روحاني يصف ما يجري في العراق بـ ’’الاضطرابات’’ ويحدد سببين لها
عربي ودولي | 19-12-2019, 01:42 |
بغداد اليوم-متابعة
اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الخميس (19 كانون الأول 2019) الاضطرابات الحاصلة في العراق ولبنان وليبيا وأفغانستان، هي نتيجة لتركيب التطرف الداخلي والتدخل الخارجي.
وقال روحاني في كلمته خلال المراسم الافتتاحية للقمة الاسلامية المصغر "كولالمبور 2019" بحضور رؤساء تركيا وقطر وماليزيا، إن "اهم التحديات الجديدة التي تواجه العالم الاسلامي على المستويات الوطنية والدولية تتمثل بالثقافية والهوية، والأمنية، وعدم التنمية، والاقتصادية".
وأضاف، أن "خطر إضعاف الهوية الوطنية والاسلامية وابتعاد جيل الشباب عن هويته وتغلب الثقافة الاجنبية تعد التهديد الاكثر جدية للعالم الإسلامي"، مشيراً الى أن "تقدم الغرب في تنمية التكنولوجيا الجديدة تحول الى نقطة قوتهم في فرض التيار الخبري والثقافة الاستهلاكية ونمط الحياة الغربية، لذا فان خارطة الطريق لنا لمواجهة هذا التحدي تتمثل ببذل الجهود المشتركة للتعويض عن التخلف في تكنولوجيا المعلومات والتحرك نحو شبكات الاتصال الوطنية والاقليمية وزيادة حصة الدول الاسلامية في الاقتصاد الرقمي".
وأعرب روحاني عن اسفه بشأن التحديات الأمنية، قائلاً، إن "العالم الاسلامي يعاني من معضلات وتهديدات من اقصى نقطة في الغرب بشمال افريقيا الى ابعد نقطة في شرق اسيا"، لافتا الى "التهديدات اليومية المستمرة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والتي تحصد الضحايا يوميا وكذلك التهديدات العسكرية والسياسية والاقتصادية الاميركية ضد مجموعة من الدول الإسلامية".
واشار الى "تهديدات الارهاب والتطرف الفكري في بعض المجتمعات الاسلامية والتي توفر الارضية للتدخلات الاجنبية فيها"، معتبراً "الحرب في سوريا واليمن والاضطرابات في العراق ولبنان وليبيا وافغانستان بانها نتيجة لتركيب التطرف الداخلي والتدخل الخارجي".
ونبه الى أن "ظواهر سلبية كضعف سيادة الدولة والفقر والبطالة والفساد والعنف والتطرف المتزايد والاستنزافي قد زعزعت الاستقرار والسيادة الوطنية في اجزاء من العالم الإسلامي".
وتابع، أن "العالم الإسلامي عليه اتخاذ تدابير للتحرر من هيمنة الدولار والنظام المالي الأميركي"، مضيفاً أن "الحقيقة هي ان الدول الاسلامية مكملة احداها للاخرى من الناحية الاقتصادية وان امورا كايجاد آليات خاصة للتعاون البنكي والمالي بين الدول الاسلامية واستخدام العملة الوطنية في التجارة المتبادلة وعقد اتفاقيات التجارة التفضيلية في العالم الاسلامي والاستثمار في مجالات ذات مزايا نسبية وافكار من هذا القبيل، ينبغي ان تحظى باهتمام خبراء الاقتصاد في العالم الإسلامي".
واكد الرئيس روحاني "في حال الاعتماد على الطاقات والقدرات الذاتية في العالم الاسلامي يمكن التغلب على التحديات آنفة الذكر وتبديلها الى فرص للرقي والتقدم واعتبر الطاقات الرئيسية التي تشكل عناصر للقدرة في العالم الاسلامي بانها تتمثل في دين الاسلام والشعوب، والعلم والتكنولوجيا، والتعاون والتعاطي بين الدول الاسلامية".
ولفت الى الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988، موضحاً، "رغم الاثمان المادية والبشرية الباهظة التي نجمت عن تلك الحرب الا انها جعلت البلاد مكتفية ذاتيا من الناحية الدفاعية وان هذه القدرات الوطنية الدفاعية تعد الضمان للردع".
وأكمل، أنه "وفي الوقت الذي فرضت فيه اميركا منذ 8 ايار 2018 اي بعد خروجها من الاتفاق النووي اكثر من 98 اجراء للحظر ضد ايران الا ان الاقتصاد البلاد اليوم قد عاد الى مرحلة الاستقرار والمؤشرات الاقتصادية ماضية الى التحسن وحتى في هذه الظروف فان الاصلاحات الاقتصادية جارية وان الموازنة العامة للبلاد قد تم اعدادها الان بصورة مستقلة تماما عن النفط وجرى تقديمها للبرلمان".
واعتبر الرئيس الايراني "الازمات المتعددة في منطقة الشرق الاوسط خاصة في اليمن وافغانستان وسوريا وليبيا ولبنان من الامثلة البارزة للسياسات غير المسؤولة والمثيرة للتفرقة".
واضاف، انه "وبغية حل مشاكل العالم الاسلامي نعتقد بانه ينبغي توفير الارضيات اللازمة للحوار والتعاطي عبر احترام مختلف الافكار الاسلامية والسيادات الوطنية".