آخر الأخبار
محال ومطاعم تشكو دوريات مرور تمنع اصطفاف السيارات للتسوق والسماح لآخرين في العامرية جرس إنذار مبكر.. ديالى تتحرك لمعالجة ظاهرة تمس حياة نحو 50 ألف طالب القوة الجويَّة يتغلب على التين أسير التركمانستاني هل يستعين خصوم البارتي بلاعب خارجي لتقويض المنافس "الشرس"؟ بعد تفجيرات لبنان.. نائب يدعو الداخلية للتريث بتوقيع عقد شركة "تاليس" لمساهمتها بالعمل مع إسرائيل

المنطقة الصناعية في ديالى.. مصدر رزق لآلاف العوائل يتحول إلى مدينة مهجورة

محليات | 15-02-2019, 04:36 |

+A -A

بغداد اليوم- ديالى

في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، تلوح من بعيد المئات من محال ’’السمكرة’’ وتصليح السيارات، التي تمتد الى ثلاث قطاعات، تسمى بالصناعة 1-2-3 والتي تمثل قطاعاً اقتصادياً كان بمثابة مصدر رزق بنظر الكثيرين لأكثر من 4 الاف عائلة قبل ان يتحول الى مدينة اشباح بعد اجتياح الجماعات المسلحة بعقوبة بعد 2006.

وقال قائمقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "الصناعة بأجزائها الثلاث تشكل قطاعاً اقتصادياً مهماً ليس لأهالي بعقوبة فقط، بل لديالى بشكل عام، كونها مركز اساسي لتجارة وتصليح السيارات، إضافة الى وجود الكراجات"، مبيناً أنها "عبارة عن مدينة كل شيء فيها يعنى بالسيارات بأدق التفاصيل".

واضاف الحيالي، أن "الصناعة تحولت بعد 2006 الى مدينة اشباح بعد بروز خطر الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة آنذاك، وقيامها بأعمال عنف فيها، حيث قتل وأصيب العديد من الأبرياء ما أدى الى هجرة جماعية كاملة"، لافتاً إلى أن "الصناعة تضم نحو ألفي محلٍ إضافة الى كراجات ومعارض لبيع السيارات، ما يظهر حجمها واهميتها الحقيقية بكونها مصدر رزق آلاف العوائل في بعقوبة وبقية المدن".

واشار قائمقام قضاء بعقوبة الى انه "رغم الاستقرار الأمني، لكن لم يعد من الصناعة سوى 20% فقط من المحال والمتبقي مغلق"، موضحاً أن "أغلب المحال انتشرت في أزقة وأحياء بعقوبة، ورغم الكتب الرسمية بضرورة عودتهم لكن الامر يحتاج الى قوة تنفيذ صارمة".

وبدوره، بين غالب شاهين، وهو صاحب محل للسمكرة في الصناعة 1 ببعقوبة، أن "الصناعة كانت مصدر رزق من 3-4 الاف عائلة وربما أكثر وهي عبارة عن مدينة كبيرة مختصة بكل شيء يتعلق بالسيارات بمختلف انواعها وحتى الدراجات والجرارات الزراعية".

واضاف شاهين، أن "الصناعة بأجزائها الثلاثة سقطت بقبضة داعش بعد شباط 2016 واصبحت نقطة لانطلاقها صوب بعقوبة وبعد تحريرها لم يعد اليها سوى عدد قليل بسبب الهواجس الامنية رغم أن الوضع امن ومستقر والقوات وفرت كل شيء لكن الكثير لم يعودوا بعدما قاموا ببناء ورش ومحال في المناطق السكنية".

واقر شاهين بأن "الصناعة عبارة عن مدينة اشباح"، لافتاً إلى أن "عودة اصحاب المحال والمعارض ستؤدي الى انعاشها واعادتها الى وضعها الطبيعي".

اما ابو سجاد الشمري، وهو صاحب معرض لبيع السيارات في الصناعة فقد قال: إن "معرضه مهجور منذ 12 سنة لان العودة تتطلب الكثير من الأمور، منها توفر الخدمات الاساسية".

واضاف الشمري، أن "جميع اصحاب المعارض نقلوا نشاطهم بعد اعمال العنف في الصناعة الى قلب بعقوبة وانشئت معارض جديدة وعودتهم باتت صعبة بالوقت الراهن"، مبينا ان "الصناعة عاشت عصرها الذهبي في الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي قبل ان تسجل وفاتها بعد 2006".

فيما اشار منذر حسن وهو مراقب محلي الى ان "انتشار الورش والمحال الخاصة بتصليح السيارات في الازقة والاحياء السكنية ببعقوبة أضر كثيرا بالبيئة نظرا لما ترميه من مخلفات في المجاري او الانهر ناهيك عن الضوضاء".

واضاف حسن، أن "نقل الورش والمحال في بعقوبة الى الصناعة تحتاج الى قرار حاسم من قبل السلطات الحكومية مدعومة بقرار أمني حاسم لافتا الى ان الامر سيكون تبعات ايجابية كثيرة لاسيما بما يتعلق بالبيئة".

وكان تنظيم القاعدة سيطر على مناطق واسعة من بعقوبة بداية 2006 ومنها الصناعة بأجزائها الثلاثة وتحولت الى اهم معاقله قبل تحريرها من قبل القوات الامنية والتحالف آنذاك.