سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 11:00 | --

بدعم إيراني


إسرائيل تحذر من "هجوم محتمل" ينطلق من العراق.. وواشنطن تنذر الفصائل: لا تختبروا ترامب

بغداد اليوم – بغداد

في تقرير غير مسبوق من حيث حدته، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد يستعدان لتهديد متطور مصدره الأراضي العراقية، متحدثة عن “بنية تحتية عسكرية بناها الحرس الثوري الإيراني داخل العراق” قادرة على تنفيذ هجمات صاروخية وجوية ضد إسرائيل من العمق العراقي نفسه.

التقارير أشارت إلى أن قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني زار بغداد مؤخراً وعقد اجتماعات سرية مع قيادات فصائل بارزة. ونقلت التسريبات أن "الخطة الإيرانية المفترضة" تقوم على شنّ هجمات من العراق على غرار النمط الذي استخدمته حماس والحوثيون، بينما تبقى الخطة البديلة أقل احتمالاً لكنها أكثر جرأة: تحرك بري يبدأ من العراق مروراً بسوريا حتى الحدود الأردنية – الإسرائيلية، في إشارة إلى ما تصفه إسرائيل بـ“سيناريو الجبهة الشرقية النائمة”.

في بغداد، جاءت الردود بلهجةٍ هادئة لكنها حازمة. إذ استبعد النائب السابق فرات التميمي في حديثٍ لـ"بغداد اليوم" أن تكون هناك نية أو حتى قدرة لتنفيذ عدوان من هذا النوع، قائلاً إن “التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، وغالباً ما تُضخ إعلامياً دون أن تستند إلى معطيات ميدانية حقيقية”.

التميمي يرى أن هناك ثلاثة أسباب جوهرية تجعل هذا السيناريو بعيداً عن التنفيذ: الأول هو الاتفاق الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، الذي ينصّ على حماية العراق من أي عدوان خارجي وصون نظامه الديمقراطي. والثاني أن إسرائيل لا تستطيع التحرك عسكرياً دون ضوء أخضر أمريكي، وهو أمر غير وارد في ظل تشابك الأزمات في غزة ولبنان وسوريا. أما الثالث، فهو أن العراق يعيش اليوم مرحلة تهدئة داخلية شديدة الحساسية قبيل الانتخابات المقبلة، والحكومة تحاول جاهدةً إبقاء البلاد خارج خط النار.

لكن خلف الكواليس، كانت واشنطن تُرسل إشاراتها بصوت منخفض ولكن واضح. فقد كشف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أن بلاده تلقّت تحذيراً أمريكياً قبل عشرة أيام بشأن “عمليات عسكرية محتملة في المنطقة”، داعياً الفصائل إلى عدم التدخل أو محاولة الرد.

وزير الحرب الأمريكي قال للعباسي صراحةً: "تعرفون رد إدارة ترامب"، في إشارةٍ فهمها كثيرون على أنها تحذير مبطن من أي تورط للفصائل العراقية في مواجهةٍ لا يريدها أحد. وبينما التزمت الحكومة الصمت الرسمي، يرى مراقبون أن التحذير الأمريكي ينطوي على تذكير صريح بأن واشنطن لن تسمح بتحويل العراق إلى منصة هجوم على إسرائيل.

في قراءةٍ أعمق لمختصين بالشؤون الاستراتيجية، تبدو التسريبات الإسرائيلية محاولةً لاختبار الموقف الأمريكي أكثر من اختبار القدرات العراقية. فإسرائيل، المثقلة بجبهاتٍ مفتوحة من غزة إلى بيروت، تحتاج إلى تضخيم خطرٍ جديد لتبرير ضربات وقائية في العمق العراقي إذا شعرت أن ميزان الردع يتآكل.

أما إيران، من جانبها، فهي تدرك أن العراق يمثل الحلقة الأضعف والأقرب في سلسلة الردع الإقليمي، وأن استخدامه كساحة رسائل هو أرخص وأقل كلفة من الدخول في حرب مباشرة.

بين الخطاب الإسرائيلي المليء بالتحذيرات، والتنبيهات الأمريكية الصريحة، ومحاولات بغداد المستمرة لضبط الموقف، يبدو المشهد العراقي اليوم محكوماً بتوازنات دقيقة أكثر من كونه مهدداً بحرب وشيكة. فالعراق يتحرك في مساحة حساسة بين ضغط المحاور الإقليمية ورغبته في الحفاظ على استقراره الداخلي، فيما تتعامل القوى الكبرى معه كـ ساحة اختبار لإراداتها الأمنية والسياسية لا كدولة تحاول استعادة توازنها بعد عقدين من الأزمات.

لكن المراقبين يحذرون من أن تكرار الحديث الإسرائيلي عن “التهديد العراقي” قد لا يبقى في إطار الإعلام فقط، وأن أي خطأ في الحسابات أو صاروخ طائش قد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الضربات الغامضة التي طالت الحشد في 2019 — حينها، كما اليوم، لم يكن أحد يريد الحرب، لكنها كانت على بُعد شرارة واحدة فقط.

المصدر: قسم الرصد والمتابعة في بغداد اليوم

أهم الاخبار

الأمن الوطني يحذر من تزايد الاحتيال الإلكتروني والتزييف العميق

بغداد اليوم - بغداد حذر جهاز الأمن الوطني، اليوم السبت (1 تشرين الثاني 2025)، من تزايد الاحتيال الإلكتروني والتزييف العميق. وأكد الناطق الرسمي باسم جهاز الأمن الوطني العراقي أرشد الحاكم في بيان للجهاز تلقته "بغداد اليوم"، أن "الجهاز رصد

اليوم, 13:17