صواريخ وهاونات تدق ناقوس الخطر.. تحذيرات من نوايا ’’طرف ثالث’’ لإشعال صراع داخلي في العراق
سياسة | 19-06-2019, 07:32 |
بغداد اليوم- بغداد
دقت صواريخ أطلقت مؤخراً على منشئات ومصالح أمريكية داخل العراق، ناقوس خطر جر العراق إلى صدام داخلي، بالتزامن مع مساعٍ عراقية لتهدئة التصعيد الإيراني- الأمريكي.
عدد من الصواريخ أطلق مؤخراً، استهدف قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، حيث تتواجد قوات أمريكية، ومعسكر التاجي ببغداد، بالإضافة الى محاولة استهداف السفارة الامريكية بأربعة صواريخ، منتصف أيار الماضي.
هل يرتبط الحشد بالعمليات؟
الخبير الامني، أحمد الشريفي، ورداً على اتهام وسائل اعلام عربية للحشد الشعبي بالوقوف وراء هذه العمليات، قال لـ (بغداد اليوم): "استبعد تدخل الفصائل باطلاق الصواريخ على أساس اتفاق تم بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو خلال زيارته الاخيرة لبغداد، تعهدت من خلاله الحكومة بمنع اي جناح من أجنحة الحشد الشعبي بالتعرض للقوات الامريكية في العراق".
وبين الشريفي، أن "هنالك قوة مؤثرة في الميدان تحاول خلق حالة من الاضراب في استهداف الجهات الامريكية"، مطالبا بـ "تحديد هوية المستخدم لهذه الاسلوب في استهداف القوات الامريكية خاصة وان القوات ليس منفردة ومشتركة مع القوات العراقية ومن يستهدف مواقع التواجد الامريكي يستهدف مؤسستين أمنية وعسكرية"
ولم تخلو الاتهامات من احتمالية وجود طرف ثالث يريد جر العراق الى صراع داخلي، وهو الأمر الذي أكده الخبير الشريفي بالقول، إن "التوقعات تشير إلى وجود يد خفية ترغب في خلق صدام اقليمي بين الولايات المتحدة وبين إيران لتخلق توازن لصالحها وبمقدمة هذه الدول إسرائيل".
وأورد الخبير توضيحاً عن مدى علاقة إسرائيل بالحادثة، قال فيه أنها "تشعر بالقلق من التعبئة الإيرانية تجاهها"، متابعاً: "لو قلنا داعش متهم أيضاً فمن الذي يمول ويحرك داعش ويعطيه الفاعلية في الميدان؟ هو أيضا توازنات اقليمية ودولية".
داخليا "هنالك من يرغب بخلق صدام بين الحشد والولايات المتحدة لمحاولة خلق فوضى وصدام داخلي والكثير من القوى تنتفع من الصدام"، بحسب الشريفي، الذي أكد أن هنالك "خللاً أمنياً سببه ليس ضعف في الموارد البشرية في الميدان، ولكن في ادارة الملفين الامني، والعسكري سياسيا".
ومضى بالقول: "لو كانت الادارة موفقة لحسمت قضية الوزارات الامنية وتحسين الاداء في التدريب والتسليح وضبط المؤسسة"، منبهاً إلى أن "بقاء الاسفاف السياسي وعدم الحسم قد يؤدي لحصول انهيار أمني، كما أن عدم الاتفاق على الوزارات الامنية والاصرار على المحاصصة يؤدي الى تهيئة بيئة حاضنة للإرهاب من جديد".
في انتظار التقارير الأمنية
عضو اللجنة الامنية في مجلس النواب، علي الغانمي، قال في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "الجهات الامنية والمؤسسات الاستخباراتية هي المسؤولة عن تقديم تفاصيل الصواريخ التي تطلق، وتقدير المساحة المطلقة"، مؤكداً أن "الجهة المسؤولة عن تحديد هوية مطلقي الصواريخ، هي الجهات الأمنية الرسمية".
ولفت إلى أن "اتهام فصائل الحشد الشعبي من دون التأكد من الجهة ومن المستهدف غير صحيح" مشيراً إلى أنه "أحيانا يكون الاستهداف منطقة ما وتوجه الصواريخ بالخطأ، في كل الاحوال يعتبر الموضوع خرقاً أمنياً".
وأكد أن "عملية إطلاق الصواريخ هي عمليات تخريبية لغرض التشويه على بعض فصائل الحشد، حيث ترافق عملية الاستهداف بأخرى اعلامية تتهم وتوجه الاتهام لجهات معينة، وهذا خطأ".
أما العضو الآخر في اللجنة، عبد الخالق العزاوي، فقد رأى خلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، أن "مسألة الصواريخ واضحة لتخفيف الضغط الامريكي على إيران وفصائل مسلحة موالية لإيران".
