آخر الأخبار
انتقادات لمشاريع الاستثمار في إقليم كردستان: تخدم الأثرياء والقيادات الحزبية فقط ترامب: لا حق للفلسطينيين بالعودة الى غزة الصينيون يهجرون الزواج.. تراجع هو الأكبر على الإطلاق استقرار صرف الدولار في بغداد والمحافظات معتصمو السليمانية يدعون أصحاب المحال لاغلاقها يوم غد الثلاثاء

تخوض في الأعماق.. بغداد اليوم تفتح ملف الانتحار وتلتقي مختصين وأصحاب تجارب

محليات | 5-06-2021, 18:23 |

+A -A

بغداد اليوم - خاص

الحديث عن حالات الانتحار وشياع ثقافتها بات شيئاً مخيفاً وينذر بخطر كبير يضرب المجتمع، فزيادة حالاتها حسب الجهات المختصة لا يعني فقدان حياة إنسان فقط، وانما يبعث رسائل مهمة يجب التوقف امامها، في تقريرنا هذا سنبحث في اسباب هذه الحالات وهل النصف الاول من هذا العام شهد ارتفاعا ام انخفاضا؟ كما اننا سنتحقق من الاجهزة الامنية وعن حقيقة ما يقال إن بعض حالات الانتحار هي حوادث جنائية، لا نترك أصحاب التجارب من الذين حاولوا الانتحار فسنستمع قراءة لما يقولون.

هذه أسباب الانتحار

المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق وعلى لسان عضوها فاضل الغراوي تطلعنا على اسباب حالات الانتحار، حيث يقول: "كمفوضية حقوق الإنسان مازلنا نؤشر ان هنالك عدة أسباب أدت إلى تنامي وارتفاع ظاهرة الانتحار في عموم محافظات العراق منها ما يتعلق بازدياد حالات العنف بكافة أنواعه سواء العنف الأسري او العنف المجتمعي جزء ما يتعلق منها بضعف الواعز الديني والاستخدام السيئ للإتصالات والميديا وما يتعلق بموضوع المشاكل الإجتماعية إضافة الى ضعف المنظومة القيمية وكذلك الظروف الاقتصادية سواء ارتفاع معدلات البضائع والفقر والصدمات النفسية"، مضيفا ان "هنالك عاملا آخر وهو موضوع المخدرات وقد تكون أحد الأسباب لكنها ليست من الأسباب الرئيسية أو مباشرة لظاهرة الانتحار".
 
هل الانتحار تم بطريقة واحدة؟

يحدثنا الغراوي أن "أنواع الانتحار التي ثبتتها المفوضية كانت باستخدام الشنق والغرق والطلق الناري وأستخدام المواد السامة إضافة إلى الحرق وهذه الخمس أنواع التي وثقتها المفوضية".

النصف الأول من 2021 شهد ارتفاعاً"، مبيناً أن "الأعداد لا زالت ترتفع لهذه اللحظة لا يوجد انخفاض بل بالعكس هناك ارتفاع في النصف الأول لهذا العام بلغ أكثر من 145 حالة ومحاولة انتحار لغاية هذه اللحظة وهذا يدل أن هنالك ارتفاعا في إحصائيات بيانات ظاهرة الانتحار".

باحثون بعلم النفس والمجتمع  يتساءلون.. المشكلة بمن ولمن؟

 الباحثة الاجتماعية إلهام مكي قالت ل(بغداد اليوم) "فيما يخص ظاهرة الانتحار أنا لي رأي آخر 
أنا أحيان كثيرة أتساءل بيني وبين نفسي هي مشكلة لمن؟مشكلة للشخص الذي هو قرر أن ينهي حياته أو يحاول إنهاء حياته أم هي مشكلة للأسرة أو للمجتمع وهذا النقاش لم يصل بنا الى نتيجة فهي مشكلة لمن؟  فإذا كانت للشخص فهو حلها بإنهاء حياته إذا كان يعاني من معانات معينة ممكن أن تكون مشكلة للأسرة التي فقدت أحد أفرادها وتحزن عليهم فإذن قد نسأل سؤال آخر هو كيف تعيش أسرة الشخص المنتحر؟ فتصبح هذه مشكلتنا أم هي مشكلة مجتمع؟ ماذا سيؤثر في المجتمع إذا قرر شخص من أفراده قتل نفسه؟".

