قوارب الموت تتزايد.. ارتفاع ضخم في أعداد الهاربين من ليبيا
عربي ودولي | 15-02-2021, 17:42 |
بغداد اليوم _ متابعة
يؤكد الكثير من خبراء الاقتصاد أن ما تملكه ليبيا من ثروات نفطية كبيرة كان كفيلاً بجعل كل مواطن فيها ثريا نظرا لقلة عدد سكانها مقارنة بمساحتها وإمكانياتها الاقتصادية الواعدة.
ولكن وبعد مرور عشرة أعوام على الإطاحة بنظام معمر القذافي، ما زال ذلك البلد العربي الشاسع بمساحته يعاني الاضطرابات الأمنية والفقر والفساد والمذابح، كما ذكر بعض اللاجئين لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
الكثير من التقارير أشارت إلى ارتفاع أعداد الليبيين الذين أضحوا يركبون "قوارب الموت" للتوجه إلى أوروبا، رفقة مهاجرين أفارقة وعرب من سوريا ومصر والسودان والعراق.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، صفاء مشلهي، إن الزيادة في أعداد المهاجرين الليبين بطرق غير شرعية، غيرت النظرة إلى هذا البلد المتوسطي والذي عرف عنه نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة والعرب فقط، قبل أن تصبح الهجرة حلم السكان المحليين أيضا، وخاصة مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
كورونا زاد "الطين بلة"
فقد أدت تلك الجائحة إلى انخفاض صادرات النفط والغاز في وقت يواجه الليبيون صعوبة في صرف معاشاتهم التقاعدية، بالاضافة إلى ارتفاع كبير في معدلات البطالة بين الشباب، كما يقول فينسينت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية لغرب ووسط البحر الأبيض المتوسط.
ونوه كوشتيل إلى أن إغلاق الحدود وتقييد التحركات بسبب عمليات الإغلاق الناجمة عن وباء كوفيد 19 قد أثرت على القدرات المادية للعديد من فئات الشعب الذين كانوا يعتمدون في كسب أرزاقهم على التجارة أو تهريب مواد غذائية ووقود وسجائر عبر الحدود.
وتوقع كوشتيل استمرار ارتفاع أعداد الليبيين الذين سيغادرون البلاد في العام الحالي، ما لم تتحسن الأحوال المادية والاقتصادية، موضحا: " يميل الليبيون إلى البقاء في بلادهم ، حتى لو كان نازحين بعيدا عن مدنهم الأصيلة، ويفضلون طلب المساعدات المادية من أقاربهم في تونس أو مصر عن الهجرة، ولكن الأمور تغيرت خاصة بعد الانخفاض في قيمة العملة المحلية".
من جانبه ، أوضح موسى الجنيدي ، من منظمة "نداء" لحقوق الإنسان وتنمية المجتمع في مصراتة ، أن الفساد داخل أجهزة الدولة المختلفة في ليبيا ، المنقسمة بين حكومتين متنافستين مقرهما طرابلس وبنغازي، يهدد الخدمات الأساسية مثل إمدادات الكهرباء.، ويؤدي إلى ثقة الناس في الدول.
ويضيف: "هناك الكثير من المخاوف الأمنية لليبيين في مدن مثل طرابلس وسرت ومدن الجنوب، ناهيك عن الارتفاع السريع في الأسعار وازدياد معد التضخم ، مع قيام البنوك ووزارة المالية بتحديد السحوبات النقدية بما يتراوح بين 500 و 1000 دينار ليبي (113 دولار أميركي- 225 دولار أميركي)".
"ثمة أمل"
ويعتقد الجنيدي أن الأمل موجود في ليبيا إذا التزمت جميع الأطراف باتفاق السلام الشامل الذي وقعته الحكومتان المتحاربتان في البلاد في أكتوبر الماضي.
وأضاف: "إذا كان هناك اتفاق سياسي كامل وانتخابات ووضع دستور جديد، فإن اتفاقية السلام ستفيدنا، ومن المؤكد أن هذا من شأنه أن يقلل عدد الليبيين الذين يغادرون عن طريق البحر، بل أنه حتى أنه يمكن أن يوقف الهجرة تمامًا".
وختم: "ولكن إذا كان هناك صراع جديد مثل ما رأيناه في عام 2019 ، فسنرى الشواطئ مليئة بالليبيين الراغبين في الهروب" في إشارة إلى الحرب العنيفة التي اندلعت بين قوات حكومة الوفاق وقوات خليفة حفتر التي كانت تسعى للسيطرة على طرابلس.
وسجلت المنظمة الدولية للهجرة وصول 386 ليبيًا إلى إيطاليا عن طريق البحر في عام 2020، وهو ضعف العدد الذي وصل في عام 2019.
وسجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين زيادة بنسبة 52 بالمئة في عدد الليبيين الذين وصلوا إلى إيطاليا وأوروبا مقارنة بعام 2019.