موقع فرنسي: نتانياهو وترامب ومحمد بن سلمان شكلوا حلفاً ثلاثياً.. هذا ما يتعلق بقصف اسرائيل للعراق
سياسة | 30-08-2019, 10:02 |
بغداد اليوم - متابعة
رأى موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي أن سلسلة الضربات الجوية الإسرائيلية ضد من تصفهم تل ابيب بحلفاء إيران في لبنان والعراق وسوريا، لا تعلن بالضرورة عن صراع جديد، ولكنها تشير إلى الرغبة في دفع طهران إلى الوراء.
وقال الموقع في تحقيق له أنه للمرة الأولى منذ 13 سنة تقصف إسرائيل الداخل اللبناني، وهي المرة الأولى منذ عام 1981 التي تستهدف فيها العراق داخل حدوده.
وتساءل الموقع: هل يجب الخشية من نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط؟ الجواب سلبي سلفاً، وفق الموقع الفرنسي، الذي أوضح أنه بما أن كل شيء يتعلق بهذه المنطقة قابل للاحتراق، فليس هناك ما هو مؤكد بنسبة 100 في المئة والأسوأ قد يحدث دائما ًفجأة.
وأوضح “ميديا-بارت” انه بالنسبة للمتخصصين في المنطقة، فإن هناك تفسيران لهذا الضربات الجوية المتتالية: الأول، هو أن إسرائيلَ تقوم فقط بمواصلة سياستها المتمثلة في “إبعاد” من تعتبرهم “عناصرالتشويش” الإيرانية، وَفقاً لنفس المنطق الذي تم على أساسه القيام بأكثر من 200 طلعة جوية فوق سوريا منذ عام 2017 بهدف تدمير مخابئ الأسلحة أو وحدات إنتاج الأسلحة أو الكوماندوز المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بطهران. الأهداف الثلاث في البلدان الثلاثة تتمشى مع هذا المنطق.
وفي هذه الحالات الثلاث يقول الموقع، يبدو أن الخيط المشترك هو صواريخ جديدة ستزود بها إيران حلفاءها في المنطقة، حزب الله والفصائل السورية والعراقية. هذه الأسلحة الجديدة، وفقًا للإسرائيليين، أكثر دقة من الأسلحة السابقة، وبالتالي فهي أكثر خطورة على إسرائيل.
أما التفسير الثاني، لتجدد النشاط الإسرائيلي هذا، فلا يقصي التفسير الأول، لكنه يوسعه بإضافة بُعد جيوسياسي.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن الباحث هلال خشان من الجامعة الأمريكية في بيروت قوله إن “هذه الهجمات تبشر بعهد جديد: الإسرائيليون ينبهون بقية العالم بأنهم يوسعون نطاق هجماتهم ضد إيران وحلفائها. تظهر إسرائيل أنها مصممة على منع النفوذ الإيراني من الانتشار في الشرق الأوسط”.
ومضى “ميديا-بارت” إلى التوضيح أنه منذ أن خلف دونالد ترامب أوباما في البيت الأبيض وأصبح محمد بن سلمان الرجل القوي في المملكة العربية السعودية، فإنه من الواضح تشكل تحالف ثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، يسعى لمنع طهران من الحصول على موقع قوة في المنطقة. مع العلم أنه تزامناً مع ذلك، أضحت إيران متورطة في النزاع السوري (كثيراً) واليمني (بدرجة أقل نوعًا ما) ضد المصالح السعودية والأمريكية. يضاف إلى ذلك رد فعل طهران على العقوبات الأمريكية: انتشار الحوادث البحرية في الخليج الفارسي والخطاب الحاد والمتقلب للجنرال قاسم سليماني، ضد الكيان الصهيوني.
واعتبر الموقع ان الوضع أكثر تعقيداً تجاه لبنان، حيث أقام حزب الله وحكومة بنيامين نتنياهو ما يشبه طريقة للتعايش أو التسوية المؤقتة منذ الصراع الأخير عام 2006. وهذا “السلام المُسلّح” لا يستبعد المناوشات لكن إسرائيل لم تشعر أبدًا بالحاجة إلى قصف منشأة تابعة لحزب الله بشكل مباشر قبل هذه الأيام الأخيرة. وقد وعد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالرد، ويشك عدد قليل من الإسرائيليين في أن هذا الرد سيأتي في المستقبل القريب.
ونقل الموقع الفرنسي عن جنرالين إسرائيليين سابقيْن، ان الضربات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى “ملة بين نزاعيْن، هدفها تجنب التصعيد السريع من خلال القيام بعمليات تحت عتبة الحرب، ومتباعدة بما فيه الكفاية لمنح الطرف المعتدى عليه فترة من تأمل وتهدئة”. فبدل الاعداد لحرب جديدة، ستحدد إسرائيل لأعدائها حدوداً لا ينبغي تجاوزها.
لكن “ميديا-بارت”، رأى أن المشكلة في التحليل وهذا التصرف او الموقف تكمن في ظرفيتهما، إذ ليس من الضروري التمسك بهما على المدى الطويل. فنتنياهو غارق في حملة صعبة لإعادة انتخابه، وقد يميل إلى التموقع كقائد حرب لخلق الوحدة بين الإسرائيليين من حوله. أما بالنسبة لدونالد ترامب ، فهو قبل كل شيء أناني منشغل بمكانته وليس بحل المشكلات.
وخلص ميديا-بارت إلى القول إن القصف الإسرائيلي، كشف في الغالب عن الحرب غير المعلنة بين تل أبيب وطهران منذ أشهر.