اقتصاد اليوم, 18:06 | --

واقع طريق التنمية


الحلم العراقي: 20% من تجارة آسيا و4 ملايين حاوية و17 مليار دولار و1.5 مليون فرصة عمل

بغداد اليوم – بغداد

طرح مشروع طريق التنمية باعتباره أحد أهم المشاريع الاستراتيجية لربط آسيا بأوروبا عبر الأراضي العراقية، مع وعود بإمكانية أن يسهم في توفير فرص عمل واسعة وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للعراق. غير أن خبراء اقتصاديين يشيرون إلى أن تحقيق أهداف المشروع يواجه مجموعة من التحديات اللوجستية والمالية والجيوسياسية المعقدة.

حجم الحركة التجارية

وفقاً للخبير الاقتصادي زياد الهاشمي بمنصته على موقع "أكس"، تابعتها "بغداد اليوم"، فإن تحويل 20% من حركة التجارة بين آسيا وأوروبا عبر العراق يعني عملياً نقل ما يقارب 4 ملايين حاوية سنوياً، أي ما يعادل 11 ألف حاوية يومياً عبر ميناء الفاو الكبير ومنه براً نحو أوروبا. ويقارن ذلك بالوضع الحالي حيث يتعامل العراق مع نحو 1800 حاوية يومياً فقط، ما يعكس حجم الفجوة بين الواقع والطموح.

التمويل والبنية التحتية

تحقيق هذا الهدف يتطلب تمويلاً يقارب 17 مليار دولار لإنشاء مسارات سككية حديثة وسريعة ترتبط بميناء مجهز بأحدث المعدات وإدارة كفوءة قادرة على التعامل مع كميات ضخمة من الحاويات ومنافسة الموانئ الإقليمية الكبرى. وحتى الآن لم يتم تأمين هذا التمويل بشكل كامل.

التحديات الدولية والإجرائية

كما أن إنجاح المشروع يحتاج إلى اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي لتسهيل دخول البضائع دون توقف عند الحدود، وهو إجراء معقد يتطلب جهوداً دبلوماسية كبيرة. يضاف إلى ذلك العقبات البيروقراطية والجيوسياسية على طول المسارات البرية، فضلاً عن كلفة الحماية الأمنية العالية للمسارات والبضائع والتأمين ضد المخاطر.

المنافسة مع المسار البحري

الجانب الأكثر تعقيداً يتعلق بإقناع المصدرين العالميين بالانتقال من المسار البحري التقليدي، الذي يمتاز برخص الكلفة وموثوقية عالية، إلى مسار بري جديد عبر العراق. كما أن الصين تعتمد حالياً على مسارات سككية بديلة عبر آسيا الوسطى وتركيا ضمن مبادرة الحزام والطريق، وهو ما يحد من فرص جذب جزء من بضائعها لطريق التنمية.

التحديات التشغيلية

توجد أيضاً تحديات مرتبطة بإعادة الحاويات الفارغة من أوروبا إلى ميناء الفاو لإعادة شحنها، وهي عملية ذات كلفة عالية، فضلاً عن ضرورة إقناع شركات الشحن البحري العالمية بتحويل جزء من رحلاتها مباشرة إلى ميناء الفاو، وهو ما يتطلب تغييرات كبيرة في جداول التشغيل وسلاسل الإمداد.

وفي الختام، يؤكد الهاشمي أن "تحقيق أهداف طريق التنمية يحتاج إلى قلب موازين النقل الدولي وابتكار معادلات جديدة، وهو أمر شديد التعقيد، لأن مسارات النقل العالمية تحددها الأسواق ومتطلبات التجارة الدولية أكثر مما تحددها رغبات الحكومات". ويضيف أن "التركيز على إنجاز البنية التحتية وتطوير الموانئ والمسارات السككية وتوفير بيئة استثمارية آمنة وفعّالة سيضمن خلق فرص عمل وتنمية اقتصادية داخل العراق، سواء كان الطريق موجهاً إلى أوروبا أو إلى أسواق الخليج والمنطقة".

المصدر: موقع "أكس"

أهم الاخبار

إيران للأوروبيين: الهجمات على منشآتنا النووية "جريمة"

بغداد اليوم- متابعة وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، (23 أيلول 2025)، الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية في بلاده بأنها "غير قانونية وجريمة خطيرة ضد نظام منع الانتشار النووي". واجتمع عراقجي اليوم في نيويورك مع وزراء

اليوم, 20:16