اقتصادي: هكذا ستجني تركيا ارباحاً ضخمة من المليارات التي خصصتها للعراق
سياسة | 8-05-2019, 12:46 |
بغداد اليوم- متابعة
قال نزار المطلبي، الباحث الاقتصادي في مركز بغداد للدراسات، الأربعاء (8 أيار 2019) إن تركيا ترى في العراق خياراً استراتيجياً لمواجهة المتغيرات الطارئة على المنطقة، فيما أشار الى أنها ستجني أرباحاً ضخمة من الأموال التي خصصتها للعراق، في مؤتمر الكويت للدول المانحة، الذي عقد في شباط 2018.
وأضاف المطلبي في تصريح صحفي، أن "تركيا تولي أهمية كبيرة لملف التبادل التجاري وتصدير المواد المصنعة للعراق، وجعله بوابةً لتصدير بضائعها إلى الخليج العربي، لذلك أعلن وزير الخارجية التركي عن رغبة بلاده بإنشاء شبكة نقل آمنة عبر البلدين".
وأضاف، أن "توظيف المليارات الخمسة التي قدمتها تركيا للعراق في إنشاء شبكات نقل آمنة تشمل طرقاً سريعة وسككاً للحديد ينم عن دهاء سياسي لدى أنقرة، فهذه الطرق ستستخدم لاستيراد وتصدير البضائع إلى منطقة الخليج ودول الاتحاد الأوروبي، وفي الحالتين تركيا ستجني عائدات ضخمة".
وتابع المطلبي: "ملف النفط والطاقة لا يقل أهمية من الناحية الاستراتيجية عن ملف التبادل التجاري وتصدير المواد المصنعة للعراق، فتركيا تعتمد في 75٪ من حاجاتها للطاقة على إيران، ومن المتوقع أن ترتفع تلك الحاجة إلى أكثر من 80٪ خلال عامين، وفي ظل العقوبات الأمريكية على طهران سيكون العراق بديلاً استراتيجياً أمثل لطهران، بغرض توفير حاجاتها من الطاقة، فهي وإن كانت تقاوم العقوبات الأمريكية على إيران لكنها في النهاية ستخضع للأمر الواقع، ولن تدخل في مواجهة مع أمريكا".
واستدرك المطلبي بالقول، إن "أنقرة قادرة على أن تقنع العراق بزيادة صادراته عبر خطوط نفط جيهان التي تمر عبر أراضيها، وتؤمن عائدات مالية من خلال أرباح الترانزيت".
وأشار إلى أن "العراق هو الآخر سيكون في موقف محرج في تعامله مع ملف العقوبات الأمريكية تجاه طهران، لأنه يعتمد بنسبة 70٪ على الغاز الإيراني في تأمين احتياجاته خصوصاً في توليد الكهرباء، وهنا تدخل تركيا لتكون المنقذ حيث ستعوض النقص عبر خط الغاز الروسي الذي يمر عبر أراضيها، لتأخذ عمولة ترانزيت وتربط مصير هذا الملف بإرادتها السياسية".
وكانت تركيا قد في مؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي عُقد في الكويت بشهر شباط 2018، مساهمة بـ 5 مليارات دولار، وأصبحت المساهم الأكبر بين أكثر من 70 دولة ومؤسسة دولية شاركت في المؤتمر.