آخر الأخبار
نينوى تعطل الدوام ثلاثة أيام للإيزيديين هزة أرضية جديدة تضرب الشرقاط إطلاق سراح شاب أثار جدلًا شعبيًا في ديالى لليوم الثاني.. طهران تعطل دوامها الرسمي بسبب نقص الكهرباء طرد 12 عنصراً من سرايا السلام لارتكابهم المعاصي وعصيان القيادة

تقرير أمريكي يقلل من تأثير فوز الكتلة الصدرية بالانتخابات ويرسم مقترحات رئاسة الوزراء

تقارير مترجمة | 1-11-2021, 19:37 |

+A -A

بغداد اليوم - تقرير مترجم

يرى تقرير اعده معهد الشرق الاوسط الامريكي للدراسات والابحاث، وترجمته (بغداد اليوم)، أن "انتخابات تشرين الأول في العراق قد تكون أكثر أهمية مما توحي بها نتائجها الفورية".

وذكر التقرير أن "بعض الحقائق والديناميكيات الدقيقة المحيطة بالانتخابات تشير إلى اتجاهات وإمكانيات مثيرة للاهتمام، أكثر من النجاح الذي احتل العناوين الرئيسية للكتلة الصدرية في المجلس التشريعي العراقي، أو الخسائر التي تكبدها بعض المرشحين".

وأضاف "قد يبدو الأمر متناقضًا في البداية، لكن هذه الانتخابات يمكن أن توفر الظروف لتحقيق انتعاش مستقبلي في مشاركة الناخبين، و إن الإقبال القياسي المنخفض الذي حددته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق يتمثل عند 43٪ من الناخبين، و من المفهوم أن أوجه القصور في الانتخابات جنبًا إلى جنب مع العنف المستمر ضد النشطاء السياسيين، دفعت بعض الأحزاب والمرشحين الذين يمثلون حركة تشرين الاحتجاجية وحلفائها إلى الانسحاب من انتخابات تشرين، ودفعت العديد من الناخبين وخاصة الشباب إلى البقاء في منازلهم".

وتابع: "مع ذلك كانت هذه الانتخابات البرلمانية مختلفة بشكل واضح عن الانتخابات السابقة في عام 2018، وقد أسفر الدعم الدولي والجهود العراقية عن انتخابات سليمة من الناحية الفنية تعتبر تحسناً مقارنة بعام 2018 وكانت حتى الآن خالية من المخالفات واسعة النطاق ومزاعم التستر التي شوهت تلك الانتخابات".

ولفت إلى أنه "على الرغم من تحسن الجانب الفني في التصويت إلا أن الانتخابات العراقية لم تكن خالية من العيوب، حيث كانت هناك بعض الثغرات المحرجة في البيانات منذ 10 تشرين الاول، حيث في إحدى الحالات ضاعفت إحدى منشورات المفوضية عن طريق الخطأ عدد الناخبين بأكثر من 50 مليونًا، إذا وضع ذلك جانباً، فإن عدم وجود مزاعم ذات مصداقية عن احتيال واسع النطاق قد يقطع شوطًا طويلاً نحو استعادة الثقة، على الأقل فيما يتعلق بإدارة يوم الانتخابات ومنع الاحتيال، شريطة وجود رقابة قوية مستمرة ومشاركة من قبل المجتمع المدني العراقي والمجتمع الدولي، يظل التزوير والتلاعب قبل الانتخابات التحدي الأكبر أمام إنشاء عملية انتخابية ذات مصداقية كاملة يمكن للعراقيين احتضانها بكل إخلاص".

وأشار إلى أنه "على الرغم من فوز حزب الصدر بـ 74 مقعدًا في المجلس التشريعي المكون من 329 مقعدًا، فمن المرجح أن تتجه بغداد نحو عملية تشكيل حكومة أخرى تمليها القواعد المعتادة لتقاسم السلطة: قد تفوز جميع الأحزاب القوية بما يكفي لإحداث المتاعب ، مقعد على الطاولة وحصة من المناصب الحكومية تتناسب مع وزنها في البرلمان، على الرغم من العناوين التي تشير إلى عكس ذلك ، لكن لا يوجد صانع ملوك في السياسة العراقية".

