كتب.. د بلال الخليفة
ملف الكهرباء لم يتعافى لا قبل تغيير النظام ولا بعده، رغم ان الإنتاج ارتفع من 3 الاف ميكاواط الى 28 الف ميكاواط حسب تصريح وزير الكهرباء قبل عدة أيام، الا انه لا يسد حجم الاستهلاك والطلب المحلي وخصوصا هذه الأيام وهي أيام ذروة الطلب في شهري تموز واب وقت الظهر.
اليوم الاثنين المصادف 11/8/2025 حدث انهيار شامل في المنظومة الكهربائية في وسط وجنوب العراق في العراق نتيجة حدوث عارض في خط الناقل 400 كي في لخط مسيب بابل، مما أدى الى خروج جميع محطات الكهرباء في محافظات البصرة وميسان وواسط وكركوك، إضافة إلى محافظات أخرى، عن العمل.
ان التبريرات هي ارتفاع الاحمال في الخط الناقل الذي تم ذكره انفا نتيجة زيادة الاستهلاك بسبب المواكب والزيارة المليونية وفي الامر عدة ملاحظات منها:-
1 – ان الكل يعرف ان الزيارة مليونيه وان عدد المواكب معلوم لان جميع المواكب لديها موافقات امنية ومسجلة لدى الجهات الحكومية وبالتالي كان يجب ان يتم اخذ ذلك بالحسبان وهذا جزء من الإدارة الاستراتيجية وان أي فشل في ذلك يعني ان القائمين على الموضوع لا يملكون أي مؤهل في إدارة الملف.
2 – ان العارض حدث في أيام حرجة جدا وهي زيارة الأربعين وايام ذروة الطلب على الطاقة الكهربائية وبالتالي ربما يكون الامر يقف خلفة جهات داخلية او خارجية لإفشال الزيارة خصوصا حدثت عدة أمور تشير الى وجود احداث قد تكون مفتعلة لإفشال الزيارة مثل تسرب غاز الكلور وتسمم المئات والقاء القبض على بعض الأشخاص الذين يرومون إلقاء مواد سامة في أحد المواكب إضافة الى حرق بعض منها.
3 – ان العرض حدث بعد يومين من اعلان المفوضية للانتخابات عن ارقام الكيانات التي تدخل الانتخابات وبالتالي ان كل حدث ممكن ان يستغل انتخابيا او قد يكون مفتعل لأغراض انتخابية.
4 - في حكومة الكاظمي، كان يوجد استهداف لأبراج نقل الطاقة الكهربائية وبشكل يوميا او أسبوعيا ، فهل نقول ان العارض الحالي هو إعادة لمشهد قديم وسيناريو تم تطبيقه في وقت سابق. وهل ستعود هذه الأفعال في الأيام القادمة.
5 - هل يوجد ربط، اليوم افتتح رئيس الوزراء صباحا الوحدة الغازية التوربينة (13) في محطة بسماية الغازية الاستثمارية لإنتاج الطاقة الكهربائية، التي ستضيف 300 ميكاواط إلى إنتاج المحطة، وبعدها بساعات حدث عارض اطفئ المنظومة الكهربائية في معظم العراق.
6 – ان الانطفاء الشامل للمنظومة الطاقة الكهربائية لم يحدث اول مرة في العراق، تقريبا يحدث سنويا بسبب حادث في احد أبراج النقل او محطات التوليد تتسبب في إطفاء المنظومة بالكامل واشهر حادث كان في عام 2021، السؤال هنا لماذا لم يتم ربط أجهزة عزل للمنظومة لكل محطة لتجنب الإطفاء الكامل للمنظومة وهذا يدل على سوء إدارة.
7 – أعلنت وزارة الخارجية ان وزير الطاقة السوري سيزور العراق يوم غد الثلاثاء المصادف 12/8/2025 وانه ممثل لحكومة رئيسها محكوم من قبل القضاء العراقي بقضايا إرهاب وبالتالي ان شريحة كبيرة من الشعب لا ترحب باي شخص ممثل له وبالتالي ربما يوجد ربط بين حادث انطفاء الطاقة الكهربائية وزيارة وزير الطاقة.
8 – اليوم زار العراق، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السيد علي لاريجاني، وتم توقيع اتفاقية امنية تتعلّق بالتنسيق الأمني للحدود بين البلدين، لاريجاني ومستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الاتفاقية، برعاية رئيس الحكومة العراقية، محمد شيّاع السوداني. مع الاخذ بنظر الاعتبار أمرين، وهما:-
أ – ان الغرب وخصوصا أمريكا لا تسمح باي تعامل مع الجمهورية الإسلامية وتحاول بكل السبل منع ذلك وبالتالي ان الاتفاقية لا تروق لهم وعادة في مثل هذه الأمور يتم قرص اذن الحكومة العراقية بافتعال حدث او احداث في العراق لتوصيل رسالة مفادها ان التقارب العراقي الإيراني سيجلب المشاكل للحكومة العراقية.
ب – ان شريحة او عدة شرائح من العراق يكنون البغض والكره للجمهورية الإسلامية في ايران وان أي انطفاء للكهرباء تكون ايران هي الملومة لانها تبيع الغاز الذي يستخدم في تغذية بعض محطات توليد الطاقة الكهربائية مثل محطة كهرباء بسماية الاستثمارية، ومن هذا فقد يتم استغلال هذا الكره بافتعال هكذا احداث وفي توقيت حرج وهو زيارة السيد لاريجاني كي يتم استغلال الحدث إعلاميا بالكلام السيء علية.
9 – ان اهم ما تم استحداثه فيما يخص الطاقة الكهربائية في السنتين الأخيرتين هو تحويل الدورات البسيطة في المحطات الكهربائية الى دورات مركبة لزيادة كفاءة المحطة ورفع الطاقة الإنتاجية للمحطة وكذلك بعض المحطات التي تولد الطاقة الكهربائية من الشمس مثل محطة ارطاوي التي تم التعاقد مع شركة توتال بالخصوص وهي 1000 ميكاواط وهذا بسيط بما يحتاجه العراق ويسد الفجوة بين الاستهلاك والطلب التي تتجاوز 10 الاف ميكاواط.
التوصيات
1 – انشاء خط خاص على طريق مشاية زيارة الأربعين خاص بتغذية المواكب ويتم تغذيته بالطاقة أيام الزيارة فقط لفك الاختناق والضغط على باقي الشبكات والخطوط الناقلة.
2 – وضع أجهزة عزل في خطوط نقل الطاقة الكهربائية لتجنب حدوث انطفاء شامل للمنظومة عند حدوث عارض في مكان ما.
3 – إعطاء الاهتمام الكافي لقطاع الكهرباء اسوة بالطرق والجسور.
4 – دمج بعض الوزارات في وزارة واحدة (وزارة الطاقة) لتقليل الترهل الوظيفي والانفاق التشغيلي الكبير لوزارة الكهرباء وارجاعها لمستوى هيئة الكهرباء لتقليل حجم التخصيص المالي الكبير الذي يصل 10 عشرة مليار دولار سنويا ومعظمة يذهب الى الموازنة التشغيلية لا الاستثمارية.
5 – الاهتمام في الجباية وخصخصة بعض قطاعات الكهرباء.
بغداد اليوم – بغداد قال الخبير الأمني أحمد التميمي، اليوم الاثنين (11 آب 2025)، إن زيارة رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بغداد ولقائه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تركز على ثلاثة ملفات أمنية أساسية. وأوضح التميمي في تصريح خص به