آخر الأخبار
السوداني: الحكومة العراقية تعمل على تقييم الأوضاع في سوريا العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025 إيران تنفي استقالة رئيسها مسعود بزشكيان النزاهة: تنفيذ أمر قبض بحق موظفين بمجلس محافظة بغداد وتربية الرصافة الأولى صحيفة: دياز عاد للارتباط بالانتقال الى برشلونة

“فخر وخسارة”.. كيف يستذكر الكرد استفتاء كردستان بذكراه الثالثة؟

ملفات خاصة | 24-09-2020, 14:10 |

+A -A

بغداد اليوم _كردستان

في الذكرى الثالثة له، سيظل حدث استفتاء إقليم كردستان واحداً من أبرز الأحداث التي ستسجل في التاريخ العراقي الحديث، والذي كاد أن يؤدي لانفصال الكرد بشكل نهائي عن البلد.

وما زالت ذكرى الاستفتاء عالقة في نفوس الشعب العراقي والكرد منهم على وجه الخصوص، فبعضهم يعتبره حدثاً عظيماً وفخراً، والخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكردي بإقامة دولتهم التي ينشدون لها.

بينما بعضهم الآخر يعتبره خطوة أعادت الكرد إلى الوراء وأضعفت موقفهم، وأفقدتهم مدنهم التي كانوا يسيطرون على كل مفاصلها، والحديث هنا عن كركوك، نقطة الصراع الكبرى.

"الداعون للاستفتاء يطلبون الرواتب من بغداد"

ويرى عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، هاوكار الجاف، أن من يخطو خطوة ويصر عليها عليه يجب أن يحسب حساباته ويكون جاهزاً لكل الاحتمالات.

الجاف وخلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، قال إنه "بعد انتهاء الاستفتاء بأقل من 24 ساعة، قال رئيس الإقليم آنذاك مسعود بارزاني، إن هذا الاستفتاء ليس إعلاناً للدولة، وانما لاستطلاع رأي المواطنين فقط، وبالتالي هو من قلل من قيمة الاستفتاء".

ويضيف عضو الاتحاد الوطني، أن "الاستفتاء زاد من مشاكل وهموم الكرد، وكان لغايات إعلامية فقط، والحديث عن الخيانة واتهامنا بها، ونؤكد لهم أن الديمقراطي تواجد في بغداد بعد عام من الاستفتاء، وكان يصر ويستقتل للحصول على منصب رئيس جمهورية العراق التي كانوا يريدون الانفصال عنها".

وما زالت حكومة إقليم كردستان، التي يترأسها مسرور بارزاني وقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين طرحوا موضوع الاستفتاء آنذاك، لغرض الانفصال عن الحكومة الاتحادية، يطالبون الأخيرة بتوفير الأموال لإقليم كردستان، الأمر الذي وصفه عضو الاتحاد الوطني، بـ "المنطق الغريب جداً".

وتستمر المفاوضات بين حكومتي كردستان وبغداد حول توفير الأموال لموظفي الإقليم، تزامناً مع الذكرى الثالثة لاستفتاء الانفصال، الذي أحدث انشقاقاً في صفوف الكرد، في فترة تولي حيدر العبادي، رئاسة الحكومة العراقية آنذاك، وتزامناً مع الحرب على داعش.

الجاف أشار بحديثه إلى أن "رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني وقادة الحزب الديمقراطي، الذين طالبوا بالاستفتاء، في الذكرى الثالثة له، ما زالوا يطالبون الحكومة الاتحادية في بغداد التي كانوا يودون الانفصال عنها بإرسال رواتب الموظفين في الإقليم، وهذا منطق غريب جداً".

"الاستفتاء ذكرى عظيمة للكرد"


وفي المقابل، يرى الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتولي رئاسة حكومة الإقليم، والغريم التقليدي للاتحاد الوطني الكردستاني، أن الاستفتاء الكردي سيبقى ذكرى عظيمة بتاريخ الكرد، على حسب وصف عضو الحزب الديمقراطي، سعيد ممو زيني.

ممو زيني وبعد حديث لـ (بغداد اليوم)، أكد أن "الاستفتاء هو من حقوق الشعوب، وما قام به الإقليم كان ممارسة ديمقراطية واستطلاعاً لرأي الشعب الكردي بقضية معينة".

ويقول ممو زيني، إن "بغداد في وقتها تعاملت مع كردستان وكأنه دولة عدوة وأرسلت الجيوش والقوات المسلحة والطائرات، في حين تناست أن الكرد هم مكون من مكونات الشعب، وتناست تضحيات قوات البيشمركة في المحافظة على كركوك والمناطق المتنازع عليها من السقوط بيد تنظيم داعش".

