آخر الأخبار
انتهاء الشوط الأول من مباراة العراق واليمن تربية كربلاء لـ "بغداد اليوم": المحافظة بحاجة إلى 300 مدرسة لإنهاء الدوام الثلاثي والثنائي السامرائي والسفير التركي يبحثان العلاقات الاقتصادية والتحولات في سوريا وزير الداخلية يوجه بإيقاف التنقلات في تشكيلات الوزارة التربية تعلن عن 75 منحة دراسية الى الصين

الكشف عن رسالة نقلها الفياض إلى السعودية.. وأخرى تلقاها عبد المهدي ضد إيران

سياسة | 25-03-2019, 10:23 |

+A -A

بغداد اليوم _ متابعة

كشف تقريرلـ "فرانس برس"، الاثنين، عن عزم الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، زيارة العاصمة بغداد قريبًا، فيما أشار الى أن حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ستتعرض لضغوطات كثيرة.

وذكرت فرانس برس، في تقريرها، أنه في العام 2014، كان العالم يتوقع "قرب نهاية دولة العراق" على وقع الهجوم الكاسح لتنظيم داعش، لكن بعد خمس سنوات، يسعى بلد الحروب لاستعادة دوره السياسي الذي قد يكون سيفاً ذا حدين، في ظل الولاءات الداخلية المختلفة، من إيران إلى الولايات المتحدة، ومن السعودية إلى تركيا، ومن سوريا إلى قطر، حيث بات العراق اليوم صندوق بريد لدول المنطقة أو اللاعب فيها، خصوصاً في ظل علاقات دبلوماسية مقطوعة بين البعض، وتصدعات ستراتيجية في أخرى".

وأضافت أنه بعد حصار دولي خانق استمر عشرة أعوام في عهد الرئيس السابق صدام حسين، وما يزيد على 15 عاما من حروب دامية، عاد العراق خلال الأشهر الماضية، ليمسي محط طائرات قادة ومسؤولين غربيين وإقليميين، فمن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وصولاً إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بدا النشاط الدبلوماسي كثيفا.

وتابعت: وفي الإطار نفسه، تستقبل بغداد قريبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، وفق ما أفادت به مصادر حكومية عراقية.

ونقل الموقع عن مصدر حكومي، قوله، إنه "بعدما قام العراق مؤخراً بدور الوسيط بين قطر وسوريا ضمن مساعي دمشق للعودة إلى الحضن العربي، فأن زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض الأخيرة إلى الرياض كانت لنقل رسالة إيرانية تركية سورية، حيال ترتيبات جديدة في المنطقة".

ويؤكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد العلاقات الدولية والستراتيجية في باريس كريم بيطار، إن العراق لاعب رئيس على الساحة الإقليمية اليوم، لكن ذلك التودد إليه هو "لأسباب خاطئة"، بحسب الوكالة.

وأوضح بيطار أن "بلاد الرافدين محل صراع تاريخي على النفوذ بين واشنطن التي يتواجد جنودها على الأراضي العراقية في إطار تحالف دولي لمكافحة تنظيم داعش، وطهران التي تواليها فصائل مسلحة أسهمت بشكل كبير في دحر المسلحين نهاية العام 2017. والدليل على ذلك، أنه لولا تلك التجاذبات لكانت اليوم عمليات إعادة الإعمار وتوحيد السلطات المركزية أبسط وأسرع، إذ أن العراق أصبح ساحة معركة سياسية واقتصادية ودبلوماسية، بعدما كان ساحة عسكرية".

وفي هذا السياق، يؤكد إحسان الشمري أن "أزمات المنطقة أعمق بكثير من أن يتمكن العراق من أن يكون في موقع المبادر".

واكملت الوكالة: "لكنّ رياح البرلمان الذي تهيمن عليه كتل مناهضة للولايات المتحدة لا تجري بما تشتهي سفينة الحكومة، إذ يسعى لرسم سياسات داخلية للدولة تتعارض مصالحها مع السياسة الخارجية للحكومة".

وبينت أنه "قد تتعرض حكومة عادل عبد المهدي لضغوط كبيرة، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، التي جاءت تزامناً مع تقديم نواب مشروع قانون يدعو إلى انسحاب القوات الأميركية بشكل نهائي من البلاد".

ولفت المصدر الحكومي نفسه إلى أن "شاناهان طلب من عبد المهدي تحديد موقف العراق، حيال إمكانية قيام تحالف ضد إيران".

ولذلك، فإن "سياسة تصفير المشاكل" التي تتمناها الحكومة مع اللاعبين على الساحة الإقليمية، تعرقلها مساعي "وكلاء وحلفاء دول إقليمية في العراق نفسه"، على وفق ما يشير إليه الخبير في الشأن العراقي الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة فنر حداد، خلال حديثه مع فرانس برس.

فبحسب بيطار، "سيثير ذلك استياء إيران أو الولايات المتحدة، في حين أنه مجبر على الحفاظ على علاقات ودية مع الاثنين".

بالتالي فإن أي "خطوة عكس ذلك قد تطيح بالمكاسب الدبلوماسية الأخيرة للعراق، وتزعزع استقراره الداخلي"، على وفق حداد.

فبعد إعلانه "النصر المؤزر" على داعش، انفتح العراق مجددا على دول الجوار من أبواب الحدود البرية، أولاً مع الأردن غرباً عبر منفذ طريبيل التجاري، وقريبا في الجنوب عبر المنافذ السعودية المغلقة منذ غزو الكويت قبل ثلاثين عاما. أما على طول الحدود الغربية الصحراوية المتاخمة لسوريا، فكان للعراق دور آخر، بتنسيق عسكري متعدد الأطراف، بحسب فرانس برس.

وأكدت أن بغداد اليوم هي العاصمة العربية الوحيدة التي تتواصل علناً مع جميع الأطراف في الداخل السوري، من روسيا مروراً بالتحالف الدولي والكرد، وصولا إلى المعارضة ودمشق التي طلبت رسميا من العراق شن ضربات جوية على أراضيها ضد تنظيم داعش، وهذا يتماهى تماما كذلك مع إشارات غربية تؤكد أهمية الشراكة مع العراق، ودعمه في مرحلة ما بعد الحرب.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري غربي، قوله إن "التحالف الدولي استثمر مليارين ونصف مليار دولار لتدريب مئتي ألف عنصر من قوات الأمن العراقية".

ويؤكد في هذا السياق أن "دول التحالف، استشرفت ما يمكن للعراق أن يكون عليه مستقبلا، وعلى يقين بأنه سيصبح ذا تأثير كبير في المنطقة".