آخر الأخبار
بشرى لموظفي كردستان.. رواتب شهرين قادمة بقدوم السوداني لأراضي الإقليم الداخلية تؤكد استعدادها لتأمين مباراة العراق والأردن صراعات سياسية وإدارية لفرض السيطرة وبسط النفوذ في سهل نينوى وزير الداخلية يقيل مدير جوازات مطار كركوك السوداني يغرد ليلة مباراة العراق والأردن

اعتداءات النساء على الرجال في كردستان.. المرأة الكردية لا تتحمل مثل العربية والقانون معها

محليات | 29-01-2019, 12:11 |

+A -A

بغداد اليوم _ كردستان 

تزايدت في السنوات الأخيرة، حالات العنف ضد الرجال على يد نسائهم في إقليم كردستان، حتى باتت شبه يومية، الامر الذي انتهى الى تأسس اتحاد للدفاع عن حقوق الرجال في الإقليم.

أفادت وسائل اعلام كردية، أمس الاثنين، بأن رجلا تعرض للضرب على يد زوجته وأبنه قبل أن يقوما برميه من سطح المنزل في محافظة السليمانية.

وقال كاروان، إن "زوجتي وابني ضرباني، وقاما برميي من فوق سطح المنزل، مما أسفر عن إصابتي بكسر في قدمي"، مؤكداً "تسجيل شكوى ضدهما في مركز للشرطة".

وأضاف: "لو كنت أنا من فعل ذلك لتم اعتقالي فورا"، لافتاً الى أن "الزوجة مستمرة في تهديداتها له".

النكتة تتحول الى حقيقية!

في سنوات سابقة بإقليم كردستان اعتاد الأغلبية على معاملة حالات تعنيف الرجال على ايدي نسائهم على شكل النكت الساخرة، والتي تظهر المرأة الكردية بانها قوية، تحب السيطرة على الرجال وتعنيفه، لكن الموضوع خرج عن كونه نكتة في الآونة الأخيرة، يقول (م.ت) من محافظة السليمانية.

حسن كوجر موظف بدائرة كهرباء السليمانية، ويعمل كسائق اجرة بعد نهاية الدوام، يروي لـ(بغداد اليوم) قصة انفصاله عن زوجته، بعد 6 سنوات من الاقتران بها.

وقال كوجر، انه "بعد فترة قصيرة من الزواج، بدأت زوجته تطلب تسليمها جميع ايراداته المالية وما يحصل عليه من أجر، إضافة إلى راتبه الشهري"، مبينا انه "حاول مرارا منعها لكنها كانت تسبب له مشاكل وتستخدم الصراخ وهو لا يقوم بتعنيفها خوفا من مديرية العنف الاسري والعقوبة التي قد ينالها مما اضطره إلى التحمل".

ويضيف، ان "الوضع تطور حتى باتت زوجته لا تحترمه اطلاقا، وتطلب منه القيام بأعمال المنزل وتربية الأطفال، إضافة الى خروجها من البيت والرجوع اليه دون اذن من الزوج".

وتابع، ان "آخر طلبت زوجته بيع سيارته، واستلاف مبلغ من البنك، حتى يتسنى للزوجة للتقديم على فيزا إلى المانيا، والالتحاق باهلها هناك"، مؤكداً انه "رفض بشدة ما طلبته فبادرت بضربه بآلة جارحة، وتهديده بالقتل، الامر الذي اضطره الى تسليمها المبلغ المطلوب، لتسافر مصطحبة وأولادها، فمكان منه الا ان يطلقها غيابيا".

قصة كوجر واحدة من عشرات الحالات في الاقليم، وحاولت (بغداد اليوم) التواصل مع رجال آخرين تعرضوا للتعنيف على يد نسائهم، لكنهم رفضوا بسبب "الخجل من كشف الامر امام المجتمع".

انتقادات للقانون بعد "انصافه" نساء كردستان

وأعلن سكرتير اتحاد رجال كردستان، المناهضة للعنف ضد الرجل، برهان علي فرج، في وقت سابق، ارتفاع معدل العنف ضد الرجال في الاقليم خلال عام 2018 مقارنة في العام الذي سبقه.

وقال فرج في مؤتمر صحفي، ان "لجان الاتحاد سجلت 585 شكوى تخص العنف ضد الرجال اضافة الى 150 حالة انتحار، إضافة الى تسجيل 5 حالات قتل في عام 2018 بحق رجال في الإقليم".

واشار الى "تسجيل 39 حالة طرد، و57 خيانة جنسية، وأكثر من 200 حالة حرامان من اللقاءات التي تجمع الاباء مع الاولاد، و36 حالة اجبار وعنف بممارسة الجنس".

