بعد شكوك بشأن فعاليته.. هل يمكن للحاصلين على اللقاح الصيني تلقي تطعيم آخر؟
محليات | 19-04-2021, 19:54 |
![](/uploads/posts/MediaStorage/GalleryImages/154104.jpg)
بغداد اليوم - متابعة
في إقرار صيني نادر الحدوث، قال جاو فو مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي، إن اللقاحات المتوفرة حاليا "لا تتمتع بمعدلات عالية من الحماية"، الأمر الذي أثار مخاوف من حصلوا على هذه التطعيمات.
وبحسب البيانات المتاحة، فإن اللقاحات الصينية تأتي في مرتبة متأخرة عن مثيلاتها من حيث الفاعلية، لا سيما فايزر ومودرنا، لكن ميزتها تتمثل في ضوابط أقل صرامة عند تخزينها.
وصنعت الصين أربعة لقاحات محلية تم إقرارها للاستخدام العام. لكن تجارب خارج البلاد أظهرت انخفاض فعالية تلك اللقاحات دون نسبة الـ50 في المئة. بينما تشترط منظمة الصحة العالمية نسبة فعالية تتجاوز 50 في المئة لاعتماد أي لقاح.
واستضافت الإمارات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح شركة سينوفارم الصينية، في يوليو، والتي امتدت بعد ذلك لدول أخرى في المنطقة منها البحرين.
وأقرت الإمارات استخدام اللقاح للعاملين في الصفوف الأولى من الطواقم الطبية قبل إتاحته للجمهور في ديسمبر، ثم قامت بتصدير بعض الشحنات إلى دول عربية من بينها مصر.
وأحدث تصريح جاو فو بلبلة في أوساط من حصلوا على اللقاح الصيني كاملا، وانتشرت تساؤلات بشأن إمكانية الحصول على لقاح آخر أكثر فاعلية.
يقول الدكتور عبد الناصر أبو بكر، رئيس برنامج إدارة أخطار العدوى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لموقع "الحرة" إنه لا يمكن الخلط بين أكثر من لقاح بعد تلقي الجرعة الأولى، حيث لا توجد تجارب سريرية حتى الآن تكشف آثار ذلك.
وأضاف "إذا حصلت على الجرعة الأولى من اللقاح الصيني، فيجب أن تكون الجرعة الثانية من نفس اللقاح؛ وإذا حصلت على الجرعة الأولى من أسترازينيكا البريطاني يجب أن تكون الثانية من أسترازينيكا.. وهكذا".
ويعتقد أبو بكر أن اللقاحات الصينية تعمل بنفس الكفاءة التي يعمل بها لقاح أسترازينيكا.
وتعتمد اللقاحات الصينية على خلايا فيروسية ميتة، يمكن للجهاز المناعي من خلالها مواجهة الفيروس.
أما أسترازينيكا فيعتمد على الفيروس المسبّب لنزلات البرد الشائعة، مأخوذ من الشمبانزي، ثم تعديله بحيث يحتوي على مادة جينية موجودة في فيروس كورونا، الأمر الذي يمكن الجهاز المناعة من مقاومة الفيروس الحقيقي.
واعترض أبو بكر على الحصول على لقاح آخر بعد تلقي أحد التطعيمات كاملة، لكنه عاد ليقول إنه يمكن إجراء اختبار للمناعة، "إذا كانت مرتفعة فلا حاجة للحصول على لقاح جديد".
"أما إذا كانت المناعة منخفضة يمكن حينها النظر في إمكانية الحصول على لقاح جديد لكن يتوجب عليك الانتظار حتى ثلاثة أشهر للحصول على مناعة كاملة"، حسبما يقول أبو بكر.
ويعترض الدكتور وائل صفوت، المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، على أن يحصل أي شخص على لقاح مختلف بعد تلقيه أحد اللقاحات.
واتفق مع أبو بكر قائلا لموقع "الحرة": "من يتلقى الجرعة الأولى من أي لقاح، لابد أن يستكمل الجرعة الثانية من نفس اللقاح"، مشيرا إلى مطالبات بجرعة ثالثة في بعض اللقاحات.
وفي مارس الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز، عن مصادر، أن بعض الناس في الإمارات لم تتكون لديهم أجسام مضادة بعد أخذ الجرعة الثانية من لقاح سينوفارم، وإنهم تلقوا جرعة ثالثة.
وقبل ثلاثة أيام، قال رئيس فايزر إن الأشخاص الذين تلقوا لقاح شركته المضاد لكورونا يحتاجون "على الأرجح" إلى جرعة ثالثة في غضون ستة أشهر إلى سنة، ثم لجرعة كل عام.
ويعلق صفوت على تصريحات المسؤول الصين بقوله: "لا تزال جميع اللقاحات تخضع للتجارب، ولم تثبت فعاليتها بصورة كبيرة. حديث جاو فو بحاجة إلى دليل، الوقت سيثبت مدى الفعالية".
وقرر الاتحاد الأوروبي وضع تحذير على لقاح أسترازينيكا بسبب احتمال ارتباطه بحالات إصابة بجلطات دموية شديدة النُدرة، بينما أوقفت الدنمارك استخدامه. أما بريطانيا فنصحت من هم دون سن 30 عاما بالحصول على لقاح آخر.
ولمحاولة معرفة فعالية اللقاح، أشار صفوت إلى اختبارات الأجسام المضادة، قائلا: "إذا لم تكن موجودة فهذا يعني أن الجسم لم يتفاعل مع اللقاح".
وأضاف "فحص الأجسام المضادة وسيلة جيدة لمتابعة الحالات التي حصلت على اللقاح، وفي بداية الجائحة كان يتم الاعتماد عليها قبل اختبار الـ(بي سي آر)".
وأكد أن هذا الاختبار يتم إجراءه عقب الجرعة الثانية، مضيفا "طالما حصلت على اللقاح فالنتيجة المباشرة هي الحصول على أجسام مضادة على الفور".