سياسة / تقارير مترجمة اليوم, 12:04 | --

السوداني يحاول الموازنة


ذا أتلانتك تكشف تفاصيل خطيرة عن "شبكات متنفذة" تهيمن على مفاصل الدولة العراقية

بغداد اليوم – ترجمة

أكدت مجلة ذا أتلانتك الأمريكية، في تقريرٍ ترجمت "بغداد اليوم" أبرز مضامينه، أن العراق نجح لأكثر من ثلاث سنوات في البقاء بعيداً عن عناوين الأخبار الساخنة في الشرق الأوسط، رغم الاضطرابات والحروب التي عصفت بدولٍ مجاورة.

وذكر التقرير أن بغداد – التي كانت تُعرف سابقاً بالتفجيرات الانتحارية والاقتتال الطائفي – أصبحت اليوم أكثر استقراراً، إذ تصطف على جانبي الطريق السريع المؤدي إلى مطار العاصمة ناطحات السحاب والأبراج السكنية، فيما بدأت الجسور الجديدة بتخفيف الازدحام المروري في المدينة.

وأشار التقرير إلى أن كثيراً من العراقيين يخشون ألا يدوم هذا الهدوء طويلاً، خصوصاً بعد الضربات الموجعة التي تلقتها إيران من الولايات المتحدة وإسرائيل، وانهيار "محور المقاومة"، في وقتٍ يجد فيه العراق نفسه آخر حليف رئيسي للجمهورية الإسلامية وشريان حياة اقتصادي لها.

وبيّنت المجلة أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يستعد للانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل، متسلحاً بشعارٍ انتخابي يجسد الرافعة، رمزاً لمرحلة البناء التي تشهدها البلاد. وأوضحت أن السوداني وظّف أكثر من مليون موظف حكومي خلال عامٍ واحد، في محاولةٍ لخفض البطالة، لكنه بذلك رفع أيضاً خطر الإفلاس المالي.

وأضاف التقرير أن فترة حكم السوداني شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط نتيجة الحرب في أوكرانيا، إلى جانب تفشي الفساد بشكلٍ واسع. وأشار إلى أن "سرقة القرن" عام 2022 – التي سُرقت فيها 2.5 مليار دولار من أموال الضرائب – شكّلت ذروة الفساد المالي، وأن الأموال المنهوبة غالباً ما تنتهي في أيدي الأوليغارشية و"جهات مدعومة من الخارج".

ونقل التقرير عن مسؤولٍ حكومي سابق قوله إن "غياب الاحتجاجات الشعبية ليس صدفة، فالجميع يتقاضون رواتبهم، لكن هذا الوضع غير قابل للاستمرار. فعندما ينخفض سعر النفط، ستجد الحكومة نفسها عاجزة عن دفع الرواتب، وعندها ستندلع احتجاجات دموية كما حدث عام 2019".

وأوضح أن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي فشل في كبح نفوذ "الجهات المسلحة"، بينما اختار السوداني احتواءها ودعمها عبر توزيع العقود الحكومية وإنشاء "شركة المهندس العامة"، التي وصفتها المجلة بأنها النسخة العراقية من الحرس الثوري الإيراني. وأشارت إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت مؤخراً عقوبات على الشركة، واعتبرتها واجهةً لتمويل الجماعات المسلحة.

ولفتت المجلة إلى أن وزارة الاتصالات العراقية وقّعت عقوداً دون مناقصة مع الحشد الشعبي وشركة المهندس العامة لصيانة شبكة الألياف الضوئية وإنشاء شبكة بديلة جديدة، مما يمنح الفصائل نفوذاً واسعاً على البنية التحتية الرقمية. كما حاولت الحكومة تمرير عقدٍ حصري لخدمات الجيل الخامس لصالح تحالفٍ تابع للحشد، لكن المحكمة العليا أوقفت التنفيذ مؤقتاً لدواعٍ أمنية.

وخلص تقرير ذا أتلانتك إلى أن السوداني يحاول الموازنة بين النفوذ الإيراني والمصالح الأمريكية في ظل نظام "مكوناتي" قائم على المحاصصة، مشيراً إلى أن أي تغيير سياسي حقيقي يظل محدوداً في ظل استمرار هيمنة الجهات المسلحة على مفاصل الدولة. كما حذر التقرير من أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد "شركة المهندس العامة" واثنين من رجال الأعمال العراقيين قد تكون بدايةً لمرحلة جديدة من الضغط الأمريكي على حلفاء طهران داخل العراق.

المصدر: ذا أتلانتك

أهم الاخبار

إيران: الخروج من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي تحتاج إلى وقت طويل

بغداد اليوم - متابعة أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء (29 تشرين الأول 2025)، أن عملية خروج إيران من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF) ليست مسألة سريعة، مشيرة إلى أنه كان معروفاً منذ المصادقة على اتفاقيتي

اليوم, 14:30