آخر الأخبار
استذكارا لشهداء الزيتون.. ذي قار تعطل الدوام الرسمي غدا الخميس ضوء أخضر من بغداد للتحرك.. 7 ملفات "تحت المجهر" تحمل شبهات فساد مالي واداري بديالى - عاجل المشهداني والنجيفي يبحثان قانون العفو العام وتفعيل مجلس الاتحاد وقف إطلاق النار.. موقف عراقي وترحيب إيراني والجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريث إيران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

آثار أوكرانيا تحت القصف الروسي

عربي ودولي | 18-05-2022, 22:05 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

خلال أحداث الحروب والعنف تهتم كثير من المراكز البحثية بمتابعة العمليات العسكرية وتأثيرها وخسائرها في البشر والبنية التحتية للبلاد التي تدور فيها المعارك، إلا أن هناك آخرين صبوا جهودهم على متابعة أمر آخر شديد الأهمية والخطورة، وهو خسائر المباني الأثرية والتراثية التي تشكل الهوية الثقافية للبلد الواقع تحت القصف ويمثل في حالتنا هنا أوكرانيا.

ونشر مختبر مراقبة التراث الثقافي التابع لمتحف فيرجينيا للتاريخ الطبيعي تقريراً قدم فيه رصداً لحال المواقع الثقافية والتاريخية في كييف منذ بداية الهجوم الروسي خلال فبراير (شباط) الماضي، وأفاد التقرير بتعرض 191 موقعاً تراثياً وثقافياً لأضرار منذ بداية الحرب، وتشمل المواقع التي تم رصد تعرضها للضرر تسعة متاحف و58 دار عبادة و111 نصباً تذكارياً وتسعة آثار ومركزين للفنون إضافة إلى موقع أثري.

ومختبر مراقبة التراث الثقافي (CHML) هو شراكة بين متحف فيرجينيا للتاريخ الطبيعي (VMNH) ومبادرة الإنقاذ الثقافي سميثسونيان (SCRI)، ويوفر قدرة رصد عالمية لمواقع التراث الثقافي المهددة بالصراع المسلح والكوارث الطبيعية، ويعمل من خلال نخبة من علماء الآثار ومؤرخي الفن وخبراء نظم المعلومات الجغرافية وغيرهم من المهتمين بالتراث.

ويعتبر المختبر مركزاً للتنسيق بين المبادرات العالمية لتسجيل وحماية المعالم المعرضة للخطر، إذ تم إنشاؤه العام الماضي بالشراكة مع مبادرة الإنقاذ الثقافي لمؤسسة سميثسونيان التي تأسست استجابة لزلزال عام 2010 في هايتي، ومن ضمن أهدافها العمل على تدريب أمناء المتاحف في جميع أنحاء العالم على التعامل مع ظروف الحرب والخطر.

التأثير المحتمل

يستخدم مختبر مراقبة التراث الثقافي وسائل عدة لرصد ومتابعة التأثير المحتمل للضرر في المواقع الأثرية، وعلى رأسها صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي من طريقها يمكن تحديد مواقع الأماكن المدمرة والتهديدات النشطة للآثار والمتاحف والمحفوظات والمباني التاريخية والمواقع الأثرية والمناطق الطبيعية.

ويقصد بـ "التأثير المحتمل" الكشف عن علامة الضرر الواقع  بناء على طرق الاستشعار من بعد وصور الأقمار الاصطناعية، بينما التأثيرات الأخرى الأصغر أو الأضرار الداخلية للمكان قد لا تكون مرئية لتكنولوجيا الجغرافيا المكانية، وينبغي رصدها بطرق أخرى بعد ذلك قد تظهر إصابة مبنى من الخارج على سبيل المثال، ولكن لا يمكن الجزم بحاله الداخلية أو مدى الضرر الواقع على محتوياته، ويتراوح التأثير بشكل عام  بين الضرر الكامل أو التدمير الجزئي أو حتى الإصابات الطفيفة التي يمكن أن تزداد وتتفاقم بعد فترة، ومن ثم يجب اتخاذ إجراء حتى لا تسوء حالها.

