بغداد اليوم - تقرير : محمود المفرجي الحسيني

مع تعدد الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، فرضت ازمة هجرة الشباب من اقليم كردستان الى دولة الاتحاد الاوروبي، ازمة جديدة تضاف الى هذه الازمات، رغم تمتع الاقليم بالاستقرار قياسا الى باقي مناطق العراق.

ووصلت يوم امس اولى الاوجبات من العراقيين العالقين على الحدود البولندية البلاروسية، على متن الخطوط الجوية العراقية الى مطار اربيل.

واشرت الانباء من داخل الحدود البلاروسية البولندية، الى تعرض عراقي الى ازمة صحية بسبب الظروف الجوية الصعبة، الا ان الصليب الاحمر المتواجد هناك قدم له المساعدة وانقذ حياته.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره البولندي لمتابعة اوضاع المهاجرين العراقيين الذين يقدرون باعداد كبيرة اغلبهم من اقليم كردستان.

ودعا القيادي في حركة التغيير محمود شيخ وهاب، اليوم الجمعة، الى معالجة أسباب هجرة المواطنين الكرد.

وقال شيخ وهاب في حديث لـ(بغداد اليوم) إنه "بعد عودة المهاجرين الكرد من بيلاروسيا والحدود الأوروبية إلى أرض الإقليم، فهذا لايعني انتصارا للحكومة إطلاقا".

وأضاف أن "هؤلاء الشباب لو اتيحت لهم الفرصة لهاجروا مرة أخرى، بسبب المعاناة التي يعيشونها داخل الإقليم"، مطالبا حكومة كردستان بـ"وضع خطة مدروسة لمنع هجرة الشباب".

ان حديث شيخ وهاب، عن المعاناة داخل الاقليم، يستفز ذهنية الجميع الى البحث عما يجري في الاقليم لمعرفة اسباب هجرة الشباب الكردي منه الى دول الاتحاد الاوربي.

وهذا ما تحدث عنه المحلل السياسي، حيدر الموسوي، الذي رأى ان هناك الكثير من التناقضات في الاقليم، وان ما يصل للجميع عن انباء عن استقرار فيه يخفي وراءه الكثير.

وقال الموسوي لوكالة (بغداد اليوم)، ان "هجرة الشباب الكرد من الاقليم كشف زيف الادعاءات التي تقول بان الاقليم يعيش حياة اقتصادية وخدمية فوق الممتازة". 

من جهته علق الناشط عمر الحلبوسي، على هذا الموضوع، مشيرا الى انه الهرب من الوطن أصبح حلم شعوبنا .

وقال الحلبوسي، لوكالة (بغداد اليوم)، إن "النساء تهرب من وطنها بحثاً عن وطن يأويهم ويوفر العيش الكريم، بعدما ضاع منهم كل شيء".

واضاف، ان "هناك ‏أعداد كبيرة من العراقيون الأكراد والعرب محتجزون في الغابات بجو شديد البروده في ⁦‪بولندا‬⁩ يبحثون عن وطن آمن ومستقبل أفضل".

الى ذلك قللت حكومة الاقليم من "التهويل" الإعلامي في تناول الملف.

وقال الناطق باسمها، جوتيار عادل، خلال مؤتمر صحافي عقده، في وقت سابق ، ان "الهجرة اجتاحت بلدان الشرق الأوسط من ضمنها الإقليم والعراق، وإذا ما قارنا بين الإقليم وبلدان المنطقة، فإن الوضع هنا أفضل بكثير، وبالطبع سنتعامل معها بكل مسؤولية وسندرسها".

من جانبه، قال مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحكومة، سفين دزيي، إن "هناك من يتاجر بالسياسة والإنسان في كردستان للإساءة الى سمعة الإقليم، وتعمل مافيات وعصابات ومهربون على المتاجرة بملف الهجرة، والشعب أصبح ضحية هؤلاء". واصفاً أوضاع اللاجئين بأنها "كارثية"، وحمل "حزب العمال الكردستاني مسؤولية هجرة مواطني الإقليم من المناطق التي ينشط فيها على حدود محافظة دهوك ومنطقة رابرين (الحدود مع تركيا وإيران)، ما سبب بعرقلة المشاريع الاستثمارية".