آخر الأخبار
سوريا ما بعد الحرب.. قراءة في رحلة "التسامح" و"بناء الدولة الجديدة" الإطاحة بأخطر عصابة متورطة في عمليات تسليب الصيرفات في البصرة العراق يواجه قطر غداً في نصف نهائي كأس الخليج لقدامى اللاعبين التربية تتخذ إجراءات قانونية "صارمة" ضد الطلبة المسيئين للمعلمين "الصراع المالي" بين بغداد وأربيل يتصاعد.. مطالبة بتزويد الإيرادات وبيانات الموظفين

اللاجئون العراقيون .. رحلة محفوفة بالمخاطر وما علاقة الـ PKK ؟

محليات | 17-11-2021, 21:15 |

+A -A

بغداد اليوم - تقرير : محمود المفرجي الحسيني

قد يسأل سائل : ما الذي يدفع العراقيون العالقون على الحدود البولندية - البلاروسية، الى ترك بلدهم وربما ممتلكاتهم، وتحمل الظروف الجوية الباردة القاهرة، وافتراش العراء، مع نسائهم واطفالهم، والمعاملة السيئة من الشرطة البولندية.

وأثارت صور ومقاطع فيديو لمهاجرين غير نظاميين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، استياءً كبيرا في العراق، بسبب تواجد أعداد كبيرة من المهاجرين العراقيين على الحدود البيلاروسية، وهم يتعرضون للضرب ويعانون من العيش يظروف قاسية.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بصور ومقاطع فيديو للمهاجرين معظمهم من إقليم كردستان العراق، فيما عبّر عراقيون عن استيائهم من أحوال المهاجرين الذين فروا من ضنك العيش في بلادهم.

بالتأكيد ان هذه الصورة ستكون هي الاجابة البليغة، التي تعبر عن حال البلد (العراق) الذي ينتقل من سوأ الى اسوأ بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، والشعور بعدم الامان وعدم الاستقرار في بلد لم يعطي لاولاده اي شيء سوى الدمار.

ويعيش اللاجئون العراقيون -العالقون على الحدود البيلاروسية البولندية- في ظروف مأساوية منذ أسابيع، حيث وصل آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا في الشهور الأخيرة على أمل العبور إلى بولندا، والانطلاق منها إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وخرج العراقيون من بلادهم وتوجهوا مباشرة إلى تركيا، ثم إلى بيلاروسيا، لمواجهة ظروف صعبة وقاسية، حيث قام حرس الحدود بين بولندا وبيلاروسيا بضربهم بعدة أنواع من الأسلحة المستخدمة لفض التجمعات، ولم يسلم حتى الأطفال من هذه الممارسات بالإضافة إلى ما يقاسونه من برد وجوع وعطش.

هذه الهجرة الجماعية تسببت باندلاع ازمة في كل اوروبا لاسيما الازمة بين بولندا وبيلاروسيا.

أعلنت السلطات البولندية أن عشرات المهاجرين غير الشرعيين تمكنوا من اجتياز حدودها قادمين من بيلاروس، محذرة من أن التحضيرات جارية لعملية تسلل أكبر اليوم الأحد.

وذكرت الشرطة البولندية على حسابها في "تويتر" أن نحو 50 مهاجرا اقتحموا حدود البلاد وعبروها بوقت سابق في منطقة ستارزين، مشيرة إلى عناصر الشرطة، خلال عملية البحث عن المتسللين، ألقوا القبض على 22 مواطنا عراقيا.

كما أكدت الشرطة اعتقالها أربعة أشخاص، وهم بولندي وجورجيان وسوري، بتهمة مساعدة المهاجرين في عبور الحدود بطريقة غير قانونية، لنقلهم 13 شخصا اجتازوا الحدود.

في غضون ذلك، حملت وزارة الدفاع البولندية الجيش البيلاروسي المسؤولية عن رشق الجنود البولنديين المنتشرين عند الحدود بالحجارة مرتين خلال اليوم السابق.

من جانبه، حذر حرس الحدود البولندي على حسابه في "تويتر" من أنه يرصد تحضيرات عند الجانب البيلاروسي من الحدود في محيط معبر "كوزنيتسا" لعملية تسلل كبرى اليوم.

