واشنطن بوست: غرباء يصورون الناشطين في تظاهرات بغداد ويختفون.. رسائل تهديد وصلت عبر الهواتف
سياسة | 13-11-2019, 02:24 |
بغداد اليوم- متابعة
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير نشرته حول التظاهرات في العراق، إن غرباء يقومون بالتقاط الصور للناشطين في التظاهرات ببغداد، ومن ثم يختفون، مؤكدة وجود حالات اختطاف كثيرة في ساحات التظاهر.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أنه "على مدى أكثر من شهر، صمد محتجون عراقيون أمام اطلاقات رصاص حي وقنابل صوتية وقذائف غاز مسيل للدموع وخراطيم مياه، وهم يرددون شعارات ويرقصون ويدعون الى اجتثاث النظام السياسي بأكمله".
وأضافت، أن "الطبقة السياسية تدافعت ثم رصت صفوفها، ومع بدء التحشيدات الان بالانكماش وعدم فتور عنف الدولة، فان شعوراً بالخوف بدأ يزحف عبر حركة الاحتجاج. رجال غرباء يظهرون داخل الخيم، يلتقطون صور ثم يغادرون. ضباط شرطة قالوا لناشطين تمكنوا من القبض عليهم انه من الافضل لهم ان يدلوا بمعلومات عن اصدقاء لهم".
وتابعت الصحيفة، أنه "استنادا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان فانه منذ بدء المظاهرات ضد الحكومة في بغداد والمحافظات الجنوبية في 1 تشرين الاول، فان أكثر من 320 شخصاً قد قتل مع جرح 15 ألف شخص آخر".
وأكملت قائلة: "مع بدء التحشيدات بالتقلص بدأت من جانب آخر اجراءات قمعية اوسع. مئات من المحتجين قد تم القاء القبض عليهم. متطوعين طبيين اختفوا وهم في طريقهم لساحة التحرير وسط بغداد ولم يسمع عنهم شيء منذ ذلك الوقت". وخلال عشرات المقابلات التي اجرتها واشنطن بوست معهم، وصف متظاهرون ومتطوعون طبيون ظهور ضباط مخابرات واشخاص مجهولون في خيم مليئة بالأصدقاء، حيث يقومون بالتقاط صور بهواتفهم النقالة ثم يغادرون.
واظهر نشطاء رسائل نصية على هواتفهم النقالة تنصحهم بالذهاب الى البيت أو تتضمن تهديدات.
غيث محمد 28 عاما، قال وهو يجلس في خيمة مع بقية زملاء من المحتجين، لمراسل الصحيفة: "الكل خائف الآن، ولكن يتوجب علينا البقاء. الذهاب للبيت يعني التنازل وكذلك المخاطرة باحتمالية الخطف من قبل عناصر امنية. لقد قررنا البقاء والموت هنا من اجل حقوقنا".
ولفتت الصحيفة الامريكية إلى أن "الاحتجاجات، التي بدأت أولا مطلع شهر تشرين الاول ثم استؤنفت مرة اخرى بعد اسابيع، قد توسعت لتصبح مصادمة بين جيل شباب نشأوا في خضم الغزو الاميركي للعراق وبين النخب السياسية التي انتفعت من نظام انتخابي ساعدت الولايات المتحدة بصياغته".
وفي خطاب لهم موجه لحشود شبابية تعاني من بطالة في بلد غني بالنفط، تقدم كل من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح بوعود جديدة وتعديلات تشريعية. ولكن على مستوى الشارع جوبهت وعودهم بعدم الوثوق بها.
ونقلت الصحيفة عن علي صالح، وهو طالب متظاهر في ساحة التحرير، قوله: "يقدمون وعودا بالتغيير في كل مرة نتظاهر فيها، ولكن القضية هي ليست قضية قانون جديد أو امتيازات نريدها. انها حقوقنا. نريد تغيير جذري في الطريقة التي نحكم بها".
وأضافت الصحيفة، أنه "استنادا لثلاثة مسؤولين مقربين من عبد المهدي رفضوا الكشف عن اسمائهم ذكروا ان الاضطراب تسبب بإرباك أقطاب السلطة في العراق، في بادئ الامر اقنعوا رئيس الوزراء بالإعداد لخطاب استقالة قبل ان يقنعه مساندون له في بغداد وطهران بالعدول عن ذلك".
وخلال الاسابيع اللاحقة اجتمعت كتل سياسية من مختلف انحاء العراق ورصت صفوفها بموافقتهم على حماية النظام.
ونقلت الصحيفة عن عزت الشابندر، الذي وصفته بأنه "مستشار غير رسمي لعبد المهدي"، قوله إن "الكل يساند رئيس الوزراء. إذا غادر ستكون هناك فوضى، ولا أحد يريد ذلك ان يحصل" حجم اعداد القتلى ما يزال غير واضح.
مسؤولون طبيون ومن مؤسسات حقوق الانسان قالوا ان مكتب رئيس الوزراء منع مستشفيات من مشاركة هيئات رسمية توثق حالات العنف بالأعداد الكلية للخسائر.
وقال موظفون من مراكز طب عدلي محلية انه تم منعهم من إعطاء أي معلومة عن عدد الجثث التي استلموها.
وبينما تبقى الحصيلة الرسمية لعدد القتلى مكبوتة، فان عيادات طبية في مختلف انحاء بغداد واخرى في مدن جنوبي العراق اجريت لقاءات معهم عبر الهواتف.
قالت العيادات ان المحتجين كانوا متخوفين جدا من الذهاب الى المستشفيات، حيث يخشون رصدهم او اعتقالهم.
واختتمت بالقول، إنه في ساحة التحرير كان هناك شاب وهو يتلوى بينما ينزف الدم عبر الضماد الذي لفت به جراحه، قال احد الاطباء "انه بحاجة لعلاج عاجل ولكنه يرتعب من ان يذهب الى مستشفى بسيارة اسعاف. لا احد يشعر بالامان عند مغادرته المكان، لهذا سنبقى".