سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 18:31 | --


مكاسب أم تحديات؟.. مستقبل أربيل بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق

بغداد اليوم – أربيل
مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من معظم مناطق العراق في أيلول المقبل، تبرز أربيل كمحطة التمركز الأخيرة لهذه القوات، في تحول يثير أسئلة عميقة حول شكل الاستفادة التي يمكن أن يجنيها الإقليم من هذا البقاء، وحجم التحديات التي قد يفرزها.

يرى الباحث في الشأن السياسي شيرزاد مصطفى، أن استمرار الوجود الأمريكي يعزز موقع أربيل سياسياً وأمنياً، موضحاً بحديثه لـ"بغداد اليوم"، أن دعم قوات البيشمركة بالتدريب والتجهيز، إلى جانب نصب منظومات دفاعية لحماية أجواء الإقليم من الطائرات المسيرة، يمثل ضمانة استراتيجية يصعب الاستغناء عنها. ويذهب بعض المراقبين في الاتجاه نفسه، مشيرين إلى أن المظلة الأمريكية تُعيد رسم ميزان القوة داخل العراق، إذ تمنح كردستان أوراق ضغط إضافية في التفاوض مع بغداد، خصوصاً في الملفات الخلافية كالموازنة والنفط.

ولا يقتصر الأمر على البعد الأمني، إذ يلفت مصطفى إلى أن الاستفادة الاقتصادية قد تكون ملموسة، من خلال تعزيز ثقة الشركات الأجنبية، ولاسيما النفطية، بالاستثمار في الإقليم. وهنا يشير خبراء اقتصاديون إلى أن استقرار أربيل بظل حماية أمريكية يمكن أن يجعلها بيئة أكثر جذباً لرؤوس الأموال مقارنة ببقية المحافظات العراقية التي تعيش تقلبات أمنية وسياسية متواصلة.

لكن هذا المشهد لا يخلو من تعقيدات، إذ يحذر مراقبون سياسيون من أن تحول كردستان إلى آخر معقل للقوات الأمريكية قد يضعها في مرمى الفصائل المسلحة التي ترى في هذا الوجود تهديداً مباشراً للسيادة العراقية. ومع أن أربيل تنظر إليه كدرع حماية ورافعة تفاوضية، إلا أن هذا الوجود قد يفتح الباب أمام مزيد من التوترات مع بغداد أو القوى الإقليمية.

التجربة التاريخية تكشف أن العلاقة بين أربيل وواشنطن ليست وليدة اللحظة؛ فقد ترسخت منذ فرض منطقة الحظر الجوي شمال العراق في التسعينيات، وتكرست خلال معارك داعش (2014–2017) عندما لعبت القوات الأمريكية دوراً محورياً في دعم البيشمركة. لكن خصوصية المرحلة المقبلة تكمن في أن الإقليم سيكون الموقع الوحيد المتبقي للقوات الأمريكية في العراق، ما يمنحه ثِقلاً استراتيجياً لكنه يضاعف أيضاً المخاطر.

الاستنتاج الذي يخرج به الخبراء هو أن أربيل تقف أمام معادلة دقيقة: فهي تستفيد من بقاء القوات الأمريكية كعامل استقرار ورافعة نفوذ داخلي وخارجي، لكنها في الوقت ذاته تُدرك أن هذا البقاء قد يضعها في قلب صراعات إقليمية لا تُحمد عقباها. وبين المكاسب والمخاطر، يبقى السؤال معلقاً: هل ينجح الإقليم في تحويل هذا الوجود إلى قوة مضافة، أم أن أثمانه السياسية والأمنية ستكون أثقل من فوائده؟

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

السوداني: قرار القضاء بشأن الدكتورة بان محط دعم من الحكومة من أجل حماية المرأة

بغداد اليوم- بغداد استقبل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، (21 آب 2025)، مجموعة من النساء الناشطات وممثلات منظمات المجتمع المدني في العراق، واشار الى ان قرار القضاء بشأن الدكتورة الراحلة (بان زياد طارق) محط دعم من الحكومة من أجل حماية

اليوم, 19:28