أسباب الانتحار تذهب مع المنتحر

تضيف مكي: "بشكل أساس وحين ان نسمع وجود حالة انتحار نسأل المشكلة بمن؟ وبشكل عام أسباب الأنتحار هي متنوعة ومختلفة بحسب المجتمع ونعرف الكثير من الأسباب للأشخاص الذين حاولوا الأنتحار و على الأكثر أن الاشخاص المنتحرين أسبابهم رحلت معهم فتختلف من مجتمع لاخرفيعني السويد من أكثر المجتمعات التي يوجد بها منتحرون، وهي أيضا من البلدان الأكثر رخاء ورفاهية أجتماعية وفي كوريا الجنوبية فنسبة الأنتحار عالية جداً فلديهم أرتباط الموت بتطهير الشرف وأذكر أن رئيس كوري سابق أنتحر لأنه أتهم بقضايا فساد وهو ليس له علاقة بل زوج ابنته وأختار أن يقتل نفسه ليزيل أي تهمه عن شرفه ونزاهته كرئيس"، مضيفاً: "أما في العراق فهنالك حالات كثيرة وأسباب لكني أتصور بثقافتنا فأن الشخص يكون في كثير من المواقف بأزمة حقيقية أزمة وجود أزمة عدم فهم للحاجات وإذا تكلمنا عن حالات أنتحار النساء أكيد النتيجة تكون تتبعات العنف والضغط الأجماعي ثقافي نفسي وأحياناً تجد المرأة أو الفتاة أنعدام الأمل نهائياً في حل هذا الموضوع وحتى الشباب نتيجة الضغوطات الاجتماعية تؤدي الى انتحارهم".

ماذا يجب على المجتمع؟ 

تتابع الباحثة: "اذا كان المجتمع يعتبر هذه مشكلة هل ممكن أن يأخذ عمليات الدعم النفسي وأن يوفر التوازن بين المجتمعات والمتطلبات والتطور الأجتماعي والذي لاتستوعبه الكثير من المجتمعات المحلية من تطور ومتطلبات الحياة والتي يمرون بها الشباب والذي يبدأ به المجتمع يكون متشعب لديه الكثير من القطاعات التي تبدا بالأسرة ووالروضة والمدرسة الى كل كل المؤسسات التي تتعامل مع المواطنين بشكل مباشر ومستمر فسؤلنا عن حالات الانتحار خصوصا للنساء نتيجة تعرضهم للعنف ما الذي قدمه المجتمع".

الموت سبيل النجاة.. هكذا يقول أحد الذين عاشوا التجربة

أ.ع. الميالي 29 عاماً شاب من محافظة واسط أشرنا لاسمه برموز طلباً منه يقول ل(بغداد اليوم): "قبل ثلاثة اعوام اقدمت على الانتحار شنقا قبل ان يتمكن اخي من انقاذي بعد اقل من دقيقة حيث كانت اقادامي لاتزال متكئة على الكرسي والحبل معلق في (جنكال) السقف، نقلت للمستشفى وعشت حالة من الالم النفسي مع انتكاسة صحية".

هذه الأسباب

"منذ بدلية عام 2015 بدأت بتعاطي حبوب تستخدم للعلاج النفسي تطور الامر الى ادمان حتى بدأت  تعاطي حبوب الهلوسة، كل تصرفاتي ماعادت كما كانت اتعرض لضغط نفسي حتى ان اليأس دب بداخلي ووصلت للحظة القرار ونفذت عملية الانتحار التي فشلت فكان تفكيري يقول بان الموت هو سبيلي الوحيد للنجاة من الم العيش، ما دفعني لكل هذا هو الضغط العائلي وعدم احترامهم لقرار لي بالزواج من فتاة احببتها".

الانتحار تجارب الفاشلين
يقول الشاب (أ.ع) ان "الذي يقدم على هذا التصرف هو الشاب الفاشل العاجز، والذي لايؤمن بان الحياة لن تسير دائما كما نريد، فالبرغم من كوني حاصل على شهادة بكلوريوس مهمة، لكن الفشل كان من نصيب تفكيري، ولولا لطف الله لنجح الانتحار، لكل الشباب لاتحاولوا ولاتفكروا بهذه الطريقة ، كافح وحاول من اجل الحياة فقط".

المنسق الاعلامي لمديرية شرطة محافظة الديوانية رحيم عودة أوضح نتائج من تحقيقات الاجهزة الامنية لحالات الانتحار
ان "اغلب حالات الانتحار المسجلة تأتي بسبب الضغوطات والمشاكل العائلية او الضائقة المالية والديون او المشاكل العاطفية والشخصية وكذلك حالات الرسوب لدى الشباب، وهذه الاسباب استحصلناها من خلال نتائج التحقيقات التي نجريها بعد كل حالة انتحار ، وان تعاطي المخدرات هو سبب قد يدفع للانتحار لكنه لغاية وكما مشر لدينا لم يكن سببا رئيسيا".

جرائم جنائية يبلغ عنها انتحار

ويكشف عودة عن "وجود بلاغات تصل للاجهزة الامنية عن وجود حالة انتحار ولكن بعد التحقيق يتبين انها جريمة جنائية وان الشخص الذي ادعى عليه بانه منتحر قد قتل ولم يكن منتحرا، وقد اكتشفنا في محافظة الديوانية قبل اقل من شهر مثل هكذا حالة واتخذنا الاجراءات القانونية المناسبة، وبالعادة عند البلاغ عن اي حالة انتحار فان الاجهزة الامنية تتخذ الاجراءات القانونية وتحقق مع كل القريبين على الشخص المنتحر وبداية من اهله".

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا