بغداد اليوم _ بغداد 

مع انتصاف اليوم الجمعة، بدأ محتجون وناشطون في العاصمة بغداد و5 محافظات أخرى بالتوافد على ساحات الاحتجاج للمشاركة بتظاهرة سميت "جمعة الناصرية"، التي دعت لها في وقت سابق مجاميع الناشطين في التظاهرات، للتضامن مع مدينة الناصرية التي شهدت ساحة الاحتجاجات الرئيسية فيها صدامات دامية، الجمعة الماضية.

الناصرية

وقطعت حشود المتظاهرين في محافظة ذي قار، الهدوء الذي خيم على ساحة الحبوبي وسط الناصرية منذ اسبوع بعد الصدامات الاخيرة التي اسفرت عن قتلى وجرى وعمليات ملاحقة امنية لناشطين في الساحة.

وأعاد المحتجون الأجواء السابقة في الساحة قبل أحداث الجمعة الماضية، كما أعادوا نصب شعار الحبوبي الشهير "الخائفون لا يصنعون الحرية"، من خلال لافتة كبيرة وضعت إلى جانبها صور لقتلى التظاهرات في ذي قار.

وأكد المحتجون على حقهم في استخدام جميع مظاهر الحراك الشعبي السلمي للمطالبة بمحاكمة سريعة لقتلة المتظاهرين، والفاسدين، وتحسين واقع ذي قار وبقية محافظات الجنوب.

التحرير

وشهدت ساحة التحرير، مساء اليوم الجمعة، توافد العشرات من المتظاهرين، دعما للتظاهرات المنطلقة في محافظة ذي قار.

وتجمع عشرات المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، تعبيرا عن رفضهم لرفع خيم المحتجين في محافظة ذي قار ودعما للتظاهرات المنطلقة في ساحة الحبوبي وسط الناصرية.

ورفع المتظاهرون شعارات يناصرون فيها موقف المتظاهرين في ذي قار، وسط مطالبات بالكشف عن قتلة المتظاهرين وإيقاف عمليات الملاحقة الأمنية للناشطين، وحمايتهم من عمليات الاغتيال والتهديدات التي تصلهم.

ساحات الاحتجاج

وشهدت محافظة الديوانية تجمعا كبيرا للمتظاهرين الذي خفت فعالياتهم الاحتجاجاية في وقت سابق.

وعبر المحتجون في الديوانية عن تضامنهم مع تظاهرات "جمعة الناصرية" مطالبين بحماية ساحة الحبوبي والناشطين الملاحقين وانصافهم قضائيا.

وفي محافظة البصرة، انطلق المتضامنون مع الناصرية من ساحة أم البروم باتجاه ساحة البحرية، وهي ساحة الاعتصام الرئيسية في البصرة، مستنكرين اعمال العنف الاخيرة ومطالبين بتحقيقات جدية بالاحداث الدامية التي حصلت.

وعبر المتظاهرون في محافظتي واسط وبابل وكربلاء عن تضامنهم مع ساحة الحبوبي، وفيما رفع المحتجون هناك صور القتلى وشعارات التظاهرات المعروفة، طالبوا بحماية المحتجين وحقهم في التظاهر السلمي، فيما شددوا على ضرورة محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المختطفين خلال اشهر الاحتجاجات وبعدها.

وبالعودة لساحة الاحتجاج المركزية في محافظة ذي قار، رفع متظاهرون في ساحة الحبوبي، راية حمراء عقب أداء صلاة الجمعة، وذلك لـ"منع أي تصادم، وقطع الطريق عن الفتن"، بحسب ناشطين في الساحة.

وتحظى راية الإمام العباس برمزية كبيرة، تعبر عن الصلح والسلام وإشارة لحل النزاعات والخصومات العشائرية، حيث يعقد الطرفان المختلفان جزءاً من الراية، في دلالة على الاتفاق، وهو تقليد معروف في محافظات الوسط والجنوب.

وبعد صدامات الأسبوع الماضي فرضت السلطات اجراءات مشددة في محاولة لضبط الأمن، تبعتها إقالة قائد الشرطة المحلية وفتح تحقيق في الأحداث.

وأوفد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وعدداً من كبار المسؤولين إلى الناصرية للتحاور مع المحتجين، لكن حالة الغليان مستمرة في الناصرية.

وتزامنت أعمال العنف التي سجلت الأسبوع الماضي مع الذكرى السنوية الأولى للأحداث الدامية على جسر الزيتون في الناصرية، خلال احتجاجات العام الماضي، والتي قضى فيها العشرات من الضحايا ومئات المصابين.

ومنذ 1 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، لحظة اندلاع الاحتجاجات الأكثر دموية بتاريخ العراق، يمر العراق بأصعب سنوانه اضطرابا، فيما تبلغ الدولة ومن عليها ذروة عالية في دراما الاصلاح السياسي والاقتصادي، الذي مايزال المحتجون يطالبون به.