بغداد اليوم – بغداد
مع اقتراب موعد الانتخابات، تتكشّف ظاهرة مثيرة للجدل، إذ انسحب عدد من المرشحين من قوائم أحزابهم الأصلية لينتقلوا على عجل إلى قوائم أخرى، في مشهد وصفه مراقبون بأنه تنقّل متكرر بين "الأحضان السياسية"، يفضح غياب الثبات والالتزام أمام الناخبين.
ويشير متابعون للشأن الانتخابي إلى أن هذا الانتقال المستمر يعبّر عن أزمة عميقة في البنية الحزبية العراقية، حيث تتحول التحالفات إلى محطات مؤقتة، لا تستند إلى مبادئ أو برامج، بل إلى مصلحة آنية تضمن للمرشح مقعدًا بأي وسيلة.
ويرى خبراء أن هذه الظاهرة تزيد من حالة السخط الشعبي، إذ يشعر المواطن أن ممثليه يتحركون كأنهم عابرون من حضنٍ إلى آخر، لا يلتفتون إلى أصوات ناخبيهم ولا إلى تعهداتهم السابقة، الأمر الذي يعمّق فقدان الثقة بالعملية السياسية.
ويكشف متابعون أن هذه التنقلات ليست جديدة على الحياة الحزبية في العراق، لكنها بلغت ذروتها في هذه الدورة، حتى باتت تُعرف بين الأوساط الشعبية بـ"سوق الانتقالات"، حيث يُباع الولاء ويُشترى كما تُباع عقود اللاعبين في الملاعب. ويضيف المراقبون أن بعض الأحزاب تستثمر في هذا الارتباك لاستقطاب أسماء رنانة، بينما تتحول أحزاب أخرى إلى مجرد ممر عابر يتخذه المرشحون ثم يهجرونه عند أول مفترق.
ويرى مراقبون أن المشهد برمته يرقى لأن يُدرج ضمن المحتوى الهابط السياسي، بعدما تحوّل التنافس الانتخابي إلى استعراض بلا مبادئ، وصار المواطن يتابع انتقالات المرشحين بين الأحزاب كما يتابع عروضًا هابطة تخلو من أي قيمة حقيقية.
المصدر: قسم الرصد والمتابعة في وكالة "بغداد اليوم"
بغداد اليوم - مصدر لـ"بغداد اليوم": نجاة الوفد القيادي لحركة حماس برئاسة خليل الحية يتبع ..