وبين العزاوي، أن "لجنة الأمن والدفاع طالبت بعقد اجتماع عاجل غداً أو السبت صباحاً بخصوص التداعيات الاخيرة لقصف أكثر من منطقة ومدينة سواء كاتويشا أو هاونات".
وأضاف النائب: "لدينا مؤشرات ومعلومات استخباراتية تم رفعها للقائد العام للقوات المسلحة"، لكنه لم يكشف عنها، مبيناً أن "الهدف من اطلاقها ايصال رسالة الى المجتمع الدولي بوجود قوة في العراق موالية للجارة إيران وهذه الرسالة واضحة جداً".
ولفت إلى أن "هناك من المسؤولين في الدولة العراقية، وقادة في الحشد الشعبي، ذهبوا في ردهم على سؤال إذا ما حصلت حرب بين العراق وإيران فأين سيذهبون وهم عراقيو النسب؛ فأجابوا بأنهم سيحاربون مع إيران".
صاروخ اكسون موبيل لم يكن موجهاً لها
وصباح اليوم، استيقظ موظفون في مقر شركة اكسون موبيل، بمنطقة البرجسية في البصرة، على دوي انفجار تسبب به سقوط صاروخ كاتيوشا على مقر الشركة، ما ادى لإصابة عاملين اثنين عراقيين.
الخبير النفطي والاقتصادي حمزة الجواهري، قال لـ (بغداد اليوم)، إن "الصاروخ وجه إلى شركة الحفر العراقية الوطنية، ومقرها في البرجسية معروف وليس بقريب جداً منه ويوجد فقط عمال ولا وجود للمسؤولين الكبار فيها، وهذا القصف عبثي، وليس له معنى".
وبين، أن "هنالك نقطة مهمة جداً، اكسون موبيل اخرجت موظفيها إلى دبي، هم بالأساس كانوا في دبي ولكن لتقليل التكاليف على الحكومة العراقية، وزير النفط السابق أعادهم للعمل في العراق، وإذا قللنا التكاليف بنسب عالية لان العراق يدفعها، وماهي مصلحة الجهات التي تضرب الصواريخ برفع التكاليف، ليعودوا الى دبي وتتضاعف تكاليف معيشتهم لأنهم موظفين مكتبيين ولا تأثير لذهابهم إلى دبي أو هنا والفرق فقط في الكلفة".
وأكد الجواهري، أن "الاستهداف لم يكن عليهم وانما شركة الحفر العراقية الوطنية"، مبيناً أن "الهدف يبدو هو التأثير على الصناعة النفطية العراقية"، فيما وصف من يقفون خلف العملية بأنهم "عبثيون لديهم مصلحة بالإساءة للعراق والصناعة النفطية".
مخطط أمريكي اسرائيلي
ومن جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم عليوي، لـ (بغداد اليوم)، ان "هذا الاستهداف هو من جهات تريد ان لا يكون هناك استقرار في العراق، وتؤجج الوضع في المنطقة".
وبين، أن "من يقف وراء عملية القصف الصاروخي هي اسرائيل، حتى تتحجج أمريكا بان قواتها تم استهدافها في العراق، ليكون لها حجة في شن حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية".
وأكد عليوي أنه "ليس للفصائل المقاومة العراقية او فصائل الحشد الشعبي علاقة بعمليات القصف الصاروخي ضد المصالح الأمريكية، فهذا القصف ضمن مخطط أمريكي – اسرائيلي".
وكان رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي قال، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده يوم الثلاثاء: "حصلت تجاوزات خلال الفترة الحالية تربك الوضع الامني، ونحن لا نسمح باستمرار هذا، ووجهنا بملاحقة من يقوم بهذه الاعمال لإيقافها وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة".
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت، الاربعاء (19 حزيران 2019)، اتخاذ اجراءات رادعة ضد مطلقي الصواريخ والقذائف.
وذكرت خلية الإعلام الامني، في بيان تلقته (بغداد اليوم)، أنه "تنفيذا لما جاء في بيان القائد العام للقوات المسلحة الصادر يوم 18 حزيران 2019، كلفت قيادة العمليات المشتركة، جميع الاجهزة الاستخبارية، بجمع المعلومات وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ والقذائف على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات".
واضاف البيان، أن "القوات الامنية ستتخذ الاجراءات الرادعة ضدها امنيا وقانونيا"، لافتاً إلى أن "القوات الامنية تؤكد بكل تشكيلاتها انها لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته".
وهددت بأنها "ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ارباك الأمن واشاعة الخوف والقلق وتنفيذ اجندة تتعارض مع مصالح العراق الوطنية".