آخر الأخبار
هل ينهي حل حزب العمال الوجود التركي في العراق؟ بين الاستقرار الأمني والتحديات الاقتصادية.. عام أخير في مسيرة حكومة السوداني ديالى.. سور بغداد الحصين: خطوات حاسمة لتعزيز الأمن بـ"المحافظة الاستراتيجية" ترامب: أفضل التوصل إلى اتفاق مع طهران لأني لا أريد أذية الشعب الإيراني "الوال ستريت جورنال": واشنطن باشرت بــ "خنق بغداد" لإنهاء العلاقة مع إيران

سكنت فيه أجاثا كريستي وزاره جبرا إبراهيم جبرا.. منزل "ملكة أدب الجريمة" في بغداد معروض للبيع

محليات | 30-08-2022, 21:41 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد 

المنزل البغدادي

بشرفة مطلة على نهر دجلة في "كرادة مريم" (إحدى أقدم مناطق العاصمة بغداد) كانت تجلس مؤلفة الأعمال -الأكثر مبيعا على الإطلاق حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية- لتدون مذكراتها، من قلب منزل سكنته مع زوجها عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان لفترة ليست قليلة، حيث كان محطة الاستراحة لهما بعد رحلات التنقيب الأثرية في شمال وجنوب العراق.

 

وبعد أكثر من 75 عاما على عيشها فيه يصبح هذا المنزل اليوم معروضا للبيع، وهو بمثابة قطعة أثرية مهددة بالاندثار، وتكتب على جدرانه عبارات تحذيرية للمارة؛ إذ لم يتلق أي ترميم أو صيانة على مدار هذه العقود كلها، كما سكنته بعض العائلات على فترات متعاقبة بالإيجار، قبل أن يقرر أصحابه إغلاقه وعرضه للبيع.

 

بيت تراثي

وتقول الناشطة سرسم إن هذا البيت "يُعد من الأملاك الخاصة، لكنه مسجل في دائرة التراث، وبحسب القانون لا يمكن هدمه، كما أن القانون يفرض على وزارة الثقافة توفير تسهيلات وصرف مبالغ لترميم هذه الدور، لكن الوزارة لا تلتزم لعدم توفر ميزانيات"، كما تبين.

وتقول الناشطة في منظمة "برج بابل" لحماية التراث ذكرى سرسم إنه "بعد عقود من رحيل الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي لا يزال منزلها في العاصمة العراقية بغداد حيًّا، ومطلا على ضفاف نهر دجلة، حيث بقي يصارع الإهمال والزمن بين بيوت كثيرة أزيلت بفعل بناء جسر السنك وفندق المنصور ميليا".

 

وتنظر سرسم إلى المنزل الضخم حزينة وقلقة من فكرة فقدانه، ذلك أنه معروض للبيع من قبل مالكيه، لكن أمانة بغداد تفرض -ضمن قوانينها- شروطا مهمة للحفاظ على بقائه بوصفه جزءا من هوية العاصمة وتراثها.

وتوضح سرسم -التي تسكن بجوار المنزل- أنه قد تم بيعه قبل فترة بسيطة بالفعل، لكن المشتري أعاده لمالكيه بعد أن علم بالقوانين الخاصة الخاضع لها لقيمته الأثرية وقربه من النهر.

 

ورغم أن القانون يحاول حماية هذه المنازل الأثرية، فإن ذكرى سرسم تتخوف "من أن بعض الأفراد يتحايلون على الشروط بطرق ملتوية عدة، كأن يقوموا بضخ المياه داخل هذه البيوت المتهالكة، أو هدم جزء خلفي صغير، لضمان هدمها من دون جهود ذاتية يُحاسبون عليها، لتبدو كأنها انهارت من تلقاء ذاتها، لتحويلها إلى مراكز تسوق أو مطاعم"، وفقا لسرسم.

وأضافت "ما نخشاه أن يحدث الأمر ذاته مع منزل أجاثا كريستي، الذي أسكن قربه، حيث أخبرني العديد من الجيران القدماء أن المنزل أيضا كان في فترة ما مدرسة".

 

وتبين سرسم أن الكاتبة البريطانية ذكرت هذا المنزل في أغلب كتبها المعنية بالعراق، لشدة تعلقها به، ولأنه كان ملهما لسنوات حياتها الأدبية، إذ كان زاخرًا بالإلهام في فترة استراحتها من العمل مع زوجها وبعثاته التنقيبية.

أجاثا كريستي في العراق

لسنوات عديدة، رافقت كريستي زوجها عالم الآثار السير ماكس مالوان في الحفريات بالعراق، واستخدمت كريستي هذه المغامرة المشوقة في العديد من رواياتها، وأشهرها "جريمة في بلاد الرافدين"، كما يوضح للجزيرة نت الآثاري جنيد عامر.