بغداد اليوم- متابعة

أنهت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع، ولكنها سجلت خسائر أسبوعية بنحو 1.5 في المائة بسبب صعود الدولار، الذي يؤثر عكسيا في النفط إلى جانب مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وتقلصت المخاوف من شح الإمدادات، التي تحفز على نمو الأسعار، وذلك بسبب توقعات بقاء الإمدادات النفطية الروسية صامدة.

وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أنهت أسعار النفط تعاملات الجمعة على ارتفاع طفيف، لكنها سجلت خسائر أسبوعية تزامنا مع مكاسب الدولار ومخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وعند تسوية التعاملات استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 96.72 دولار للبرميل، فيما ارتفع الخام الأمريكي بنحو 0.3 في المائة عند 90.77 دولار للبرميل، وسجل العقدان خسائر أسبوعية بنحو 1.5 في المائة. وتزامن مع خسائر النفط الأسبوعية ارتفاع الدولار لأعلى مستوى في خمسة أسابيع.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "ريج زون" الدولي أن أسعار النفط الخام انخفضت في الأسبوع الماضي، حيث طغت المخاوف المستمرة بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي على علامات تحسن الطلب الأمريكي.
وأشار التقرير إلى انخفاض العقود الآجلة إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بينما أثارت التوقعات الاقتصادية غير المؤكدة للصين مخاوف بشأن الطلب العالمي.
ولفت إلى ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بعد أن تراجعت أسعار الضخ، بينما أطلق هيثم الغيص، الأمين العام الجديد لمنظمة "أوبك" تحذيرا بشأن الطاقة الإنتاجية الفائضة "النادرة" لكن المخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم لا تزال تقلق السوق.
ونوه إلى استيعاب السوق النفطية أيضا إشارات السياسة المتضاربة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مشيرا إلى اتساع مخاطر التباطؤ الاقتصادي، حيث تواصل البنوك المركزية جهودها لخفض التضخم عن طريق الحد من الطلب.
وأضاف أنه على الرغم من العقوبات الأمريكية والأوروبية، فإن صادرات النفط الروسية قوية، حيث شحنت البلاد 7.4 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) الماضي، وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
ونقل التقرير عن بنوك دولية تأكيدها أن استمرار الصادرات النفطية الروسية والطلب الأضعف من المتوقع، من شأنه أن يحد من الاتجاه الصعودي في الأسعار، بينما خفضت البنوك توقعاتها لأسعار النفط الخام الدولية في الربع الأخير من العام إلى 97 دولارا للبرميل من 125 دولارا.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن المشاعر الهبوطية سيطرت على أسواق النفط أخيرا، حيث أدت مخاوف الطلب إلى انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين أدى السحب القوي للمخزون في الولايات المتحدة إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، لكن الضغط الهبوطي مستمر.
وذكر أن أسعار النفط بدأت في الأسبوع الماضي بشكل محبط، إذ لم تتراجع البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة ولحسن الحظ بالنسبة للمضاربين على ارتفاع أسعار النفط خففت عمليات السحب الكبيرة للمخزونات الأمريكية، سواء من النفط الخام أو المنتجات، مخاوف الطلب.
وسلط التقرير الضوء على إلقاء "أوبك" باللوم على العوامل الجيوسياسية في اضطرابات السوق، وعلى حالة نقص الطاقة الفائضة، منوها إلى قول الأمين العام الجديد لـ"أوبك" هيثم الغيص، أن القرارات السياسية والاستثمارات غير الكافية في قطاع النفط والغاز هي المسؤولة عن الموجة الحالية لارتفاع الأسعار.
ولفت إلى أن موجة الجفاف في أوروبا تؤثر كثيرا في صناعة النفط الخام، خاصة في قطاع التكرير الأوروبي، حيث أجبرت مستويات المياه المنخفضة للغاية على طول نهر الراين شركة "شل" البريطانية الكبرى للطاقة على كبح تشغيل مصافي التكرير إلى جانب وجود صعوبات في نقل البضائع عبر النهر.
ونبه إلى توقع روسيا زيادة في الإيرادات بنحو 100 مليار دولار– وذلك وفقا لبيانات وزارة الاقتصاد الروسية– حيث ترتفع الإيرادات الحكومية من صادرات الطاقة 38 في المائة، على أساس سنوي إلى 337.5 مليار دولار هذا العام مدعومة بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وزيادة حجم صادرات النفط.
وأضاف التقرير أنه بعد يومين من المكاسب تحولت أسعار النفط إلى الانخفاض الجمعة متأثرة بالمخاوف المستمرة بشأن الركود في الاقتصادات الرئيسة والدولار القوي، ما يجعل النفط الخام أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
وأشار إلى تفوق المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي على سحب كبير لمخزون النفط الخام وعلامات على طلب قوي على البنزين في الولايات المتحدة إلى جانب البيانات الاقتصادية من الصين، ما أثار مخاوف من الطلب في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وهو الانخفاض الثالث في غضون عدة أسابيع، إذ أشار التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 762 هذا الأسبوع.
وأبرز التقرير انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة أيضا في الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس، حيث انخفض إنتاج النفط الخام الأمريكي بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى متوسط 12.1 مليون برميل يوميا، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، مشيرا إلى أن هذا يعد ارتفاعا من 11.7 مليون برميل في اليوم في بداية العام.
وبحسب أحدث البيانات، بلغ متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي 11.595 مليون برميل يوميا، بينما بلغ متوسط بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية خلال الأسابيع الأربعة في مايو 11.8 مليون برميل يوميا و11.9 مليون برميل يوميا و11.9 مليون برميل يوميا و11.9 مليون برميل يوميا.