آخر الأخبار
قائد الحرس الثوري يتحدث عن عملية "الوعد الصادق": ايرانييون شعروا بالقلق من الحرب السوداني يزور غدًا الدوحة للمشاركة بمنتدى الامن العالمي مخاوف واطماع الحلبوسي تُضيع استحقاق المكون السني: أحداث البرلمان "مخطط لها"- عاجل جنايات واسط: الإعدام بحق تجار مخدرات وكالة الاستخبارات تطيح بتسعة "إرهابيين" في صلاح الدين

تقارب أمريكي إيراني بالعراق!.. ما علاقة برهم صالح وماذا قال مبعوث واشنطن لبارزاني؟ (تقرير مفصل)

سياسة | 20-04-2022, 22:02 |

+A -A

بغداد اليوم – تقرير : محمود الحسيني
بدأ العامل الخارجي يتحرك بقوة في عملية تشكيل الحكومة المقبلة، في ظل أجواء "انسداد سياسي" خانق غير قادر على استنشاق الحلول او تقريب وجهات النظر بين الكتلتين الأهم ، التيار الصدري، والاطار التنسيقي.

ودخلت الولايات المتحدة الامريكية بقوة على خط الازمة، وقامت بتحركات "سرية" لتمشية عجلة انتخاب رئيس الجمهورية، وإعلان رغبتها بشخصية معينة لتبوء المنصب بعيدا عن رغبة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

واكد مصدر سياسي مطلع لوكالة (بغداد اليوم)، ان "مبعوث من الرئاسة الامريكية، التقى بزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، واخبره بتمسك بلاده بالرئيس العراقي الحالي برهم صالح لتجديد ولايته".

وأضاف، ان "أمريكا اخبرت بارزاني، ضرورة الامتناع على التشبث بترشيح ريبير احمد لهذا المنصب، وانها متمسكة ببرهم صالح لولاية ثانية"، مبينا، ان "المبعوث اخبر بارزاني، بان أمريكا تختلف مع ايران بكل شيء، سوى برغبتهما ببقاء برهم صالح في منصبه".

ونصح المبعوث (حسب المصدر) "بارزاني بالاتفاق مع الاتحاد الوطني الكردستاني، والتنازل عن رئاسة الجمهورية، وانهاء الامر ، وفتح الطريق امام الشيعة للاتفاق على رئاسة الحكومة".

واكد المصدر، ان "الأيام المقبلة ستشهد تقاربا سياسيا، وانهاء لحالة الانسداد السياسية، والشروع بتشكيل الحكومة المقبلة".

الملفت ... ان الكرة انتقلت من ملعب التبار الصدري، الى ملعب الاطار التنسيقي، الذي بات بموقف اكثر قوة من ذي قبل، ويمكن ان يتصدى لتشكيل الحكومة بدون التيار الصدري، لولا رغبته القوية جدا باشراك التيار الصدري في هذه الحكومة لتوحيد "القرار الشيعي" حسب تعبيره.

واكد قيادي في الاطار التنسيقي، اليوم الأربعاء، بان الاطار لن يذهب الى تشكيل الحكومة بدون التيار الصدري، وذلك لـ "توحيد القرار الشيعي".

وقال القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه لـ (بغداد اليوم)، ان "الذهاب الى تشكيل حكومة بدون التيار الصدري، فيه مخاطر مستقبلية كبيرة، منها تشتيت البيت الشيعي واضعافه".

وعن اضرار الانسداد الساسي .. علق الخبير في الشأن السياسي العراقي احسان الشمري، اليوم الاربعاء، على استمرار الانسداد السياسي والخلاف حول تشكيل الحكومة الجديدة، واثر ذلك على وضع العراق.

وقال الشمري، لـ(بغداد اليوم) ان "تمسك التيار الصدري والاطار التنسيقي الشيعي برأيهما، مع الانسداد السياسي، سيسير بالعراق لسيناريو اخر مختلف، لاسيما وان رد الاطار التنسيقي لا يتوافق مع رؤية الصدر بحكومة اغلبية وطنية ولذلك فالانسداد لازال مستمرا والاطار لازال متمسكا بحكومة التوافق والمحاصصة ويدعو الجميع للاشترك ".

