الكشف عن مصير ’’امير الموت’’ في سوق بعقوبة بعد 12 عاماً من اختفائه
سياسة | 11-01-2019, 05:18 |
بغداد اليوم- ديالى
لاتزال ذاكرة البعقوبيون تختزن الكثير من الاحداث الاليمة التي رافقت بروز ما يسمى "ابو شفقه" او امير الموت كما يطلق عليه البعض والذي برزت انشطته الاجرامية في سوق بعقوبة الرئيسي ابتداءً من نهاية 2005 وحتى نهاية 2007 قبل ان يختفي فجأة لتنتشر قصص كثيرة عن نهايته.
ولم يترك "الوحش البشري" شارعاً او زقاقاً في سوق بعقوبة الا وكان له بها ضحية من المدنيين في محاولة لخلق الرعب والهلع في نفوس الاهالي مستخدما اسلوب الطلقة الواحدة بالراس ومن ثم الاختفاء بسرعة.
مصدر أمني في ديالى كشف عن القصة الحقيقية لأسطورة الرعب في سوق بعقوبة، والذي قتل العشرات، 90% منهم من المدنيين خلال نشاط اجرامي استمر قرابة 22 شهراً.
وقال المصدر في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "ابو شفقة ووفق المعلومات المتوفرة، شاب أمي لا يعرف القراءة والكتابة كان يعمل راعيا للغنم في احدى القرى البعيدة جنوب بعقوبة قبل ان تحتضنه القاعدة وتغرس في عقله بذور التطرف وتحوله الى قاتل مهووس بالدماء".
واضاف المصدر، أن "اسرة ابو شفقه كانت تعاني من مشاكل اخلاقية تسببت سمعتها السيئة في طردها أكثر من مرة من القرى التي كانت تسكن فيها قبل ان يرتحل مع اسرته الى منزل مستأجر في زقاق شعبي قرب سوق بعقوبة لكن القاعدة لم تتخلى عنه وبقيت تتواصل معه وزجت به في تدريبات في احدى بساتين الوقف ليصبح قاتلا جاهزا لتنفيذ اجندة التنظيم".
وتابع، أن "ابو شفقه كان قاتل محترف تابع لتنظيم القاعدة في سوق بعقوبة لا يكاد يمر اسبوع الا ويقتل من 2-3 اشخاص أبرياء"، لافتا الى أن "لقب ابو شفقه جاء كونه كان يرتدي شفقه على راسه خلال عمليات الاغتيال التي يستهدف بها المدنيين ومنتسبي القوى الأمنية".
وبين المصدر، أن "ابو شفقه كان مدمن على الحبوب المخدرة التي توفرها القاعدة له ونظمت القوى الامنية آنذاك، عدة كمائن لاعتقاله لكنه نجى منها، فيما قتل بعض معاونيه او ما يعرف بحراسه المرافقين له اثناء تنفيذ عملياته الاجرامية في سوق بعقوبة".
واشار المصدر الى أن "حقيقة نهاية ابو شفقة ووفق شهادة معتقل بالقاعدة كان مقرباً منه: فأن شقيق ابو شفقة قام بقتله طعنا بالسكين عندما ضبطه وهو يحاول اغتصاب زوجته في شقة احدى العمارات ببعقوبة ومن ثم قام بتقطيع جثته اربا ورميا تباعا في نهر ديالى من خلال حملها في اكياس بواسطة دراجته الهوائية".
وبين المصدر، الشاهد وهو معتقل حكم عليه بالإعدام، فيما بعد أن "القاعدة شكَّت بشقيق ابو شفقة وقامت باعتقاله وتفتيش شقته وعثرت على اجزاء من جثة ابو شفقة ثم قامت بإعدامه ورميه في نهر ديالى ايضا".
وتابع، أن "القاعدة حاولت استنساخ تجربة امير الموت اكثر من مرة لكنها فشلت لان ثلاثة ممن حاولوا احياء التجربة قتلوا في كمائن للقوى الامنية لذا فان قصة نهاية ابو شفقة الحقيقية كانت تخالف ما موجود في اذهان الناس حيال نهاية اسطورة الرعب في سوق بعقوبة، والتي تسببت في اذى كبير لعشرات العوائل بالإضافة الى قطع مصادر رزق عدد ليس قليل من الافراد طيلة فترة سطوة ابو شفقه وعصابته".
فيما أكد مدير اعلام شرطة ديالى العقيد غالب العطية، أن "كل التنظيمات المتطرفة بدون استثناء كانت تعتمد على الشباب الجاهل الامي لتجنيدهم وتحويلهم الى ادوات للقتل"، لافتا الى ان "تجربة ابو شفقة هي برهان على حقيقة تلك التنظيمات والتي لا تحمل سوى فكر الدم والقتل والخراب".
واضاف العطية، أن "اغلب قادة القاعدة وداعش وبقية التنظيمات المتطرفة ينتمون الى اسر مفككة اجتماعيا تعاني من سلبيات لا تعد وخاصة على المستوى الاخلاقي والبعض منهم، بالأساس مطرود من بيئة وقريته بسبب الانحراف لكنهم وجدوا في التنظيمات المتطرفة ضالتهم للانتقام من المجتمع وسد النقص في شخصياتهم".
واشار مدير اعلام شرطة ديالى، الى ان "ابو شفقة كانت حقبة سوداء في تاريخ سوق بعقوبة وانتهت للأبد"، لافتا الى ان "تعاون الاهالي مع القوى الامنية هو العامل الاهم في منع حدوث الجريمة وتحقيق الاستقرار وقطع الطريق امام اصحاب النوايا السوداء في ايذاء الأبرياء".