آخر الأخبار
تركيا: لم يكن لنا دور في الإطاحة بنظام الأسد مكافحة إجرام بغداد تطيح بمحتال يستدرج النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحالف الفتح عن حل الحشد الشعبي: هذا "الحلم" لم ولن يتحقق العثور على جثة منتسب بالداخلية في بحيرة بمطار بغداد النزاهة تستذكر شهداءها في حادثة تفجير مبنى مكتب تحقيقات الرصافة

الكشف عن حادثة أميركية جرت في العراق عام 2007 .. كاد سليماني أن يقتل فيها!

سياسة | 24-01-2019, 11:15 |

+A -A

بغداد اليوم - ترجمة

كشف قائد الاركان المشتركة للعمليات الخاصة للجيش الاميركي (طيلة فترة تواجده) في العراق الجنرال ماك كريستال، أن القوات الاميركية كان بإمكانها قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني على الاراضي العراقية في عام 2007، لكنه أمر بعدم التعرض له.

وقال كريستال في مقال نشرته صحيفة الفورين بوليسي الاميركية وترجمته (بغداد اليوم): "القرار بأن لا نتحرك، هو غالباً ما يكون القرار الأصعب، ولن يكون دائماً قراراً صحيحاً"، مبينا انه "في عام 2007، كنت أراقب رتلاً من العجلات يعبر من إيران باتجاه شمال العراق. كنت وقتها أخدم بصفتي قائداً للعمليات الخاصة المشتركة في العراق، وقد امضيت في هذا العمل زهاء أربع سنوات. وكنت أحاول أن أقلع الإرهاب الذي دمّر المنطقة بأسرها. وقد تعوّدت على أن أسلك الخيارات الصعبة في هذه المواجهة. لكن في تلك الليلة من كانون الثاني، كان الخيار المتاح أمامي فيه شيء من المخادعة على وجه الخصوص. هل يتعيّن عليّ أن أهاجم القافلة التي فيها قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني الذي يناظر واجبته، تقريباً عمل جهاز الـ(سي آي أي)، وعمل قوات العمليات الخاصة معاً في الولايات المتحدة، أم اتركها تمر".

وأضاف: "في ذلك الوقت، كانت هناك أسباب موجبة تدفعني الى إنهاء سليماني. حيث كانت العبوات الناسفة يجري إعداداها والإشراف على زرعها تحت إمرته، لإستهداف أرواح الجنود الأميركيين وعرباتهم. لكن لتفادي إندلاع إشتباكات مسلحة، وما سيتبعه من نزاع سياسي، قررت أن أتابع سير المركبات، والّا أضربها مباشرة"، مشيرا الى أن "رتل السيارات اتجه الى أربيل وانسل عنهم سليماني في الظلام".

وأوضح الجنرال الاميركي، أن "قاسم سليماني، في تلك الأيام، كان مايزال يعمل بعيداً عن الأضواء. وقد تطوّر ليتحوّل بعدها من مجرّد قائد عسكري الى دمية شبحية مهمة، مرتكزاً على التحرّك بذكاء وتخفّي لنشر الهيمنة الإيرانية على الصعيد الدولي. وكان تأثيره اللامع، والتزامه تجاه بلاده قد اثار إعجاب حلفاءه مثلما أثار دهشة منتقديه على حد سواء"، لافتا الى ان "ما يتفق الجميع عليه، كما يبدو، هو أن يد هذا القائد الراسخة والمتواضعة، قد كانت دليلاً للسياسة الإيرانية الخارجية على مدى عقود، مع عدم إغفال نجاحاته في ميدان المعركة".

وشدد كريستال، على انه "ليس هناك من يجادل بان سليماني قد اصبح لاعباً قوياً ومهماً على مستوى الشرق الأوسط"، مبينا أن "التقارير الأميركية طالما كررت على واشنطن بأن سليماني كان يقود الحرب الأهلية في سوريا لوحده تقريباً، عبر عملاءه المحليين".

