وفيق السامرائي: ’’عين الاسد’’ قاعدة تجسس اميركية على 3 دول وهذا سبب اقامتها في الانبار
سياسة | 4-02-2019, 06:12 |
بغداد اليوم - متابعة
قال الخبير العسكري وفيق السامرائي، الاثنين، 4/ 2/ 2019، إن الحديث عن حرب اميركية – ايرانية، مجرد وهم، فيما اشار الى ان "عين الاسد" قاعدة للتجسس الاميركي على 3 دول.
وذكر السامرائي في تدوينة على موقعه بالفيس بوك تابعتها (بغداد اليوم)، أنه "في آخر وأوضح ما نسب الى الرئيس الأميركي ترامب عن وجودهم العسكري في العراق بدا متفاخرا بصرف أموال طائلة على قاعدة عين الأسد غرب العراق لتوفير امكانية مراقبة منطقة الشرق الأوسط عموما وإيران تحديدا وكشف التوجهات النووية في مراحلها الأولى"، متسائلاً: "هل كان طرحه واقعيا أم تبريرا لفشل استراتيجي شامل وتضخيما لأهداف أخرى؟".
وبين أنه "ابتداءً لا دليل على شرعية القاعدة المعنية حيث لم ينشر ما يدل على وجود اتفاقات رسمية مع العراق، وهي بذلك تختلف كليا عن قاعدة إنجيرلك في تركيا وقاعدتهم في قطر، ومثل هذا الوجود يبقى مؤقتا ومرتبطا بالمتغيرات".
واردف أنه "من الناحية الاستخباراتية وتأمين المراقبة من الممكن تحويلها إلى محطة مراقبة وتجسس أرضية لتغطية دائرة تمتد من شرق البحر المتوسط الى إيران وتركيا والخليج لرصد الاتصالات والنشاطات الالكترونية، وهذا يمكن تأمينه من أي قاعدة أخرى، أو من القطع البحرية في الخليج والمتوسط، ولا تقدم القاعدة إضافة (حاسمة)".
وأشار إلى أنه "يمكن أن تقدم القاعدة تسهيلات لعمليات الاستطلاع الجوي بما في ذلك الطائرات المسيرة أو لتمركز طائرات مراكز قيادة وسيطرة جوية مماثلة نسبيا للطائرة الروسية التي اسقطتها إسرائيل العام الماضي غرب البحر الأبيض المتوسط".
وأوضح السامرائي أن "موقع القاعدة يدل على رغبة أميركية للتأثير على التحركات بين سوريا والعراق، وهي مهمة شاقة لطول الحدود ورغبة البلدين في التواصل وعدم قدرة الأميركيين على فرض غايتهم".
وبين أنه "كان ممكنا أن تكون القاعدة أكثر شمولية ومركزية لو كان موقعها في قاعدة (يثرب) جنوب بلد/ قاعدة البكر سابقا، لقربها إلى إيران وحافات بغداد، إلا أن وجودها هناك يشكل احتكاكا مع الانتشار العراقي عموما ومناطق اهتمام الحشد ويثير حساسية إقليمية وإيرانية ويرفع درجة رفض وحساسية العراقيين فيكون بقاؤها حرجا ومؤقتا".
وقال إن "اختيار غرب العراق يدل على الفشل الأميركي في تأسيس قاعدة شمال أربيل والتحسس من شمال بغداد والفشل الشنيع جنوبا وعدم اعتبار جنوب الموصل منطقة آمنة".
وأكمل أنه "يدل على الرغبة في وجود أطول مدى على حافات سوريا، وهو وضع مرتبط بتنسيق مع إسرائيل، لكن الإسرائيلين لديهم قدرات فنية لمراقبة غرب العراق".
وأشار إلى أن "أحد الاسباب هو الاهتمام بغرب العراق لأمور تتعلق بالطاقة، وهو توجه قصير النظر في ضوء حرص بغداد على غرب البلاد والتلاحم الوطني وتشخيص الأهداف".
ورأى أن "ما قاله ترامب جاء مغلفا بدعاية مبالغ فيها للتغطية على تخبط استراتيجي وفشل في اقرار اتفاقات طويلة الأمد وواضحة مع بغداد، لذلك، لن نفاجأ من قرار الانسحاب في مدى ليس ابديا ولا لعقود زمنية، وتغطيتها المعلوماتية والاستخباراتية ليست بعيدة عن المبالغة والتضخيم فلها بدائل كثيرة".
وختم الخبير العسكري بأنها "قصة من قصص عدم الاستقرار الاستراتيجي ووجود الأميركيين في الخليج أبعد مدى من (تركيا وشرق الفرات وغربه والعراق)، والحديث عن حرب وهم".