئية ومعيشية، مع ازدياد خطر التصحر، وتراجع الإنتاج الزراعي، وتهديد الأمن المائي للسكان المحليين، ما يستدعي تدخلا حكوميا عاجلا لتدارك الأزمة قبل تفاقمها.