ويشير عضو الديمقراطي الكردستاني إلى أن "كل مواطن كردي سيبقى يفتخر بذكرى الاستفتاء ويعتبره يوماً عظيما، والدليل نتيجة تصويت المواطنين بنسبة 93% التي تعتبر نسبة عالية وكبيرة، ودليل أكيد على فخر الكرد بهذا الحديث".

وعلى الرغم من رفض الاتحاد الوطني الكردستاني للاستفتاء، وتأكيده على عدم أحقية الاستفتاء، بحسب ما أكد أعضاؤه، إلاّ أنه كان مشاركاً بالاستفتاء الذي اجري آنذاك، وفقاً لما قاله ممو زيني.

ممو زيني أوضح قائلاً، إن "كل الأحزاب شاركت بالاستفتاء كيلا تخسر رصيدها الشعبي، ولكنها تحاول الآن التخلي عن هذا الحدث، في حين يعتبره الديمقراطي الكردستاني حدثاً عظيما في تاريخ الشعب الكردي".

ضرورة الاتفاق الدائم

ومع مجيء مختلف رؤساء الوزراء بحكومة بغداد إلى سدة الحكم، إلاّ أن الخلاف بين أربيل وبغداد بقيَ مستمراً إلى حد اللحظة، ولم يكن هناك اتفاق أنهى الخلافات المستمرة بين الحكومتين.

وفي الوقت الذي كان العراق يخوض حرباً مع تنظيم داعش، حاولت السلطات في الإقليم الانفصال عن حكومة بغداد، كردٍ على عدم تعامل الأخيرة مع الإقليم وفقاً للدستور، ومحاولة تهميش دور كردستان، بحسب ما قال السياسي الكردي المخضرم، محمود عثمان.

عثمان رأى، أن "إقليم كردستان لجأ للقيام بخطوة الاستفتاء لآن الحكومات السابقة في بغداد لم تتعامل مع كردستان وفقاً للدستور وحاولت تهميش دوره".

ويشير السياسي المخضرم في حديثه لـ (بغداد اليوم)، إلى أن "بغداد وأربيل، أمامهما خطوة تاريخية لعقد اتفاق شامل ودائمي ينظم بقانون، ولا يتأثر بأي رئيس وزراء يأتي في المرحلة المقبلة".

ويضيف عثمان قائلاً: "فما يلاحظ أنه في الفترة السابقة كانت جميع الاتفاقيات بين الطرفين مؤقتة ومدتها عام واحد، وقضية الخلاف على حصة الإقليم في الموازنة تتكرر سنوياً، وتعتمد على علاقة رئيس الوزراء في بغداد بقادة الإقليم".

ورغم عدم نجاح الإقليم بإجراء الاستفتاء، إلاّ أن استمرار الخلافات بين الحكومتين، سيمهد الطريق لإجراء استفتاء ثانٍ من أجل الانفصال والانعزال عن العراق، خصوصاً بعد استمرار الخلافات حول إيرادات منافذ الإقليم، والنفط الذي يصدره، ودور حكومة بغداد بإرسال الأموال.

ويبين عثمان، أن "توقيع اتفاقية دائمة وشاملة لكل المواضيع السياسية، والاقتصادية، والأمنية من شأنه أن يمنع تفكير الكرد بالعودة للاستفتاء مرة أخرى، لأن قادة الإقليم يعتبرون بغداد عمقهم الاستراتيجي".

"أساس رصين للدولة الكردية بالمستقبل"

أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني ما زالوا يرون الدولة الكردية المستقلة، هدفاً لتحقيقه، ويعتزّون بذكرى الاستفتاء، حتى مع عدم نجاح الاستفتاء الذي أجراه زعيم الحزب مسعود بارزاني.

وفي السياق، رأى الناشط السياسي الكردي عماد باجلان، أن "الاستفتاء كان الخطوة الأولى والأساس الرصين الذي وضعه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، نحو تحقيق الدولة الكردية في المستقبل".

ويضيف باجلان في حديثه لـ (بغداد اليوم)، أن "كل الكرد في العالم يعتزون بهذا اليوم، والشعوب هي من تقرر مصيرها وممارسة الحق الشرعي بالتصويت بنعم للاستقلال لكردستان، كانت ورقة فعالة، حتى لو لم يؤخذ بها".

وتابع قائلاً: "إذا سألنا أي مواطن كردي في العالم، حول عودة الاستفتاء، وهل ستصوت بنعم، فالجواب سيكون أكيد، لأن هذا حقاً وليس حلماً لأرض وشعوب حُرموا من حقهم في تأسيس دولة خاصة بهم".