آخر الأخبار
استعداداً للحرب.. إسرائيل تعلن حالة الطوارئ القصوى وتمنح الجيش صلاحيات لمنع التجمعات كشف أسباب رائحة الكبريت في بغداد وتحذيرات من خطورتها السامرائي يدعو المجتمع الدولي لكف العدوان الصهيوني على لبنان الحكيم يدعو إلى مبادرة عاجلة في تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني تدوير النفايات.. مشاريع عراقية نحو بيئة نظيفة بتجارب 9 دول

بذكراه الثانية.. حزب بارزني مصرٌ على "تحقيق" الاستفتاء للحلم الكردي ورفض السليمانية مستمر

سياسة | 25-09-2019, 06:14 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

تحل اليوم الذكرى الثانية لاستفتاء إقليم كردستان على الانفصال عن العراق، في 25 أيلول 2017، حيث تهيأت حينها الظروف الملائمة بنظر زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني ورئيس الإقليم آنذاك، لتحقيق الحلم التاريخي للكرد بدولة مستقلة، قبل أن يطيش السهم ويتخلى بارزاني عن منصبه "متسبباً" بخسارة الكرد لجميع مكتسباتهم بعد 2003.

الاستفتاء، الذي أجري رغم معارضة بغداد، التي لم تكن قد نفضت تراب حربها مع تنظيم داعش بعد، وأغلب العواصم الإقليمية والدولية، شمِل محافظات إقليم كردستان الأربع، أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة إضافة إلى المناطق المتنازع عليها بين المركز والإقليم، كسهل نينوى وسنجار وكركوك وخانقين في محافظة ديالى.

وبعد يومين على إجرائه، أعلنت مفوضية الانتخابات في الإقليم نجاح الاستفتاء بنسبة موافقة بلغت 92% من أصل 4.5 مليون ناخب من داخل وخارج كردستان، الأمر الذي رفضته بغداد وأمهلت إدارة الإقليم لإعلان الغاء النتائج واعتبار الاستفتاء ملغياً دون أن يستجيب بارزاني لذلك، حتى أعطى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ليلة 16 تشرين الأول 2017، الضوء الأخضر للقوات الاتحادية بطرد القوات الكردية من جميع المناطق المتنازع عليها، وهو ما حصل فعلا بعد ساعات من المعارك الشرسة في بعض المناطق، وانسحاب كردي من أخرى.

في النهاية، عادت قوات الإقليم إلى ما خلف الخط الأزرق، حدود إقليم كردستان قبل 2003، ليعلن مسعود بارزاني استقالته من رئاسة الإقليم ويتوارى مدة ثم يظهر بعدها معلناً أنه غير نادمٍ على ما حصل، متحدثاً هو أو أعضاء حزبه بمرارة عن "خيانة" الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي لم يكن مؤيداً للاستفتاء وقام بسحب قواته من المناطق التي كانت تحت سيطرته خارج كردستان بمجرد وصول القوات الاتحادية إليها، بـ"اتفاق مسبق مع بغداد".

"الاستفتاء حقق غرضه"

اليوم، ورغم الخسائر الاقتصادية والسياسية والجغرافية التي مُني بها الكرد، يرى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني أن استفتاء أيلول 2017 حقق غرضه وأظهر رغبة الكرد بالاستقلال عن العراق، مؤكدا ان الإقليم لن يحتاج، لو أراد الانفصال مستقبلا، سوى البدء بالخطوات المباشرة لذلك دون أي استفتاء جديد.

ويقول ريبين سلام، عضو الحزب الديمقراطي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "إقليم كردستان لجأ إلى استفتاء 25 أيلول 2017 بسبب السياسة التعسفية التي حاولت بغداد فرضها على جميع المكونات، وعدم التزامها ببنود الدستور الذي كُتب على أساس احترام جميع المكونات والقوميات وإعطاءها كامل حقوقها"، مشددا على أن "خطوة الاستفتاء هي حق طبيعي لجميع الشعوب في العالم".

ويضيف سلام، أن "الإقليم سيبقى ضمن العراق الموحد فقط في حال التزمت الأطراف السياسية في بغداد ببنود الدستور، والمبادئ الثلاثة التي نادى بها مسعود بارزاني، وهي الشراكة والتوافق والتوازن، وإلا فأن الاستفتاء سيبقى معلقاً ومن الممكن العودة إليه في أي وقت لنتحول إلى دولة".

ويوضح: "هذه المرة لسنا بحاجة إلى استفتاء آخر بعد أن عرفنا ما الذي يريده شعبنا، وسنمضي بخطوات الاستقلال إذا وجدناه الحل الأخير، ولم نتوصل إلى تفاهمٍ مشترك مع بغداد على طريقة إدارة العراق".

"موافقة مريرة"

من السليمانية، حيث معقل الاتحاد الوطني الكردستاني، الغريم التاريخي لحزب بارزاني، يتحدث غياث سورجي عضو الاتحاد، عن معارضة حزبه للاستفتاء، وكيف أجُبر على الموافقة عليه كي لا يتهم بالوقوف ضد حلم الآباء والأجداد بدولة مستقلة.

ويقول سورجي لـ(بغداد اليوم): "عندما قرر زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني إجراء الاستفتاء، كانت معظم الآراء داخل الاتحاد الوطني رافضة لذلك، وكنا نرى أن مصلحة شعبنا ليست بهذا الجانب بل بالبقاء ضمن العراق الموحد، وفي ظل دولة تُحترم فيها جميع المكونات".

لكن، يضيف عضو حزب طالباني: "اُجبرنا على الموافقة على استفتاء 25 أيلول لخشيتنا من المزايدات السياسية التي قد تحدث، فيقال إننا وقفنا ضد الحلم الكردي بتأسيس دولة وأصبحنا عائقنا أمام الاستقلال، ليتم وصفنا بالخيانة"، مشيرا إلى أن "الجميع شهد كيف أن الاتحاد الوطني لم يقم بأية حملة لدعم الاستفتاء في كافة المناطق التي تقع تحت نفوذه".

ويعلل غياث سورجي موقف حزبه الرافض للاستفتاء قائلا: "جميع الدول الإقليمية المجاورة وقفت ضد الاستفتاء وأغلقت الحدود بوجهنا.. هذا يعني أن من الصعب الاستقلال في ظل هذه الظروف المعقدة".
ويتابع سورجي حديثه معدداً النتائج التي عاد بها الاستفتاء على الكرد: "ذهبت كركوك و16 وحدة إدارية في نينوى، وعدد من الوحدات التابعة لمحافظتي ديالى وصلاح الدين، وجميعها كانت خاضعة لسيطرة الكرد إداريا وعسكريا وسياسيا.. في النهاية عدنا إلى الخط الأزرق الذي رسم في عهد بول بريمر وخسرنا أراضٍ تعادل نصف مساحة إقليم كردستان".

"سنعيده ألفاً""

ولـ"شدة تعلقه بحلم الدولة المستقلة"، يرى الصحفي الكردي محمد الفاتح، أن "الكرد لو سنحت لهم الفرصة، سيتوجهون إلى الاستفتاء ألف مرة للحصول على أبسط حقوقهم المتمثل بالاستقلال"، مشيرا إلى أن "استفتاء أيلول كان عرساً للشعب الكردي وشاركنا فيه بهويتنا الكردية بعيداً عن التحزب والضغوط السياسية، وكان الشعب هو صاحب القرار حينها".

وأضاف الفاتح في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "عملية الاستفتاء عملية شعبية قومية خالصة، وهي حق طبيعي لايمنعه إلا من كان لايؤمن بالحرية والديمقراطية".