وبين انه "لاتقارب بين الطرفين والمهلة الممنوحة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لغرض المراجعة تقترب شيئا فشيئا من الانتهاء، وان المهلة هي لفتح المجال لقوى الاطار ان تتحرك وعند نهايتها نكون امام سيناريو اخر ومختلف، وكل شيء سيكون وارد وممكن في ظل الانسداد السياسي ولا شيء مستبعد على مختلف الأصعدة".

الا ان القيادي في الاطار التنسيقي تركي العتبي، يرى غير ما يراه الشمري، حيث اعلن عن مضامين 3 اجتماعات غير معلنة ستجعل تحالفه يتجاوز مرلة نصف زائد واحد.

وقال العتبي في حديث لـ( بغداد اليوم)،ان" موقف الاطار التنسيقي باعتباره الثلث الضامن في العملية السياسية الراهنة اعطى رسائل مهمة لبقية القوى والتحالفات والمستقلين من خلال التزاماته وتعهداته واكد اهمية التوافق لتشكيل حكومة تسهم في حل الازمات بمشاركة بقية القوى".

واضاف العتبي،ان " الايام الماضية شهدت بغداد 3 اجتماعات غير معلنة مع قوى سياسية متعددة  ستفضي قريبا الى زيادة عدد نواب الاطار ويتجاوز مرحلة نصف زائد واحد".

واكد بان "العديد من النواب بينهم مستقلين سيعلنون رسميا الانضمام الى الاطار لدعم مشروعه لبناء الدولة".
واشار الى ان" 6 نواب من تحالف سياسي محدد عبروا عن رغبتهم في الايام الاخيرة للانضمام للاطار وسيجري الاعلان عن هذه الخطوة بتفاصيل دقيقة قريبا جدا".

من جانبه اعلن الاطار التنسيقي، اليوم الأربعاء، عن تهيئة بعض الكتل السياسية وزرائها ضمن الكابينة الوزارية الجديدة دون مراعاة المهنية.

وقال القيادي في الاطار مختار الموسوي في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان "اختيار بعض الشخوص لإدارة الوزارات دون النظر الى كفاءة الوزير يعني ان الاحزاب بدأت تجهز شخوص لا يمكن تقديمهم خدمة للمواطن وبتالي عليهم الالتفات واقعا إلى بناء البلد وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن ومراعاة حاجة الناس".

وأضاف ان "العملية السياسية ستنتهي وينتهي معها من يقودها في حال مضي الكتل باختيار الكابينة الوزارية بذات الطريقة دون مراعاة معيار المهنية".

 ودعا الى "ضرورة اختيار وزراء اكفاء للنهوض بالوزارات لغرض تقديم خدمة حقيقية للمجتمع بعد ان طال انتظار تشكيل الحكومة".

وهذه التحركات توجها القيادي في الإطار التنسيقي احمد الموسوي، الذي اعلن عن حصول تقارب كبير بين الاطار التنسيقي وتحالف السيادة الأحزاب الكردية.

وقال الموسوي في تصريح لـ(بغداد اليوم)، إن "هنالك تقارب كبير مؤخرا بين الإطار وتحالف السيادة والاحزاب الكردية حيث ان النقاشات التي تدور حاليًا هي حول آلية اختيار رئيس الوزراء، هل ستكون عن طريق الكتلة الأكبر او التوافق بين الكتل".

وأضاف انه "تم طرح آلية اختيار رئيس الوزراء على الكتلة الصدرية ومن المتوقع ان تكون هنالك انفراجة سياسية خلال الأيام المقبلة او عند نهاية شهر رمضان".

وبعد كل هذا السيناريو، تبقى الأيام المقبلة حبلى بالأحداث التي ربما تحمل معها مفاجئات كبيرة وكثيرة من شانها تغيير المشهد السياسي برمته واستقراره الى مستقر لا يطرأ على بال احد.