بغداد اليوم – متابعة
في مشهد يوصف بأنه الأسوأ منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان عام 2023، شهدت مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، انهياراً كاملاً بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وسط مشاهد مروّعة للقتل الجماعي والجثث المتناثرة في الشوارع، بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.
وأكدت مصادر ميدانية وشهود عيان أن المدينة تحولت خلال أيام إلى مسرح لعمليات تصفية جماعية، حيث تم إعدام مئات المدنيين ميدانياً، فيما فُقد آخرون داخل أحياء مغلقة حاصرتها قوات الدعم السريع.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها جامعة “ييل” الأمريكية بقع دم واسعة وأجساماً بشرية متناثرة قرب الأسواق والمراكز الصحية، مما يرجّح وقوع عمليات قتل على نطاق واسع.
وكانت قد أعلنت القيادة العامة للجيش السوداني انسحابها من مدينة الفاشر، ووصفت القرار بأنه “تكتيكي”، لكن مصادر أممية قالت إن الانسحاب جاء بعد حصار خانق استمر أسابيع وانقطاع الإمدادات بالكامل عن القوات المتبقية في المدينة.
بسقوط الفاشر، أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على دارفور بالكامل، ما جعلها القوة العسكرية الأوسع انتشاراً غرب السودان، في وقت يختفي فيه أي وجود فعلي للحكومة المركزية في الخرطوم.
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 26 ألف شخص فرّوا من الفاشر خلال يومين فقط، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين في المدينة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع شبه تام للاتصالات. ووصفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع بأنه “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، مشيرة إلى أن دارفور تعيش حالياً بلا حكومة ولا نظام ولا إغاثة.
أفادت منظمة العفو الدولية بوقوع عمليات اغتصاب جماعي واستعباد جنسي ضد النساء والفتيات على يد عناصر من قوات الدعم السريع، بينما وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الأطفال في القتال ونهب الممتلكات العامة والخاصة.
كما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل خمسة متطوعين أثناء توزيع مساعدات غذائية في مدينة بارا، ما يعكس انهيار الحماية الإنسانية للعاملين في المجال الإغاثي.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن لديها “أدلة موثوقة” على ارتكاب جرائم حرب في دارفور، تشمل الإعدام خارج نطاق القضاء، والحرق العمد للمنازل، ودفن الجثث في مقابر جماعية.
رغم تصاعد التقارير عن الفظائع، اكتفى المجتمع الدولي ببيانات إدانة محدودة، في وقت تباينت فيه مواقف القوى الإقليمية. فقد دعت الجامعة العربية إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، فيما حمّلت دول أفريقية قوات الدعم السريع مسؤولية المجازر، بينما لا تزال القوى الغربية مترددة في التدخل المباشر.
ويرى دبلوماسيون أن سقوط النظام الإيراني في مطلع 2025 غيّر موازين التحالفات في المنطقة، وجعل السودان ساحة لإعادة ترتيب النفوذ بين واشنطن وموسكو والقاهرة والرياض.
ويشير مراقبون إلى أن الدعم السريع يسعى إلى فرض واقع سياسي جديد في الخرطوم، مستفيداً من تفكك الجيش وغياب القيادة المدنية، بينما تتجه البلاد نحو تقسيم فعلي بين شرق تسيطر عليه بقايا الحكومة، وغرب تحكمه الميليشيات.
يصف مراقبون المشاهد الخارجة من الفاشر بأنها استعادة لمأساة دارفور عام 2003، لكن على نطاق أوسع وأكثر وحشية. ويرى خبراء في القانون الدولي أن الجرائم الحالية قد تشكّل أساساً لإعادة تفعيل ملف المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة الدعم السريع، خصوصاً بعد تداول مقاطع مصورة لعمليات إعدام ميدانية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى انهيار كامل للدولة السودانية، مع احتمال توسع الصراع إلى تشاد وجنوب السودان.
في ظل هذا المشهد، يبدو السودان أمام أخطر لحظة في تاريخه الحديث: حرب بلا نهاية، وانقسام سياسي عميق، ومأساة إنسانية تتفاقم كل ساعة. فبينما تنشغل القوى الكبرى بملفات أخرى، تتعمق الكارثة في دارفور بصمت مطبق، في تكرار مأساوي لجرائم الإبادة التي هزت العالم قبل عقدين.
المصدر: وكالات
بغداد اليوم- متابعة أعلن نادي برشلونة الإسباني رسميًا، اليوم الأربعاء، (29 تشرين الأول 2025)، إصابة نجمه بيدري جونزاليس، دون أن يحدد مدة غيابه عن الملاعب، في خبر شكّل صدمة لجماهير الفريق الكتالوني، التي لم تفق بعد من خسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد. وقال