ما قصة تجنيس نصف مليون يهودي ... مشروع تقسيم العراق يعود إلى الواجهة (تقرير)
سياسة | 12-04-2022, 12:20 |
بغداد اليوم – تقرير : محمود الحسيني
يبدو ان العراق وبعض دول المنطقة، لا تزال مرشحة الى تقسيمها، بتسميات وعناوين مختلفة، لكن هذه الترشيحات لابد لها ان تسبقها اجندات تحاك لتحقيق هذه المآرب القذرة.
وأقر مجلس الشيوخ الأميركي في أيلول 2007، خطة غير ملزمة لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم للحكم الذاتي هي كردستان وسنستان وشيعستان، حسب تعبير المروجين لمشروع "التقسيم الناعم" في مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية.
وقد صوت للقرار 75 شيخًا من أصل مائة، وصوت ضده 23، وكان من الملفت للنظر أن يصوت 26 شيخًا من الحزب الجمهوري حزب الرئيس بوش للقرار، على الرغم من أن إدارته أبدت معارضتها العلنية له، وهو ما أظهر انقسامًا جمهوريًّا عميقًا حول سياسة الإدارة الأميركية الراهنة في العراق كان قد بدأ قبل ذلك بأشهر.
وكان الشيخ الديمقراطي عن ولاية ديلاوير الأميركية السيناتور جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قد قاد الحملة داخل مجلس الشيوخ، وفي وسائل الإعلام الأميركية، وفي اتصالات قام بها مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لتمرير مشروع الكونفدرالية الضعيفة في العراق.
وهذا الامر والتصويت الأمريكي ليس شيئا عابرا، بل يتبعه مخطط كبير كشف عنه احد السياسيين العراقيين المخضرمين .
وحذر رئيس البرلمان العراقي الأسبق، النائب الحالي محمود المشهداني، أمس الاثنين، من خطة لمنح الجنسية العراقية لمئات الآلاف من اليهود في محاولة لخدمة مصالح النظام الإسرائيلي.
وبحسب تقرير موقع "ABNA” الايراني، الذي ترجمته (بغداد اليوم)، فقد صرح محمود المشهداني في مقابلة تلفزيونية، أنه "تم وضع مشروع متعدد المراحل لتقسيم الدولة وحكمها".
وأوضح، أن "المشروع يتكون من مراحل، أولها إنهاء توحيد القوى السياسية الشيعية، ثم الإعلان عن صفقة دولية لمنح الجنسية العراقية لـ500 ألف يهودي والترحيب بهم في بغداد للاستثمار".
وأشار المشهداني، إلى أن "المرحلة المقبلة هي السيطرة على القوى السياسية من خلال اللوبي اليهودي لتعيين قادة سياسيين جدد ثم توطين الفلسطينيين في محافظة الأنبار الغربية".
وتابع، ان "هذه الخطوات ستتم في القريب العاجل بحجة ابعاد العراق عن محور المقاومة".
وفي إشارة إلى الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في تشرين الأول، قال المشهداني، إن "تزوير الأصوات كان يهدف إلى خلق شقاق بين الشيعة وتشكيل لوبي سياسي جديد لخدمة مصالح إسرائيل".
وحسب كلام المشهداني فان الخدة أساسا تم البدء بها، وهي سائرة في طريق التطبيق والوصول الى مراحل متقدمة منها.
ويبدو إن فكرة تقسيم العراق ليست وليدة الغزو الامريكي للعراق وليست وليدة القرارالذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي في أيلول 2007.. فالتقسيم كان هدفا، صهيونيا، قبل أن يكون هدفا أمريكيا..
بل ان الفكرة التقسيم فكرة صهيونية قديمة مستمدة من التوراة لتحقيق ما يسمى (إسرائيل الكبرى) الممتدة من اورشليم الى بابل وتدمير مدنه وسبي نسائه وقتل أطفاله .
كما ذكرت بصورة غير مباشرة في يوميات هرتزل لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين من ثم توسعه من جميع الإتجاهات، والعمل على إضعاف صوت العرب المناهضين للمشروع الأستيطاني ببذر الشقاق والتقسيم والتشتت لغرض منعهم من توحيد إرادتهم وإضعاف شوكتهم ليتم تنفيذ الإستيطان بيسر.
ووردت بصورة اوضح في بروتوكولات حكماء صهيون التي طالبت بإنشاء وطن قومي ما بين النيل والفرات مستندة الى دعوات توراية.
في عام 1921 وبعد اختتام مؤتمر القاهرة، ظهرت الدعوة الى جعل مدينة البصرة والمدن والاقضية والقصبات التابعة لها، دولة ً مستقلة غير خاضعة للعراق، وكان المحرك لهذه الدعوة، بريطاني يهودي يشغل منصب رئيس محكمة البصرة خلال فترة الانتداب البريطاني، استطاع حشد مجموعة من الانتهازيين ومحبي السلطة من أهالي المدينة الذين قدموا فعلا طلبا الى المندوب السامي البريطاني بتحويل البصرة الى إمارة مستقلة، غير ان محاولتهم هذه باءت بالفشل حين تصدى لها بعض كبار الشخصيات الوطنية العراقية آنذاك.
وفي عام 1982 نشر مجلة (كيفونيم) تقريرا للمنظمة الصهيونية العالمية كشفت فيه عن خطة لتقسيم العراق وسوريا.
كما سبق ان طرح المستشرق الأمريكي (برنارد لويس) مسألة تفكيك العراق معتبر ، أنه "كيان شاذ مبني على أساس خطأ تأريخي صنعه الإنكليز ويتوجب تقسيمه"
ونوه المحلل الإسترايجي اليهودي (اوديد ينون) عام 1982 عن تقسيم العراق بقوله "يجب علينا تحويل العالم العربي لموزاييك مفكك من مجموعات عرقية وطائفية ضعيفة تمكن إسرائيل السيطرة عليها كما تشاء لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى".
وصدر كتاب لباحث مصري أشار فيه الى، أن تقسيم العراق لا يرتبط بنتائج الحرب التي تقودها أمريكا على البلاد لكن الفكرة تعود لاكثر من نصف قرن اذ سجلها صحفي هندي في كتاب عنوانه "خنجر إسرائيل" عام 1957.
لكن وفق كل هذا السرد التاريخي، هل تنجح هذه الاجندة في داخل العراق في ظل القوى السياسية والشعبية الرافضة لدخول اليهود في العراق؟