مقالات الكتاب أمس, 23:36 | --


مرشح العشيرة والوالد

كتب: سامان نوح


خلال السنوات الأخيرة، ومع الفساد المستشري وتغليب الامتيازات والمصلحة الذاتية على المصلحة العامة، ومع تعمق الفشل البنيوي، فقدت الأحزاب والقوى السياسية التقليدية، على عموم الخارطة العراقية، جمهورها.
فقدت شعبيتها. لم تعد قواعدها الجماهيرية قوية وواسعة.
ولم تعد تنظيماتها الحزبية مؤثرة في استقطاب المؤيدين.


قبل سنوات كانت الأحزاب والقوى السياسية، تمسك بيد مرشحها الى البرلمان.. تقوده الى موقعه في السلطة.
مرشح في الغالب من تنظيماتها المتقدمة، من فكرها العقائدي، أو على الأقل من بيئتها الحاضنة.
اليوم مع تراجع شعبية تلك الأحزاب والقوى، وانكشاف بطلان شعاراتها، لم تعد تقدم مرشحين من كوادرها المتقدمة.
فذلك لن يجدي نفعا....وسيكشف عن نزيفها الجماهيري، وخوائها التنظيمي، وانهيارها الفكري والعقائدي.

هكذا 
بات المرشح اليوم يتقدم، ويده بيد والده الشيخ، الأغا، الوجيه، صاحب المال والنفوذ.
وباتت في الخلفية يظهر الحزب ... "مرشح العشيرة" الذي هو من بعيد "مرشح الحزب".


لم يعد المرشح، يعتمد على كفاءته وأدائه السياسي، ولا على عمق انتمائه الحزبي، بل على "صورة" الوالد او الجد او العم، وما يمكن أن يجمعه ديوانه من أصوات، وقبلها ما يمكن أن يصرفه من مال.

مرشح الحزب الذي لا يعرف واقعا عن الحزب شيئا، ولا ينتمي اليه فكريا او عقائديا..هو مرشح "قوي" وان كان بلا كفاءة، التقت مصالحه مع أحزاب وقوى وحركات "قوية بسلطتها ومالها وجيوشها" وان لم تكن ذات شعبية.

كل شيء واضح، لا انتماء فكري، ولا عقائدي، لا رؤية سياسية.. كل ذلك لا يهم. يكفي انه مرشح الشيخ- العشيرة، ومؤهل للفوز، ليضمن مقعدا اضافيا يشكل مع مقاعد اخرى رصيدا جيدا للحزب القائد الواقف على هامش العشيرة.

المعضلة هنا ليست في ولادة برلمان ضعيف فقط، محشو بناس بلا كفاءات، بل أيضا بأحزاب "حاكمة" غارقة في الفشل، تستجدي الأصوات لتتجاوز محنتها، تستجديها من شيخ عشيرة هنا، ومستثمر هناك، من انتهازي هنا، ومطبل هناك، بل حتى من تكتوكري هابط أو صاحب نكتة.. من أشخاص لا مشكلة لديهم في أن ينتقل من أي حزب الى آخر إذا دار الزمان... والزمان لا يتوقف أبدا عن الدوران.


كل شيء واضح، لا يحتاج الا تحليل وتأويل.

تذكير: الأحزاب التي تتكئ على العشيرة لديمومة سلطتها، تضرب في الأساس بنية وجودها، كما تضرب الدولة التي تحمل شعار حمايتها.

أهم الاخبار

بعد نكسة الكلاسيكو.. الزوراء ينهي ارتباطه بشهد

بغداد اليوم- بغداد أعلنت الهيئة الإدارية لنادي الزوراء، يوم الاثنين، (6 تشرين الأول 2025)، عن فك الارتباط بالمدرب عبد الغني شهد بالتراضي، وذلك بعد اتفاق ودي بين الطرفين يقضي بإنهاء التعاقد بصورة ودية. وقدمت إدارة الزوراء، في بيان تلقته "بغداد

اليوم, 00:26