وراقب المختبر أكثر من 26 ألف موقع للتراث الثقافي في أوكرانيا بالتزامن مع أحداث الحرب الأخيرة باستخدام وسائل عدة، أبرزها الأقمار الاصطناعية التي ترصد الأماكن التراثية المتضررة، إضافة إلى البحث مفتوح المصدر والاستشعار من بعد والتقارير التي يمكن التحقق منها من مصادر إعلامية موثوقة.

وتضمنت الأماكن التي تعرضت لتخريب، طبقاً للتقرير، دور عبادة شملت كنائس ومعابد وكاتدرائيات ومساجد ومواقع للثقافة والفنون، أبرزها مسرح ماريوبول الذي قصف في أبريل (نيسان) الماضي على الرغم من أنه كان يؤوي ما يزيد على 1000 شخص من المدنيين الهاربين من الحرب احتموا فيه.

وشهدت محتويات بعض المتاحف خسائر تم الإعلان عنها بالفعل خلال الفترة السابقة، بينها تدمير القصف الروسي لنحو 25 عملاً من أعمال الفنانة الأوكرانية ماريا بريماينكو كانت بمتحف إيفانكوف في كييف، كما تعرضت 25 ألف قطعة فنية أخرى للثلوج والأمطار عندما انفجرت قنبلة أخرى بالقرب من متحف خاركيف الرئيس قبل أسابيع، مما يكون قد أسفر عن أضرار لا يمكن إصلاحها.

وقامت مبادرات رسمية وأهلية في أوكرانيا بالعمل على حماية الآثار والمواقع الثقافية، بينها وضع أكياس الرمل حول النصب التذكارية الكبرى في الشوارع ورفع القطع الأثرية المهمة من المتاحف والعمل على حماية مقتنيات الكنائس الأثرية التاريخية من اللوحات القيمة التي تعود لعصور سابقة.

مواقع التراث العالمي السبعة في أوكرانيا

ورصد "التراث العالمي" سبعة مواقع في أوكرانيا، أشهرها كاتدرائية سانت صوفيا ذات القبة الذهبية في كييف، وقوس ستروف الجيوديزي، وغابات الزان في منطقة الكاربات، وكنيسة كييف بيتشيرسكا لافرا، والكنائس الخشبية في جبال الكاربات، ومنطقة خيرسونيس والمركز التاريخي بمنطقة لفيف، وطبقاً للتقارير فلم يتأثر أي منها حتى الآن.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) دعت إلى توفير حماية أفضل لمواقع التراث الثقافي في أوكرانيا. وقالت المدير العام لـ "يونسكو" أودري أزولاي في بيان سابق، "يجب علينا حماية التراث الثقافي في أوكرانيا كشاهد على الماضي وأيضاً كمحفز للسلام والترابط من أجل المستقبل، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حمايته والحفاظ عليه، والتحدي الأول هو تمييز مواقع التراث الثقافي والآثار والتذكير بوضعها الخاص كمناطق محمية بموجب القانون الدولي".

وكانت "يونسكو" أشارت إلى أنها على اتصال بالسلطات الأوكرانية لوضع علامة على المواقع والمعالم الثقافية بشعار "الدرع الأزرق" المميز لـ "اتفاق لاهاي" عام 1954 المعني بحماية الممتلكات الثقافية في حال نشوب صراع مسلح، بغرض تجنب الأضرار المتعمدة أو العرضية.

وشهدت محتويات بعض المتاحف خسائر تم الإعلان عنها بالفعل خلال الفترة السابقة، بينها تدمير القصف الروسي لنحو 25 عملاً من أعمال الفنانة الأوكرانية ماريا بريماينكو كانت بمتحف إيفانكوف في كييف، كما تعرضت 25 ألف قطعة فنية أخرى للثلوج والأمطار عندما انفجرت قنبلة أخرى بالقرب من متحف خاركيف الرئيس قبل أسابيع، مما يكون قد أسفر عن أضرار لا يمكن إصلاحها.

وقامت مبادرات رسمية وأهلية في أوكرانيا بالعمل على حماية الآثار والمواقع الثقافية، بينها وضع أكياس الرمل حول النصب التذكارية الكبرى في الشوارع ورفع القطع الأثرية المهمة من المتاحف والعمل على حماية مقتنيات الكنائس الأثرية التاريخية من اللوحات القيمة التي تعود لعصور سابقة.

