آخر الأخبار
بـ"قرار غريب".. الحرس الثوري الإيراني يستعد للردّ الإسرائيلي إيقاد شعلة دورة العاب باريس 2024 في أولمبيا القديمة مسؤولون كرد: واشنطن أدارت ظهرها لملف نفط كردستان القبض على شخصين قتلا صديقهما في بغداد بوكيتينو يعلق على "شجار ركلة الجزاء"

آلام لا حصر لها.. "ختان البنات" في كردستان.. ضحايا جدد لعادات فرعونية وبرلمان "ضعيف"

محليات | 29-11-2022, 13:40 |

+A -A

بغداد اليوم- كردستان

عادة ما تبدأ الفتاة بعد سن الرابعة او الخامسة من عمرها، باللعب واللهو مع صديقاتها على ارصفة الحي الذي تقطن فيه للاستمتاع بطفولتها، لكن ما يحدث في إقليم كردستان على العكس تماما، حيث تبدأ معاناة الفتاة من هذا العمر، عندما يفرض عليها المجتمع والاهل بأن تتعرض الى "الختان" دون ان تكون مدركة ما هو ولماذا!

وتؤكد تقارير طبية، أن ضحايا عمليات ختان الإناث، التي تتم عادة في سن الرابعة أو الخامسة في العراق، يعانين بعدها لسنوات عدة، بدءا من نزيف وانعدام شبه تام للإحساس لدى ممارسة الجنس ووصولا إلى المعاناة أثناء الولادة والاكتئاب اليومي.

وعلى الرغم من منع السلطات في إقليم كردستان وتشديدها الإجراءات على ظاهرة ختان المرأة، لكن العديد من القرى في السليمانية وحلبجة وأجزاء من أربيل ودهوك تعتبرها عادة عشائرية يجب الحفاظ عليها.

 ماهي عقوبة "ختان الإناث" في كردستان؟

في كردستان يوجد قانون "مناهضة العنف الاسري" المرقم (8) لسنة 2011 , حيث اعتبرت المادة (1) فقرة (7) ختان الاناث صورة من صور العنف الأسري، بحسب ما ذكرته الخبيرة القانونية سولاف كاكائي.

وقالت كاكائي لـ(بغداد اليوم)، إن "كل من يحرص على إجراء "ختان الإناث" تقع عليه غرامة مالية يصل قوامها إلى 5 ملايين دينار، فضلا عن المعاقبة بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة تصل إلى خمسة ملايين، لكل من أجرى أو ساهم بصفة فاعلة مع غيره أو شركاء بالاتفاق لعملية الختان".

وأضافت أن "القانون يعاقب الطبيب أو الصيدلاني الذي يجري عملية الختان للأناث بالطرد ومنعه من مزاولة عمله".

وبحسب إحصائيات رسمية، فأن ظاهرة "ختان الأناث" انخفضت بشكل كبير جداً، وتختصر الآن على القرى البعيدة والنائية.

 ضعف برلمان الإقليم.. 

من جهته، أكد الناشط في مجال حقوق الإنسان ميران محمد إن لـ (بغداد اليوم)، أن "برلمان إقليم كردستان في الدورة الحالية دوره ضعيف في مجال تعزيز الحريات المدنية ومحاربة العنف ضد المرأة، ولكن نأمل منه أن يقوم بإقرار قانون تجريم ختان الأناث".

وأضاف أن "حكومة الإقليم مطالبة بتشديد الإجراءات في المناطق الحدودية وخاصة مع إيران، وكذلك فرض الغرامات والعقوبات الصارمة على من يقوم بتلك الإجراءات".

وفي السياق ذاته، اشار الرئيس السابق لهيئة حقوق الانسان في الإقليم ضياء بطرس في تصريح صحفي تابعته (بغداد اليوم)، الى أن "ظاهرة "ختان الإناث" كانت وماتزال موجودة في بعض الأرياف خاصة تلك التي تتمسك بالمعتقدات الدينية".

 وأضاف أن "الجهات الرسمية تعمل بجد لإيجاد آلية تحد من هذه الظاهرة التي تعتبر انتهاكاً صارخا لحقوق المرأة والانثى عموما ولكن الإجراءات الحكومية بطيئة جداً".

وتشير أحدث إحصائية لمنظمات مختلفة بخصوص الختان من مجموع 1260 أنثى بعمر يصل حتى 20 عاما، فإن هناك 29 فتاة مختونة في قضاء رانية بإدارة رابرين في محافظة السليمانية، و85 فتاة مختونة في أربيل.

وختان الإناث، حسب منظمة الصحة العالمية، يُطلق الآن على كل فعل يصدر لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بالجرح (القطع الجزئي أو الاستئصال الكامل) بدون وجود سبب طبي. وله 4 أنواع: الأول وهو الأكثر شيوعا باستئصال الجزء الذي يحوي العدد الأكبر من الأعصاب والمستقبلات الحسية ضمن الأعضاء التناسلية الأنثوية، وصولا إلى الرابع الذي يتم فيه استئصال الأجزاء الخارجية جميعا من العضو التناسلي الأنثوي وترك فتحة صغيرة فقط بعد وخْز وثقْب ونحْت وكشْط وكيّ البظر أو منطقة الأعضاء التناسلية بالكامل.

وتقول الدراسات إن ختان البنات عادة فرعونية الأصل، لأن "فرعون موسى لما علم أن أحد أبناء بني إسرائيل سيقتله فكر في طريقة لمنع هذا الأمر فجاءته عجوز بهذه الطريقة وهي خياطة فتحة المهبل وجمع كل القابلات في قصره حتى لا تلد أي امرأة من بني إسرائيل بنفسها بل تضطر لحضور القابلة لتساعدها على الوضع". ويعزز هذه الرواية الدينية ما كشفت عنه الحفريات الأركيولوجية للأسر الفرعونية التي أظهرت غيابا تاما  للبظر في الملكتين كليوباترا ونفرتيتي.