استاذة القانون في جامعة صلاح الدين في أربيل، سولاف كاكائي، تقول لـ(بغداد اليوم)، ان "القانون الجديد أنصف المرأة في الإقليم، فبعد 1991 شهدت المنطقة انتهاكا لحقوق المرأة، وكان قسم الطوارئ يمتلئ بحالات انتهاك للمرأة"، مبينة انه وحتى سنوات قريبة كان حرمان المرأة من التعليم، وحالات الزواج (كصة بكصة) وختان البنات، منتشرا بمحافظات الإقليم، وخصوصاً السليمانية".

وتضيف كاكائي، ان "الرجال هنا يلقون باللوم على القوانين، ومنها قانون مناهضة العنف الاسري، وقانون منع تعدد الزوجات، ويؤكدون ان هذه القوانين ساعدت المرأة في كردستان على التجبر والتعالي عليهم".

وتشير الى ان "فعاليات اسبوع مناهضة العنف الاسري والندوات الجامعية كانت تشهد هجوما على المرأة الكردية، باعتبارها لم تراع الظروف الاقتصادية التي يمر بها الإقليم، وظروف الموظف الذي يستلم اقل من ربع راتب، واستمرارها بالبذخ والصرف الزائد على الملابس والسفرات والتسوق".

وأكدت، ان "المرأة الكردية تحملت ظروفا صعبة شتى، وهي ليست متسلطة او متجبرة، وانما دافعت عن حقوقها، فانصفها القانون على عكس باقي مدن البلاد".

عكس العربيات.. النساء الكرديات لا يتحمل كل شئ

وتؤكد الإعلامية اواز عبد الله، ان "شخصية الانسان نفسه هي التي تحكم في مسألة من يتسلط او يسيطر على المنزل سواء كان الرجل او المرأة".

وتضيف عبد الله خلال حديثها لـ(بغداد اليوم) ان "الرجل الذي يمتلك الشخصية لا يمكن للمرأة ان تتعامل بأسلوب العنف ضده"، مشيرة الى ان "الانسان عبارة عن كرامة، إذا ما اهينت فالانفصال أفضل من الاستمرار المهين، سواء كان للرجل او المرأة، اما بالنسبة للأب المعنف فهذه مسألة اخرى تتعلق بالتربية الخاطئة وعدم تحمل المسؤولية".

وتأسست منظمة اتحاد رجال كردستان عام 2007، وهي أول منظمة تهتم بشؤون الرجال في كردستان والعراق، وتهدف المنظمة، التي تأسست في السليمانية بالاتفاق مع حكومة إقليم كردستان، إلى توعية وتثقيف النساء بشأن حقوق الرجال.

من جانبها تؤكد الصحفية، شيرين احمد، ان "المقارنة بين المرأة في الاقليم والمرأة في الوسط والجنوب تبين ان هناك فارقا كبيرا، فالمرأة العربية أضعف بكثير وعليها تحمل الرجل في كل شيء، ولا تطلب الطلاق الا في حالات مستعصية"، مبينة ان "المرأة في الإقليم اقوى بكثير بحكم المجتمع الذي تعيش به والعادات المختلفة وحصولها على حقوق اكثر من المرأة العربية".

وأضافت أحمد، ان "المرأة الكردية لا تقبل بالتعدي والاضطهاد من الرجل، ولعيشنا في مجتمع ذكوري، فهم يعتبرون دفاع المرأة عن حقوقها، تعنيف للرجل".

ولفتت الى ان "ما يشاع من حالات تعنيف للرجال بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، واتحاد الرجال في الإقليم، مغالاة كبيرة، فالمرأة كائن لطيف لا تعنف احداً، ولا تقوم بمثل هذه الحالات الا المريضة نفسياً"، مبينة ان "حالات طرد الرجال خارج المنزل، او قتله مرفوضة تماماً وعلى القضاء والقانون وضع حدا لها".

وعن المقارنة بين بغداد واقليم كردستان، تقول هناء رياض المقيمة في السليمانية انها "مقيمة في كردستان منذ أكثر من عشر سنوات، ومن واقع المعايشة والاختلاط مع المجتمع الكردي بأشكاله وطبقاته المختلفة شاهدت ان المرأة تعيش حالة من الاستقرار النفسي والاجتماعي الجيدة داخل الإقليم، على العكس من مثيلاتها في بغداد وبقية محافظات البلاد".

وكان عدد من رجال الدين في الإقليم، قد حملوا حكومة الاقليم والمنظمات النسوية مسؤولية تزايد حالات العنف ضد الرجال، في ظل قوانين تعطي المرأة كل الحق حتى وان كانت معتدية، بحسبهم.