مواقع التراث العالمي السبعة في أوكرانيا

ورصد "التراث العالمي" سبعة مواقع في أوكرانيا، أشهرها كاتدرائية سانت صوفيا ذات القبة الذهبية في كييف، وقوس ستروف الجيوديزي، وغابات الزان في منطقة الكاربات، وكنيسة كييف بيتشيرسكا لافرا، والكنائس الخشبية في جبال الكاربات، ومنطقة خيرسونيس والمركز التاريخي بمنطقة لفيف، وطبقاً للتقارير فلم يتأثر أي منها حتى الآن.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) دعت إلى توفير حماية أفضل لمواقع التراث الثقافي في أوكرانيا. وقالت المدير العام لـ "يونسكو" أودري أزولاي في بيان سابق، "يجب علينا حماية التراث الثقافي في أوكرانيا كشاهد على الماضي وأيضاً كمحفز للسلام والترابط من أجل المستقبل، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حمايته والحفاظ عليه، والتحدي الأول هو تمييز مواقع التراث الثقافي والآثار والتذكير بوضعها الخاص كمناطق محمية بموجب القانون الدولي".

وكانت "يونسكو" أشارت إلى أنها على اتصال بالسلطات الأوكرانية لوضع علامة على المواقع والمعالم الثقافية بشعار "الدرع الأزرق" المميز لـ "اتفاق لاهاي" عام 1954 المعني بحماية الممتلكات الثقافية في حال نشوب صراع مسلح، بغرض تجنب الأضرار المتعمدة أو العرضية.

خطط وإجراءات لحماية التراث الثقافي

وكان عالم الأنثروبولوجيا المشارك مع الفريق الذي أصدر التقرير بريان دانيلز نشر أخيراً مقالة علمية في "Georgetown Journal of International Affairs" بعنوان "حماية التراث الثقافي في أوقات النزاعات" وجاء فيه، "يجب اعتماد كثير من الخطط لحماية التراث الثقافي أثناء النزاعات، تعتمد على التخطيط والتدخل في الوقت المناسب، كما يجب حماية الأشياء الضخمة الثابتة في مكانها مثل المباني التاريخية والآثار والتماثيل خلف أكياس من الرمل أو خلف جدران مبنية من الطوب لتقليل أضرار الانفجار في حال حدوثه، ويجب جرد الأشياء التي يمكن نقلها مثل مجموعات المتاحف وتأمينها من أي ضرر محتمل، وفي بعض الأحيان إخفاؤها عن الأنظار أو نقلها بعناية إلى مواقع أكثر أماناً، وبالفعل مكنت خطط الطوارئ لحماية التراث الثقافي العاملين في هذا المجال من إخلاء مجموعات المتاحف بأمان خلال حروب عدة بينها الحرب العالمية الثانية، مع حفظ مجموعات أثرية في سوريا والعراق وكذلك في أفغانستان أثناء أحداث الحرب فيها".

وعن الاستهداف الثقافي المتعمد والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية التراث أشار دانيالز في المقالة إلى أن "استهداف المواقع التاريخية والأثرية قد لا يكون عرضياً، بل قد تكون المواقع الثقافية هي نفسها الأهداف المقصودة، وعلى الرغم من أن القانون الدولي يحمي المواقع الأثرية والثقافية باستثناء حالات الضرورة العسكرية المحدودة بمعاهدات مثل اتفاق لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالات النزاع المسلح، فقد تبنى المتحاربون الاستهداف الثقافي كسلاح حرب، والأمثلة كثيرة لأحداث سابقة في جورجيا وسوريا والعراق وأفغانستان، فالاستهداف الثقافي يعطل الحياة المدنية ويسعي إلى تدمير هوية المجتمع ويمحو الأدلة المادية على الوجود التاريخي للمجتمع".

وفي سياق متصل بحماية التراث الثقافي في أوكرانيا، حثت وزارة الثقافة الأوكرانية الشهود على إرسال أي صور تتعلق بأماكن ثقافية أو تاريخية تم استهدافها إلى موقعها الخاص بالجرائم الثقافية على الإنترنت، حتى يمكن إرسال تلك الأدلة التي تم التحقق منها إلى المحكمة الجنائية الدولية.