وتابع، أن "انجازات هذا القائد المشهور، والذي يتكلم بصوت ناعم وخفيض، قد تعدّت بكثير نشأته الأولى المتواضعة والبيئة الفقيرة التي خرج منها، حيث ولد في جبال شرق إيران الفقيرة. وقد ظهر لديه إصرار يثير الاعجاب حين لم يتمكن والده من دفع ديونه، فانبرى الولد ذي 13 عاماً للعمل وتسديد الديون بنفسه. بعد ذلك بدأ يمضي وقته برفع الأحمال، وحضور المناسبات التي كان يحيها آية الله ومرشد الثورة الحالي علي خامنائي"، مشيرا الى "سليماني قد أرتبط منذ شبابه بالثورة الإسلامية التي قامت عام 1979".

وأشار الى، أنه "في تلك السنة، ولم يكن عندها سوى في عمر 22 عاما، بدأ سليماني انخراطه في السلك العسكري. ولم يحض سوى بالتدريب الابتدائي الذي دام لستة أسابيع، ليمارس بعدها القتال الحربي الحقيقي لأول مرة في أذربيجان الإيرانية الشرقية"، لافتا الى ان "سليماني كان بحق إبناً للحرب العراقية الإيرانية، ثم ظهرت صورته بعد ذلك كبطل من ابطال تلك الحرب، عبر المهام الدموية التي كان ينفذها عبر الحدود مع العراق".

وأكد الجنرال الاميركي، أن "قاسم سليماني لم يعد مجرّد جندي، إنما تحوّل بالفعل الى مخطط استراتيجي من الناحية العملية"، موضحا أنه "لم يحدث لفرد واحد أن استثار الحلفاء الشيعة لصالح إيران في منطقة الشام والعراق كما فعل سليماني حديثاً".

وأستدرك: "لن يكون من الصحيح أن ندرس سليماني دون أن نضعه في سياق الجغرافيا السياسية الأوسع في الشرق الأوسط. في الحقيقة فإن سليماني يمثل منتجاً ووجهاً من وجوه إيران أمام العالم لمرحلة ما بعد 1979. اما وجهته في تفسير المصالح الإيرانية التوسعية فإنها تمثل وجهة نظر النخبة الإيرانية الحاكمة بعد الثورة"، مشيرا الى ان"مقاومة إيران للوجود الأميركي في منطقة الشرق الأوسط تأتي كنتيجة مباشرة للدور الأميركي خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهي الحرب بالتي تطوّرت خلالها مفاهيم سليماني".

ولفت، الى انه "قبل كل شي، فإن سليماني يعمل مدفوعاً بقومانيته الإيرانية المتوقدة، والتي تمثل جذوة نبض المواطنية الإيرانية، وكذلك القيادة في إيران".

"من الناحية المنطقية، فقد استمر سليماني بنجاحاته مدفوعاً، اولاً بموهبته، وثانياً عبر استمراره في موقع ومنصبه لفترة طويلة"، يُكمل الجنرال مايك كريستال، مبينا أن "مثل هذا النمط من الأداء والسيرة المهنية، ببساطة لا يمكن أن نجدها في جيش دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية. فالأميركيون لا يسمحون للقادة أو كبار الضباط بالبقاء في مواقعهم ومناصبهم لعقود طويلة. وهناك أسباب لهذا المنع، منها ما هو تجريبي، ومنها ما هو سياسي. وهذا الحال صحيح ربما منذ أن حصل أدغار هوفر على موافقة الحكومة الفيدرالية على تطبيق مثل هذه الخدمة العامة الطويلة، لأجل ان يراكم هذا المستوى من التأثير في الظل".

وختم قائد الاركان المشتركة للعمليات الخاصة للجيش الاميركي طيلة فترة تواجده في العراق، بالقول: "على الرغم من شعوري بالغيرة من حرّية سليماني في اتخاذ القرارات، فأنا أعتقد بأن مثل هذه المحددات أمام البقاء الطويل في المنصب إنما تقوي من النظام السياسي للولايات المتحدة. إن الحماس والميل الى التنفيذ الفعلي قد تكون دوافع لقوى الخير. لكنّها إن حدث وانحرفت الى مصالح وقيم خاطئة بعينها، فإن العواقب قد تكون رهيبة. لهذا فإن سليماني لوحده إنما يشكل خطراً بمفرده. وإليه بمفرده، هناك من أوكل أمر تشكيل مستقبل الشرق الأوسط".