تقرير: العراق يضغط لتطوير سلاح الجو تحسبا لمواجهة مع إسرائيل.. وروسيا توافق!
سياسة | 1-01-2019, 10:21 |
بغداد اليوم - متابعة
أفاد تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بأن قادة في الجيش العراقي يضغطون على الحكومة لتضمين خطط تطوير الجيش العراقي خلال 2019 و2020 منظومات دفاع جوي حديثة وردرات وأجهزة إستشعار وصواريخ متطورة لـ"مواجهة التهديدات الاسرائيلية الجدية" بإستهداف فصائل في الحشد الشعبي على الاراضي العراقية.
وقالت الصحيفة العربية في تقريرها، إن "العراق احتل منذ مطلع السبعينيات مراتب متقدمة بين دول الشرق الأوسط في منظومات الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ الذكية، وكان جزء منها يتم تصنيعه محليا وأخرى يتم الاعتماد على استيرادها من الاتحاد السوفييتي ودول أخرى مثل يوغسلافيا وفرنسا، قدرت حينها بأكثر من 16 ألف صاروخ من طراز سام الروسي ورولان الفرنسي وحطين والقادسية العراقيين، والتي تصل لأكثر من 20 ألف قدم، يضاف إلى ذلك، المدافع الموجهة من عيار 57 ملم، ذات العشرة آلاف قدم".
وإستدركت: "إلا أن العراق تراجع عقب حرب الخليج عام 1991 إلى مراتب متأخرة، بفعل ضربات مركزة لقوات التحالف على البنى التحتية للجيش العراقي السابق استهدفت أغلب منظومات الدفاع الجوي فيه"، مشيرة الى انه "عقب الغزو الأميركي البريطاني للعراق عام 2003 تم حل سلاح الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي كباقي تشكيلات الجيش العراقي، واستحدثت بدلا منها منظومة أخرى على أنقاض القديمة، تم تزويدها بأنظمة صواريخ أميركية توصف بالمحدودة مثل هوك وافينجر ورادارات قريبة المدى".
ونقلت "العربي الجديد" عن ضابط عسكري عراقي رفيع قوله، إن "القادة العسكريين العراقيين يضغطون على الحكومة بشأن استكمال بناء كافة المفاصل المهمة بالجيش العراقي، وأهمها بناء منظومة دفاع جوي حديثة تغطي الأجواء العراقية بشكل كامل وتمنع أي خرق لأجوائه"، لافتا الى ان العراق "يستشعر بأن تهديدات الاحتلال الصهيوني بضربات يقول إنها تستهدف فصائل قريبة من إيران داخل العراق جدية".
وأضاف الضابط، أن "موازنة الجيش العراقي وخاصة بعد توقف الإنفاق الحربي على المعارك إثر كسر تنظيم داعش، باتت تكفي لشراء منظومة أس 400 الروسية ومنظومات أخرى من موسكو ومن دول أخرى مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي في حال لم توافق الولايات المتحدة على شراء منظومات الباتريوت منها أو ماطلت بذلك".
ولفت، الى ان "هذا الملف بات من الأمور الحرجة التي يجب على العراق التعامل معها في ظل سباق تسليح عالٍ من قبل جيران العراق كتركيا وإيران والسعودية وتهديدات صهيونية متكررة تتناقلها وسائل إعلام حول ضربهم مناطق داخل العراق"، مشيرا الى ان "العراق يسعى أيضا لامتلاك صواريخ بعيدة المدى أيضا، وهو من ضمن مكملات حماية سيادته ومنع أي اعتداء مستقبلي عليه".
وأوضح أن "العراق اليوم يختلف عن السابق ولا أعداء لديه سوى الاحتلال الإسرائيلي".
"موافقة روسية مبدئية"
ولفتت الصحيفة، الى ان "الجانب الروسي أبدى موافقة مبدئية على تزويد العراق بمنظومة الدفاع الجوي الأحدث لديه أس 400، كما أن هناك دعما إيرانيا في مساعدة العراق على تطوير سلاح الدفاع الجوي لديه، بحسب معلومات متداولة في أوساط عسكرية وحكومية عراقية أيضا".
ونقلت عن عضو بلجنة الدفاع في البرلمان العراقي طلب عدم ذكر اسمه تعليقا على تلك المعلومات، قوله إن "العامين المقبلين سيكونان لرفع قدرة الجيش العراقي وتطوير ترسانته العسكرية، بما في ذلك سلاح الجو ومنظومة الصواريخ والدفاع الجوي، ولن نعتمد على الولايات المتحدة فقط بل ستكون من عدة دول".
وأضاف، أنه "في حال امتلاك العراق منظومة متطورة ستتوقف التهديدات الصهيونية التي تخرج بين حين وآخر".
ومن جانبه، أكد الخبير العسكري وعضو جمعية المحاربين العراقيين القدامى العميد الركن أحمد حسين الخفاجي، أن العراق ورغم أن جيشه يُعد من أكثر الجيوش خبرة بقتال المدن والمناطق المفتوحة، الا أن تطوير سلاح الجو والدفاع الجوي "َضروري" ليحظى بـ"مهابة الجيران".
ونقلت "العربي الجديد" عن الخفاجي قوله، إن "القوات الأميركية ومنذ احتلال العراق وإعادة بناء الجيش حرصت على أن يكون جيشاً محدوداً ولم تعط فرصة لتطوير أي صنف فيه غير القوات البرية"، مبينا ان "مرحلة القتال مع داعش قد أكسبت الجيش العراقي الجديد خبرة قتال كبيرة، ويمكن القول إنه أكثر الجيوش خبرة بقتال المدن والمناطق المفتوحة أيضا، لكن تبقى مهمة تطوير سلاح الجو والدفاع الجوي، وهما ضرورة لأي دولة تريد أن تكون مهابة من قبل الجيران والآخرين".
وأضاف، أن "الخطوة مهمة جدا ويمكن تقليص الإنفاق على جوانب عدة بالدولة، لكن لا يمكن تأجيل مثل هذا الملف في ظل الاحتقان الحالي بالمنطقة والسباق المحموم في التسلح من قبل دول الجوار".