وادعى حرس الحدود البولندي أنه يرصد زيادة في تواجد ضباط للقوات الخاصة البيلاروسية في هذا الموقع وتحركات في صفوف المهاجرين المحتشدين هناك، مع إزالة عدد من الخيم المقامة لإسكان المهاجرين.

واتهم حرس الحدود البولندي السلطات البيلاروسية بإمداد المهاجرين بالغاز المسيل للدموع والمعدات والتعليمات لعبور الحدود، مبديا "استعداده للتصرف" ردا على أي عملية تسلل محتملة.

في غضون ذلك، نفت الحكومة البولندية في بيان منشور على موقعها صحة الشائعات التي مفادها أن حافلات من ألمانيا ستصل إلى المنطقة، بينما ستسمح بولندا لهؤلاء بعبور الحدود للتوجه إلى هذا البلد.

وكذبت الحكومة هذه الشائعات، مرجحة أن تداولها يأتي بهدف تحريض المهاجرين على اقتحام الحدود.

ونشرت بولندا آلاف العسكريين عند حدودها مع بيلاروس لمنع آلاف المهاجرين الراغبين في دخول الاتحاد الأوروبي والذين جاؤوا غالبا من بلدان الشرق الأوسط، من اجتياز الحدود، وسط تبادل الاتحاد الأوروبي ومينسك الاتهامات بافتعال أزمة الهجرة هذه.

وقرر العراق تخصيص مبلغ مالي للمساعدة على إعادة رعاياه العالقين في بيلاروسيا وليتوانيا وبولندا طوعا إلى البلاد، بينما تداولت منصات التواصل الاجتماعي مشاهد "قاسية" لمهاجرين على الحدود بين هذه الدول.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان إن وزارة المالية ستخصص 300 مليون دينار (ما يعادل 200 ألف دولار) إلى وزارة الخارجية لصرفها على العراقيين العالقين في تلك البلدان الأوروبية وإعادتهم طوعا إلى العراق.

من جهته، قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق جوتيار عادل اليوم الأربعاء إن هناك تنسيقا مع الحكومة العراقية لحل مشكلة هجرة الشباب إلى الخارج، مشيرا إلى أن حكومة الإقليم ستقدم المساعدات اللازمة لأي شخص يرغب بالعودة من بيلاروسيا وبولندا إلى الإقليم، وأن حكومته تتباحث حاليا مع هذين البلدين وتم إصدار التوجيهات بوقف جميع الرحلات من العراق إليهما.

بدوره، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم سفين دزيي أن عددا من الأسباب الداخلية في البلاد تؤدي إلى استمرار الهجرة، ومن أهمها وجود حزب العمال الكردستاني في الشريط الحدودي لمدن إقليم كردستان العراق، ومنع إعادة إعمار المناطق، مما يدفع شبابها للتفكير بالهجرة إلى بلدان أخرى، حسب قوله.

ويغادر مئات العراقيين من معبر إبراهيم الخليل بين العراق وتركيا -وقبل ذلك من المطارات العراقية- إلى بيلاروسيا. ويعاني هؤلاء ظروفا مأساوية، خصوصا في الغابات بين بيلاروسيا وبولندا، وعشرات منهم يلقون حتفهم أثناء الرحلة.

بينما يجد آخرون أنفسهم محاصرين في مناطق حدودية، يواجهون البرد والجوع والمرض والمعاملة السيئة. ونتيجة لذلك، أغلق العراق قنصليتي بيلاروسيا في بغداد وأربيل، وأوقف الرحلات المباشرة إلى هذا البلد استجابة لطلب من الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

ورفض المرشح الفائز محما خليل على اغا، المعاملة السيئة التي تنتهجها الشرطة البولندية بحق العراقيين.

وقال لوكالة (بغداد اليوم)، ان "على بولندا وباقي الدول الاوربية معاملة العراقيين وفق مباديء حقوق الانسان، ولا يجب معاملتهم بهذه الطريقة غير المقبولة.

واضاف، ان "هؤلاء اللاجئين يحتاجون الى رعاية الدولة العراقية، وتلبية احتياجاتهم، مشيرا الى انهم هربوا من الجوع والقهر ، ومن مسؤولية الدولة رعايتهم".

وطالب، الدولة العراقية "بتعويضهم ماديا ومعنويا، كونهم عراقيين ويملكون حقوقا في العراق".