آخر الأخبار
الفيفا يعلن رسمياً فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم مصادر سورية: الوضع الأمني في مرقد "السيدة زينب" طبيعي أول ظهور للصدر بعد قرار الاعتزال عن الناس (صورة) انعكاسات سقوط الأسد على لبنان وفلسطين.. مزيد من التفرقة في "أرض الفتنة" الخصبة السعودية تفوز بتنظيم بطولة كأس العالم 2034

لافتة نعي وثلاث حوادث في ثلاثاء واحد.. مات كمبش أو قُتل؟

ملفات خاصة | 22-04-2023, 14:20 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد 

نهار الثلاثاء التاسع عشر من نيسان الجاري غادر محمد سلمان التميمي الذي يعمل ضابطا في وزارة الداخلية العراقية برتبة نقيب، بغداد الى الفلوجة مع صديق له يدعى كرار شهاب أحمد حسن، للتفاوض على شراء عجلة للنقيب بمبلغ عشرين ألف دولار، ليعود مقتولاً برصاصات من الطرف الذي ذهب لشراء السيارة منه، بعد تبادل لإطلاق النار في قرية المختار ضمن قضاء الفلوجة.

طبقا لمصادرمقربة من عائلة النقيب، فأن الضحية تم استدراجه هو وصديقه من بغداد، من قبل القاتل الذي كان يجلس في المقعد الخلفي لهما، والذي اخرج مسدسه وأطلق النار على النقيب وصديقه الذي اصيب وتمكن بعدها (صديق النقيب) من قتل القاتل دفاعاً عن نفسه.

وحسب رواية الشرطة، أنه في الساعة 6:00 مساء يوم 19/4/2023 حصلت حادث قتل، وبعد الانتقال تبيّن بأن الحادث هو عبارة عن وجود جثة لشخص مقتول داخل عجلة نوع لاندكروز المرقمة 74715 بغداد، بالقرب من سيطرة مدخل قرية المختار العائدة للجاني محمد يحيى حسين فرحان الجبوري تولّد 2002، يسكن الفلوجة حي الرسالة.

وبحضور الأدلة الجنائية تم اتخاذ إجراءات التحرز على الأدلة من قبلهم و تم الانتقال إلى مستشفى الفلوجة لوجود مصابين عدد 2 في نفس الحادث، ولدى التوصل للمستشفى تبيّن بأن المصابَيْن كل من (محمد سلمان تالي رفش) تولّد 1993 يسكن بغداد العبيدي محلة 762 عمله ضابط برتبة نقيب، منسوب مقر الوزارة، والمدعو (كرار شهاب أحمد حسن)، تولد 1994 يسكن بغداد المشتل، وكلاهما حالتهما مستقرة في الوقت الحاضر".

ولدى الاستماع إلى أقوال المُصاب كرار شهاب، تبين بأنه حضر مع النقيب المذكور، و بصحبتهم مبلغ مالي (عشرون ألف دولار أمريكي) من بغداد بعجلته الشخصية، لغرض شراء سيارة من الجاني، و لدى وصولهم الفلوجة تم اصطحاب الجاني من قبلهم وجلوسه في المقعد الخلفي للعجلة، وبعد عبور سيطرة مدخل قرية المختار قام الجاني بسحب سلاح نوع مسدس وأطلق النار على النقيب، وبعدها تم قتله من قبل المصاب كرار شهاب أحمد".

وفي ذات اليوم، الثلاثاء التاسع عشر من الشهر الجاري وقبيل الافطار زارت النائب عن حزب تقدّم التابع لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وشقيقة المتهم الموقوف، أسماء حميد كمبش مركز شرطة كرادة مريم في المنطقة الخضراء بمعيّة مرافقيها، وأحضرت معها وجبات طعام للضباط والمنتسبين في مركز الشرطة، وغادرت بعد وقت قصير.

بعد مغادرتها بنحو ثلاث ساعات ونصف، أي في تمام الساعة العاشرة والنصف مساءً، تمكن المتهم من الهروب عبر الباب الخلفي لمركز الشرطة وكان يرافقه ثلاثة أشخاص وتنتظره عجلتان رباعيتا الدفع نقلتاه ومن معه إلى جهة مجهولة.

