صحيفة بريطانية: الفلوجة أصبحت أكثر تحررًا وأغلب “المنقبات“ من عائلات داعش
سياسة | 22-05-2019, 12:48 |
بغداد اليوم - متابعة
قالت صحيفة بريطانية في تقرير لها نشرته، الأربعاء، 22 أيار، 2019، إن الفلوجة اصبحت اكثر تحررا منذ تحريرها من سيطرة داعش، فيما بينت أن أغلب النساء المرتديات للنقاب هن من عائلات التنظيم المسموح لهن بالعودة الى القضاء.
وذكرت صحيفة الاندبيندنت البريطانية بنسختها العربية أن، "مدينة الفلوجة تحررت بشكل كامل من تنظيم "داعش"، وعلى الرغم من تأخر عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة بسبب تضرّر الأحياء السكنية والأماكن العامة جراء الحرب، لكن النقاب الذي فرضه التنظيم المتشدّد على النساء بدأ يغادر وجوههنّ تدريجياً حتى خلعت جميع النساء النقاب وعدنَ إلى حياتهنّ الطبيعية".
وتابعت أنه، "منذ ذلك الحين بدأت النساء تظهر بوجه مكشوف من دون خوف، واحتفظن بغطاء الرأس التقليديّ الذي كان دارجاً قبل مرحلة داعش لكن المدينة اليوم بدأت تتغير، إذ ظهرت النساء المنقبات في أسواقها بشكل ملحوظ إثر عودة بعض عائلات التنظيم للعيش فيها مجدداً، بعدما غادرن المخيمات عقب تسويات جرت بين العشائر والحكومة المحلية".
ونقلت الصحيفة عن كمال حسن نعمة، وهو من سكان مدينة الفلوجة قوله إن، "ظهور النساء المرتديات النقاب هو تغيير جديدٌ منذ مغادرة تنظيم داعش، وبات اليوم يميّز عائلات المتشدّدين. فالنساء المنقبات هنّ من عائلات التنظيم التي سُمح لها بالعودة بعدما أعلنت البراءة من ابنها او زوجها وأفعاله ووقّعت على وثيقة بهذا الخصوص".
وأضاف: "عائلتان من جيراني عادتا بالطريقة ذاتها، لكن لا أحد يتواصل معهما. إذ تعاملان من قبل سكان الحيّ كأنهما من الغرباء".
وتابعت أن، "الأوضاع في الفلوجة تغيرت كثيراً منذ عامين، وباتت المدينة أكثر تحرّراً في مجالات عدة على الرغم من احتفاظها بالطابع العشائري، الذي يميزها. لكن النقاب اختفى نهائياً بعد مغادرة التنظيم ولم يشاهد السكان أو زوار المدينة الغرباء نساءً منقباتٍ إلا في الشهرين الماضيين".
وقالت الصحيفة أن، "معظم المخيمات التي تقطنها عائلات "داعش" في الفلوجة تتركز في منطقة عامرية الفلوجة (40 كلم غرب بغداد)، وهي تُمنع من مغادرة مخيماتها، فيما ترتدي معظم النساء النقاب الذي يغطي كامل ملامح وجوههنّ ولا يظهر سوى العينين".
وبينت أن، "الحكومة العراقية تبرر عدم السماح لهذه العائلات بالخروج من المخيمات بما قد تتعرّض له من عمليات انتقام، مثلما حدث في مدن عراقية أخرى. إذ استهدفها بعض أهالي ضحايا "داعش" بعمليات هجوم سريع أو استهدفوا عائلات عمل أفرادها مع "داعش" وتقطن خارج المخيمات، فضلاً عن أهمية عزل العائلات عن التواصل مع أبنائها من عناصر "داعش"، الذين فروا خارج البلاد عقب تحرير المدن التي كان يسيطر عليها التنظيم قبل طرده منها".
وذكرت أن، "العشائر العراقية والحكومة المحلية تخشيان من فوضى القتال بين العشائر التي ينتمي أبناؤها إلى داعش وعشائر أهالي ضحايا التنظيم. لذا، فضّلتا بقاء تلك العائلات في المخيمات إلى حين التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة، وتقديم أهالي عناصر داعش أدلة حول عدم اقتناعهم بانتماء أبنائهم إلى التنظيم. لكن المشكلة الأكبر هي أن معظم العائلات تتبنى أفكار أبنائها، وعدداً محدوداً منها فقط يتبرأ من أفعال ذويه ويصفهم بالمتمردين على المجتمع والأسرة".
وأردفت الصحيفة أن، "بعض عائلات داعش التي نزحت حديثاً تقطن في ناحية البغدادي خوفاً من الانتقام لكنها تعيش بين العشائر ولم تُعزل في المخيمات مثلما حدث مع عائلات داعش في الفلوجة، ولأن سلطة العشائر هناك هي الأقوى بين السلطات الأخرى، لا تستطيع الحكومة المركزية محاكمة تلك العشائر أو وضعها في المحتجزات".