الخزعلي من بيروت: الانتصار على داعش حقق 3 منجزات بينها خفض النفس الطائفي لأدنى مستوياته
سياسة | 6-07-2019, 16:05 |
بغداد اليوم - بيروت
أكد الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، السبت 6 تموز 2019، ان انتصار العراقيين على تنظيم داعش اسهم بتحقيق 3 منجزات، اهمها خفض النفس الطائفي لأدنى مستوياته.
وقال الخزعلي خلال حضوره ندوة سياسية نظمها "معهد الدراسات الدولية واللقاء الإعلامي المقاوم"، أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت نوقش خلالها الوضعان العربي والإقليمي: "أستطيع أن أقول أن أحد أهم أسباب نجاح تجربة الحشد الشعبي أنه كان منتوجاً وطنيا، فمن ناحية الفتوى كانت صادرة من النجف الأشرف ومن ناحية المقاتلين كانوا من أبناء العراق ومن ناحية التمويل للتسليح فقد كان السلام مُشترى بأموال الدولة العراقية بالإضافة إلى المساعدة المشكورة للجمهورية الإسلامية في إيران وهي نقاط إنجاز تحسب للعراقيين لتحقيق هذا المنجز، لذلك فإن هذا الإنتصار هو إنتصار تأريخي بكل معنى الكلمة وهو أمر يحتاج الكثير من الأبحاث والدراسات للإستفادة من هذه التجربة".
واضاف: "أستطيع أن أقول بأن إنتصار العراقيين على داعش حقق ثلاث منجزات أساسية، المنجز الأول: هو في المجال الإجتماعي، حيث أن العراق ما بعد داعش يختلف عن العراق ما قبل داعش إجتماعياً، وقصدي بالناحية الإجتماعية هو النفس الطائفي حيث كان النفس الطائفي في أوجه، أما بعد الإنتصار على داعش فقد إنخفض بدرجة كبيرة جداً، على المستويات الشعبي وكذلك الرسمي السياسي حيث كان هناك صنف من السياسيين لا يجدون فرصة إلا ويروجون خلالها الخطاب الطائفي أما الآن لم يعودوا يظهروا في الساحة لأنه لم يعد هناك من يستمع لهم وهذا الأمر يعتبر منجز مهم جداً حاول العدو على ترسيخه لأنه هو السبيل الوحيد لدق الإسفين بين أبناء الشعب لتقسيم البلد وجهودهم في هذا المجال كلها ذهبت في أدراج الرياح".
وتابع: اما "المنجز الثاني: هو إستعادة العراق قوته العسكرية، فالمؤسسة العسكرية بعد العام 2003 بنيت على أساس الذائقة الأمريكية كما تعلمون وأريد للعراق بعد أن تم حل جيشه السابق وحل كل أركان الدولة وأريد للعراق من خلال ذلك أن يبقى ضعيفاً ، أما بعد الإنتصار على داعش فقد عادت المعنويات للجيش العراق بحمد الله بل أصبح لديه أجهزة عسكرية إضافية مثل الشرطة الإتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وطيران الجيش المروحي الذي كان له دور مميز جداً والقوة الجوية التي ساهمت أيضاً بالإنتصار".
وبين أن "كل هذه الأجهزة أضيف إليها جهاز الحشد الشعبي الذي له بصمة ومذاق خاص دعم من قوة العراق العسكرية وزادها منعة وبدد كل التهديدات المتوقعة للعراق، بحيث حتى الدول التي كانت بالأمس ترسل آلاف الإنتحاريين وتدعمهم اصبحت الآن تسعى لفتح العلاقات الدبلوماسية وإنشاء الملاعب".
وزاد: "المنجز الثالث: هي قوة العراق السياسية، في الداخل المحلي وقوة العراق السياسية الخارجية، ففي الشأن المحلي فإن المنجز الذي تحقق فيه لم يكتمل بعد ولكن تحقق أكثر من موطيء قدم بأن هناك تغييرات سياسية تحققت حالياً سببها الإنتصار على داعش من أوضحها التغير الذي حصل في البرلمان العراقي حيث أن الكتلتين الأساسيتين الأكبر داخل البرلمان اللتان شكلتا الحكومة وإختارتا رئيس الوزراء كانتا الفتح وسائرون اللذان يشتركان بأن خلفيتهما هي مقاتلة "داعش" بفصائلهم وعناوينهم القتالية التي شاركوا فيها في الحرب، وهو الأمر الذي إنعكس على طبيعة تشكيل الحكومة وطبعاً فإننا جزء من هذا الوضع كعصائب أهل الحق".
وعبر عن اعتقاده بأن "العراق أصبح الآن وبشكل واضح يأخذ دوره الطبيعي في المنطقة، وموقفه الأخير في مؤتمر مكة هو إنعكاس لقوته السياسية التي هي أحد نتائج الإنتصار على داعش، ولم يكن موقف العراق في مؤتمر مكة هو موقف ناتج عن قناعة رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بمفردهما وإنما كان هو ناتج لإجتماع حصل بدعوة من رئيس الجمهورية ورؤساء السلطات الثلاث والقوى السياسية الأساسية وكان هذا هو موقف إجماع لكل القوى السياسية بمختلف إنتماءاتها مضافاً إلى موقف الرئاسات الثلاث، فهو موقف يمثل الدولة العراقية وقد كان هذا الموقف رسالة قوية بأنه لا يمكن أن تنفرد بعض الدول بقناعاتها وقراراتها وبقرارات الجامعة العربية والمنطقة".