كان سعد حميد كمبش سجيناً محكوما أربعة أعوام، بعدها هيمن على كل وسائل الإعلام نبأ هروبه من السجن من مكان يصعب الدخول إليه والخروج منه، من المنطقة الخضراء المحمية بأحدث الأجهزة والخاضعة للتصوير ليلاً نهاراً.

طبقا للتقرير الطبي الذي اعدته وزارة الصحة بعد وفاة كمبش في مدينة الموصل بعد القبض عليه، فإن المتهم لديه احتشاء بعضلة القلب، جلطة سابقة، وهذا لا يكفي لموته مادام قد تعافى منها.

اللافت ان عملية ملاحقة كمبش انتهت بالقبض عليه وحده، دون القبض على الذين هربوه او من رافقه في هروبه او طريقه من بغداد الى الموصل، لاسيما وان وضعه الصحي كان مضطربا حسبما تروي شقيقته اسماء.

في اليوم ذاته عُلقت لافتة نعي لمجلس عزاء لكمبش كانت ملفتة بكتابة عبارة "الشهيد المغدور" سيما وان اللافتة تتعلق بمقربين من كمبش ولمجلس عزاء في "مضيف" عائلته.

وفي يوم الثلاثاء التاسع عشر من نيسان الجاري وجه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، باستضافة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بعد عطلة عيد الفطر وتوجيه سؤال شفوي واحد له حول سيارته "المظللة". 

الحلبوسي قال خلال جلسة البرلمان التي عقدت في ساعة متأخرة من الليل، إن وزير الداخلية شخصية تهتم بالإعلام والفيسبوك"، وسيتم إستضافته بعد العيد مباشرة وتوجيه سؤال شفوي له ليرد عليه هنا".

وبين الحلبوسي، أن "السؤال يتضمن هل إن سيارتك مظللة أم لا وما الفائدة من ذلك"، موضحا أن "سؤالا آخرا يوجه إلى السلطة التنفيذية وهو هل اتخذت الإجراءات القانونية بحق من أصدر التصريحات (حول السيارات المظللة) ومن روج لها".

وتابع قائلا "يوم أمس وقعت سؤالا شفويا ايضا معنون الى وزير الداخلية يتعلق بالمخالفات في وزارة الداخلية"، مجددا القول بأن "وزير الداخلية يهتم كثيرا بالإعلام والفيسبوك".

وجاء توجيه الحلبوسي اثر مداخلة للنائب يوسف الكلابي طالب فيها باستضافة الوزير وقادة أمنيين، حيث اتهم خلال مداخلته، بعض مؤسسات الدولة والسلطة التنفيذية وبعض المؤسسات الاعلامية بقيامها بالانتهاك الصارخ لأعضاء مجلس النواب، مضيفا أن أحد الضباط قام بالتهكم على احدى العجلات باعتبارها مظللة رغم إظهار النائب كتاب التخويل الرسمي. 

وأشار إلى أن ما يحدث هو استهداف لمجلس النواب الغاية منه انتهاك السلطة الرقابية التي منحت لأعضاء المجلس، مشددا على ضرورة أن يكون هناك تصويبا لعمل السلطات كافة في البلد.

وتابع قائلا، أصبح أعضاء مجلس النواب اليوم ميزة يقوم بها مقدم البرامج للسلطة التنفيذية ليهين بها النائب دون أن يرد عليها أحد، مطالبا باستضافة وزير الداخلية وقائد عمليات بغداد وقيادة العمليات المشتركة ومدير المرور العامة.

وبتتابع الأحداث التي جرت في يوم واحد وتوقيت متقارب من اغتيال ضابط في الفلوجة الى توجيه الاتهام لوزير الداخلية الى هروب سعد كمبش، قد لا تخلو التوقيتات من تدبير من طرف.

المدبّر لقصة هروب كمبش نجح بطمس حقائق او ملفات بحوزة الرجل، فالتضحية بشخص واحد أنجى من التضحية برعيل كامل.

انتهت حياة كمبش وليس بعيدا ان تنتهي معها ملفات بالمليارات من منتفعين ومتنفذين خططوا لشغل الرأي العام وتهيئته وإدارة أزمة بطريقة محاكة توزعت من اتهام لوزير الداخلية الى تهريب متهم خطير من سجن تابع لوزارة الداخلية في اليوم ذاته واغتيال ضابط في وزارة الداخلية قبل الاتهام والتهريب.