مقالات الكتاب اليوم, 18:08 | --


الامام علي وكشف الذمة المالية

كتب / د. بلال الخليفة

اني ادعي وقد أكون مخطئ ان اول شخص قام بكشف الذمة المالية له عند استلامة منصب حكومي هو الامام علي عليه السلام عند دخوله الكوفة (أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي هذا، فإن خرجت بغيرهن فأنا خائن) قالها الإمام علي بعد توليه الخلافة، معلنًا عن زهده وورعه في استخدام أموال المسلمين. كان يقصد أن ثيابه التي يرتديها هي كل ما يملكه من متاع الدنيا، وأنه لن يستفيد من بيت مال المسلمين لنفسه بأي شكل من الأشكال.
لقد أراد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قوله هذا أن يرسل رسالة واضحة وقوية حول عدة مبادئ أساسية في حكمه وخلافته، من أبرزها:
1. إعلان الزهد والورع
• التمسك بالبساطة: أكد الإمام أنه سيعيش بالحد الأدنى من المتاع، مثلما كان قبل توليه الخلافة، وأن المنصب لن يغير من زهده أو يدفعه إلى الإسراف. كان ثوبه وجلبابه البسيط هو كل ما يملكه، وهذا ما سيبقى عليه حتى نهاية خلافته.
• الاستقامة على نهج النبي: كان هذا النهج امتدادًا لسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يعيش حياة بسيطة، مما يجعله قدوة للمسلمين في ترك الدنيا والتعلق بالآخرة.
2. إرساء مبدأ الأمانة والمسؤولية
• حماية المال العام: أعطى الإمام علي مثالًا عظيمًا على الأمانة في التعامل مع بيت مال المسلمين، مؤكدًا أنه لن يأخذ منه شيئًا لنفسه. فالزيادة في متاعه الشخصي أثناء ولايته ستُعد خيانة لهذه الأمانة.
• تجنب الإثراء غير المشروع: كان القصد واضحًا في منع تضارب المصالح، وإبعاد أي شبهة عن استغلاله لمنصبه في تحقيق مكاسب شخصية.
3. تعزيز الشفافية والمراقبة الذاتية
• مراقبة نفسه أمام الله: كشف الإمام عن ذمته المالية بطريقة رمزية، موضحًا أنه محاسب أمام الله سبحانه وتعالى على كل ما اؤتمن عليه من أمور المسلمين.
• إعطاء القدوة للولاة: كانت مقولته هذه بمنزلة درس لكل مسؤول يتقلد منصباً، بأن يُحاسب نفسه أولاً قبل أن يحاسبه الناس، وأن تكون ذمته المالية واضحة وشفافة.
4. التكافل الاجتماعي
الشعور بالفقراء: عبّر الإمام علي عن خشيته أن يكون هناك فقير أو جائع في زمن ولايته دون أن يُلبَّى احتياجه. وبإظهاره هذا الزهد، أكد أن أموال المسلمين ستُصرف حيث يجب أن تصرف، لرفع الحرمان عن المحتاجين.
حيث ان كشف الذمة المالية هو إقرار يقدمه المسؤولون الحكوميون أو الموظفون في المناصب الحساسة يكشفون فيه عن جميع ممتلكاتهم وحقوقهم والتزاماتهم المالية، بالإضافة إلى ممتلكات أزواجهم وأولادهم القصر.
الغرض من كشف الذمة المالية
يُعد هذا الإجراء أداة قانونية ورقابية مهمة لمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع، ويهدف إلى:
• منع تضارب المصالح: من خلال تحديد المخاطر المرتبطة بالممتلكات المالية للموظفين.
• مراقبة ثروة المسؤول: ومقارنتها بدخله الرسمي، ما يساعد على كشف أي زيادة غير مبررة في الثروة.
• بناء الثقة العامة: في المؤسسات الحكومية من خلال تعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة.
اما محتويات كشف الذمة المالية
يتضمن بشكل عام العناصر التالية:
• الأموال النقدية: التي يمتلكها الشخص وعائلته، سواء كانت في الحيازة أو في الحسابات البنكية.
• العقارات والأراضي: تفاصيل الأراضي والمنازل والمباني المملوكة.
• الأسهم والسندات: والحصص في الشركات.
• المقتنيات الثمينة والمجوهرات.
• الإيرادات الأخرى: غير الحكومية مثل إيرادات الإيجارات أو المهن الحرة.
• الهدايا والهبات: النقدية أو العينية التي تم استلامها.
• الالتزامات والديون: مثل القروض والرهون.
الخلاصة ان ابرز قدوة تاريخية بعد الحبيب محمد (ص) هو الامام علي خصوصا انه استلم مسؤولية كبيرة وهي إدارة الدولة الإسلامية ولهذا حرص الامام على ان يكون نموذج وايقونة يتم الاقتداء بها والتعلم من مسيرتها لكل مسؤول حكومي كبر منصبة او صغر، بالحقيقة الدروس كثيرة جدا لكن اليوم أحببت ان اسلط الضوء على نقطة مهمه وهي الاثراء غير المشروع وطريقة معالجتها عن طريق الإفصاح المالي للكلف بالخدمة العامة كي يكون سهل جدا على الجهات الرقابية كهيئة النزاهة الاتحادية ومجلس النواب ان يتعرفوا للتضخم المالي ان وجد.
خصوصا الان نمر في فترة انتخابات ومن الضروري جدا ان يكون المواطن على علم ودراية ووعي وثقافة عالية تؤهله ان يختار الشخص الجيد، ومن احد نقاط المعايرة هو وضع المرشح المالي قبل وبعد الانتخابات وحجم التضخم المالي الذي شهده والذي بالضرورة يشير الى حجم فسادة الإداري والمالي والأخلاقي.

أهم الاخبار

الإطار التنسيقي يعترف: الضغوط الخارجية ستكون "حاضرة" في تشكيل الحكومة المقبلة

بغداد اليوم – بغداد منذ عام 2003، لم تكن عملية تشكيل الحكومات في العراق شأنًا داخليًا خالصًا بقدر ما كانت نتاجًا لتقاطع دوائر النفوذ الدولي والإقليمي، حيث تتداخل الحسابات المحلية مع ضغوط الخارج في صناعة القرار التنفيذي. ومع كل دورة انتخابية، تتكرّر ملامح

اليوم, 20:05