ورجح التقرير أن "يتم استبعاد الخيارات الأولى للمنافسين لمنصب رئيس الوزراء لصالح مرشحين وسط او أقل إثارة للجدل، سيتم رفض البعض لكونهم صدريين أكثر من اللازم، وآخرون لكونهم ودودين للغاية مع واشنطن، أو قريبين جدًا من إيران، أو لكونهم قريبين من نوري المالكي، بكل ما يترتب على ذلك من ثقل".

وأوضح: "أدت الصدمة التي أعقبت الانتخابات والنشوة التي أصابت فتح والصدر على التوالي إلى خلق ضباب قد يبدأ في التلاشي تدريجيا، التصريحات المنتصرة حول رئيس وزراء صدري بحت والتهديدات المستمرة من قبل بعض الاطراف ستفسح المجال أمام التنازلات، بعد كل شيء من رئاسة إبراهيم الجعفري للوزراء في عام 2005 إلى رئاسة عادل عبد المهدي في عام 2018 راكم الصدر باطراد السلطة من كونه جزءًا من الحكومة، قد يدرك الصدر على مضض أن رئيس الوزراء الصدري قد لا يكون شيئًا جيدًا على خلفية الأزمة الاقتصادية المستمرة في العراق فإن الفشل في تقديم خدمات وظروف معيشية أفضل عندما يكون رئيس الوزراء صدريًا سيكون من الأصعب بكثير الدفاع عنه أو التدوير مما لو كان رئيس الوزراء من حزب آخر، أو مرشح تسوية ضعيف، أما بالنسبة للفتح فإن الذهاب إلى الحرب لا يبشر بعائد اقتصادي، في نهاية المطاف، سيتعين عليهم القبول بمكانة مخفضة قليلاً في الحكومة المقبلة وتكتفي بحصة من المناصب تتناسب مع مقاعدها".

كما اشاد التقرير بحركة تشرين وما حققته من نتائج انتخابية مبينا أنه "في حين أن الحكومة المقبلة قد تستمر في العمل كالمعتاد، فإن بذور التغيير سوف تتاح لها الفرصة لبسط جذورها، وثمة حقيقة ملحوظة حول الانتخابات، وقد تكون فعالة في مكافحة لامبالاة الناخبين في غضون أربع سنوات، وهي أن أداء ممثلي تشرين كان جيدا نسبيا على الرغم من الدعوات إلى المقاطعة، ان نجاح حركة امتداد المستوحاة من تشرين في الفوز بتسعة مقاعد لافت للنظر لسببين: أولا، على عكس الأحزاب التقليدية، لم يستطع أمتداد أن يعد المؤيدين بفرص عمل وأموال أو استخدام المشاعر الدينية أو العرقية للفوز، ثانيا، كان الناخبون الشباب، الدائرة الانتخابية التي كان من المرجح أن تصوت لأحزاب مثل إمتداد، هم الذين قادوا الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات".

وختم انه "إذا استمر التعاون بين عناصر تشرين المختلفة، يمكن أن يضع مرشحي الحركة المستقبليين في وضع يمكنهم من تحقيق المزيد من إمكاناتهم الانتخابية، ربما تكون هذه الانتخابات قد مهدت الطريق لشيء كبير خلال أربع سنوات، إن فوز الأحزاب الحاكمة مثل التيار الصدري بحصص كبيرة من المقاعد في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة ليس خبراً، لقد حدث ذلك من قبل، مرارا وتكرارا لكن حقيقة أنه حتى مع انخفاض نسبة التصويت القياسية ، تمكنت حركة معارضة محلية حقيقية من الفوز بمقاعد - وهذا هو الحدث الأول، وهذا هو الخبر".