آخر الأخبار
بعد تهديدات إسرائيلية.. رسالة برلمانية عاجلة للحكومة بشأن تأمين الأجواء - عاجل كندا تسجل أول إصابة بجدري القردة يجلب الاستقرار والبناء والإعمار.. الحكيم: الوسطية والاعتدال واستيعاب البعض هو المنهج الصعب لكنه الأفضل مشاريع الماء مهددة بالتوقف في ذي قار وبرلماني يناشد السوداني وذياب: واسط تجاوزت علينا الإطاحة بثلاثة من اهم رؤوس تهريب " المشتقات النفطية" في العراق

السيول "بُعبع الحدود" في ديالى.. وقرى تعيش حالة استنفار بانتظار سد جديد

محليات | 30-01-2019, 09:41 |

+A -A

بغداد اليوم- ديالى

تعيش قرى المعلا وترلساق ومناطق الحزام القريبة من الحدود العراقية- الإيرانية، ضمن ناحية قزانية في محافظة ديالى، حالة استنفار دائمة مع حلول موسم الشتاء كونها اولى المناطق التي تضربها السيول الجارفة بقوة.

وتتسبب السيول بأضرار مادية لأهالي المناطق الواقعة على طريقها، بعضها يكون قاسياً جداً من ناحية تدمير المحاصيل او انهيار المنازل، ما يدفع اهاليها للنزوح القسري لبعض الوقت.

وقال كريم حاتم، من أهالي قرى المعلا، في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "قرانا تعيش هاجساً مرعباً مع حلول موسم الشتاء بسبب السيول التي تباغتنا في بعض الاحيان ولا نشعر بها إلّا وقد حاصرت القرى والمناطق الزراعية خلال دقائق".

وأضاف حاتم: "نغرق سنوياً بالسيول خلال الشتاء ونعيش حالة جفاف حادة في الصيف، انها المفارقة التي لا تحصل الا في مناطقنا للأسف"، مبينا أن "سيول اليومين الماضيين تسببت ببعض الاضرار في الاراضي الزراعية لكنها كانت اهون من موجات السيول الثلاث الماضية".

وتعرضت القرى الحدودية في قزانية الى أربع موجات سيول خلال الموسم الشتوي كان اقوها الموجة الاولى والتي تسببت بأضرار مادية بالأراضي والبيوت، بداية فصل الشتاء الحالي.

زوجة كريم "أم سجاد"، تستغل السيل لإخافة أطفالها الاربعة من قدومه لمنعهم من الابتعاد عن المنزل واللعب في محيطه وعدم الذهاب الى عمق الاراضي الزراعية، وتقول بـ (بغداد اليوم)، إن "السيل أصبح بمثابة وحش نخيف به أطفالنا".

واضافت ام سجاد، أن "وضع القرى الحدودية صعب في ظل محدودية فرص العمل وتنامي الفقر".

اما ابو كامل، من سكنة منطقة ترلساق الحدودية، فيقول: "أصبحنا نمتلك خبرة واسعة بالتعامل مع السيول لكن تبقى مخيفة ومرعبة في اغلب الاحيان".

واضاف ابو كامل، أن "قطع الطرق عنا ومحاصرة بيوتنا من قبل السيول امر طبيعي اعتدنا عليه لذا نأخذ اجراءات وقائية مبكرة مع هطول اي امطار لأننا ندرك بان السيول ستاتي بعدها بساعة أو يوم".

واقر مدير ناحية قزانية (98 كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، من جهته، بأن "معاناة القرى الحدودية مع السيول مستمرة منذ أمد بعيد جداً، ربما الى مئات السنين دون حلول تلوح بالأفق"، لافتا إلى أن "السيول والجفاف دفعت الى نزوح 70% من سكان القرى الحدودية خلال السنوات الـ 30 الماضية".

واضاف الخزاعي، أن "كمية السيول المتدفقة صوب القرى الحدودية والتي تنهمر في عدة وديان منها ترلساق كبيرة جداً، يمكن ان تتحول الى طوق نجاة لمناطق شرق ديالى بالكامل من خلال توفير خزين مائي كبير قادر على احياء عشرات الاف من الدونمان فيما لو تم تخزينه في سد كبير".

وبين الخزاعي، أن "قزانية تعيش حالة استنفار موسمية مع هطول الامطار بسبب السيول القادمة من الحدود العراقية- الإيرانية، لان الاراضي في قرى قزانية الحدودية منخفضة قياساً بالأراضي الايرانية وهذا ما يسبب تدفق كميات هائلة من المياه باتجاهنا".

وبدوره، أكد رئيس مجلس ديالى علي الدايني، أن "حل ازمة السيول في شرق المحافظة واستثمارها يأتي من خلال بناء سد في ترلساق لتجميع المياه والاستفادة منها في الزراعة والاستقرار السكاني".

واضاف الدايني لـ (بغداد اليوم)، أن "كمية مياه السيول القادمة من الحدود العراقية- الايرانية ليست قليلة ويمكن ان تتحول الى مصدر رئيسي لإنقاذ مناطق واسعة من ديالى من الجفاف وتأمين استصلاح الكثير من الأراضي، ناهيك عن دعم اقتصاديات المناطق الحدودية التي عانت لسنوات طويلة من الجفاف وانحسار الزراعة".

وتعد قزانية من النواحي الحدودية مع إيران، ويسكنها خليط من العرب والكرد والتركمان، ويعتمد اغلب ابناءها على الزراعة في تامين مصادر رزقهم.